الفصل19 : طلبت يدها

431 29 4
                                    

احست بنبضات قلبها تتسارع بقوة ، مجرد رؤيته فعلت لها العجائب
و بنبرة مرحة مازح يوسف أخاه
- يبدو أن هناك تفتيش اليوم يا اخي
لتدفعه نرمين و تجتاز هشام و تدخل إلى المكتب و جلست على كرسي و بغرور مزيف و صوت خشن تصنعته:
- أتمنى أن لا نجد ممنوعات يا سادة ، انا حازمة جدا فيما يخص العمل .
- سيدتي ، لا توجد أي ممنوعات ، قالها يوسف و هو يحاول كتم ضحكه .
و بنفس الأسلوب قالت نرمين :
- ربما تخبئ الفتيات بالخزنة مثلا
ضحك يوسف بشدة ، فيما هز هشام رأسه مبتسما، لا يصدق أنه مسألة أيام و ستصبح هذه الطفلة مخطوبة لأخيه، كم هو سعيد من أجلهما ، اما مريم فكانت واقفة على الباب تلاحظ ما يحدث بالداخل، أحست بالغربة ، تمنت لو كانت فعلا من دمهم ، ايقظها صوت هشام و هو يخبرها :
- ادخلي يا روح ، أنها شركة والدك، لا تحتاجين دعوة.
دخلت مريم و جلست في أحد الكراسي ، تحس بالضيق هنا ، لماذا طاوعت نرمين و اتت إلى هنا ؟ ، اتت لكي تراه ، ماذا الجنون ؟ منذ يوم كانت تريد تجنبه فقط الأن تريد رؤيته ، أخفضت رأسها علها تستطيع أيقاف هذه الأفكار

أما هو فكان يراقب تصرفاتها ، خصلاتها كانت مسرحة للخلف فمنعت تساقطها على وجهها، لكن لماذا تخفض رأسها دائما، هل تريد إستفزازه فحسب ، قرار موفق يا هشام البارحة تقول سأبتعد عنها و اليوم انت خاشع في جمالها.

كان يوسف و نرمين يتبادلان المشاكسات ، لتومئ نرمين له بالنظر إلى هشام و هو يراقب روح .
- لما لا تأخد روح في جولة في المكتب ؟
هذا ما أقترحته نرمين، ليترجم ما تحاول تلك الصغيرة فعله ، هو ودع كلمة نساء منذ أن دفن والدته ، لا يريد اي إمرأة في حياته ، قرار قاله و سينفذه، و لا روح و لا غيرها سيغيران قناعاته .
- هل يعلم والدكما أنكما هنا ؟
و بثقة زائفة ردت نرمين:
-بالتأكيد يعرف.
- ممتاز سأتصل به لأتأكد .
و زيف قيامه بالاتصال
- مهلا ، مهلا ، هشام، هو لا يعلم ، ينقع في ورطة .
- مدام هو لا يعلم ، ماذا تفعلين هنا يا آنسة، و انتي روح انتي الكبيرة المفروض أن تخبريها أنه من الخطأ أن تفعلي شيء دون إذن والدك .
لتجيب روح بصعوبة
- حاولت إقناعها كثيرة ، لكنها كانت مصرة ، و لم أستطع تركها تأتي لوحدها
و بلهجة صارمة قال :
- آخر مرة يا نونو ، لولا أن عيد ميلادك على الأبواب و قولت لوالدك ليقوم بعقابك .
- معه حق حبيبتي ، تصرف غير مسؤول بالمرة .
شعرت نرمين بالذنب و باسف شديد أعتذرت :
- انا اسفة ، لن أكرر هذا أبدا.
- هيا ، سأقوم بأيصالكما .
- لا داعي، معنا السائق ، قالتها نرمين في ملل .
أما مريم فكانت صامتة ، لا تعلم لماذا تعتريها هذه المشاعر عندما تتحدث معه، خجل و خوف، توتر و قلق ، تشعر بالم في خنجرتها ، نظراته الحادة تحرق بشرتها ، يظنها البعض صامتة بينما عقلها في حرب دائمة .
و على الجانب الأخر من المكتب يقف هو شامخا ، واضعا يديه في جيبه و يمارس ما يتضح أنها هوايته الجديدة و مي مراقبتها .
أما يوسف و نرمين فقد دخلا في نقاش عقيم بسبب الفستان الذي سترتديه فعيد ميلادها لتخبره بمنتهى الاستفزاز:،
- أخطبني أولا ثم قرر ماذا البس
ثم فرت هاربة و أمسكت يد مريم مجبرة إياها على الركض .
و كاد أن يلحق بها لكن أخاه منعه
- الليلة ، الليلة سأتكلم مع عمي ، انا و انت ، و سأريها كيف ستلبس ذلك الفستان.
اكتفى هشام هز رأسه بالموافقة ، فهو كان سيتكلم مع عمه في مجمل الأحوال و لن يأجل الموضوع أكثر.
__________________________
دخلت إلى البيت بعد أن مرت بالحراسة كالعادة ، تتأفف من كل هذه الإجراءات، كأن إبن الوزير يسكن هنا ، وهو مجرد مدمن يتعالج ، جهزت طعامه و اخدت نفسا مطولا فهي لم تنسى ما حصل المرة الماضية ، لكنها معتادة على أنواع العنف و الاهانة ، الا يكفيك أنها تتحمل ذلك الكريه في البيت و الان عليها أن تتحمل هذا المدمن كل يوم ، ليلهمها الله الصبر ، فهي لم تعد تتحمل كل هذا الشقاء ، فتحت الباب و دخلت فوجدته مستلقيا على ظهره و ما أن رآها حتى عدل من جلوسه ليقابلها، وضعت الطعام على سطح المكتب و بنبرة ضجرة قالت :
- الطعام جاهز ، أخبرني اذا كنت تحتاج إلى شي ، عن إذنك، و همت بالخروج ليقفها صوته و هو يتسأل بنبرة خافتة
- انتي جديدة هنا ؟
- نعم ، سيدي انا جديدة هنا .
- تبدين صغيرة في السن .
- انا كذلك ، عن إذنك .
بنبرة مترددة قال :
- انا اسف ، لم أقصد إيذائك ، انا أتعالج لكن الموضوع صعب ، أحيانا لا استطيع السيطرة على نفسي.
- لا داعي للاعتذار سيدي .
- لا تنادني سيدي ، نادني أدم فقط و انت ؟
- نهى .
- إسم جميل و صاحبته اجمل .
- شكرا ، هذا من لطفك .
- إسمعي يا نهى ، انا أشعر بالملل و كنت افكر ب...
لتقاطعه بقوة فلقد ملت كثيرة تمثيل دور المطيعة
- إسمع ، انا هنا العمل، علي إطعامك ثلاث مرات في اليوم، ليس علي مشاركة أحاديث جانبية او عن شعورك بالملل ، يكفيني ما أمر به، لتتجمع الدموع في عينيها و تهرب منه ، تاركا إياه في بحر من الحيرة و الاستغراب ما الذي فعله من أجل أن تثور هكذا ، ربما شدها بقوة البارحة لكن لم يؤذها ، كما أنه إعتذر عن ذلك ، نفض عنه هذا التفكير و ذهب لتناول الطعام ، أما هي فوصلت للمطبخ لتنهار حصون قوتها و تنهمر شلالات من الدموع حبستها كثيرا ، بداية بمعاملة زوج أمها إلى تركها الدراسة ثم الاجبار على العمل هنا ، بكت قهرا من الظلم الذي تتعرض له ، رفعت رأسها داعية الله عز و جل أن يجبر بخاطرها.

انتقام الروح (الجزء1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن