_19_

202 32 42
                                    

...

﴾__________﴿

حركت جفناي بصعوبة ليتسلل نور المصباح الكهربائي إلى عيناي. أغمضتهما لشدة وهيجه قبل أن أفتحهما مجددا تدريجيا. أشعر بإرهاق جديد و آلام في جسمي و كأن كل عضلة فيه تتألم. أحس بصداع حاد و دوار شديد.

ٱستدرت لأجد نفسي في عيادة طبية. نظرت مجددا إلى السقف و حاولت الجلوس فآلمتني ذراعي. تحاملت لأستقيم في جلستي. فتح الباب لتدخل ممرضة تطالع أحد الدفاتر الطبية. رفعت رأسها لتتسع عيناها ذهولا قبل أن تغادر منادية الطبيب.

دلف إلى الغرفة مسرعا ليتجه نحوي. أخذ مصباحا صغيرا ليوجهه نحو عيناي بينما نبست:
- أنا بخير. كان ذلك جراء الإعياء فقط. أين المتمردون؟
تراجع عني ليأخذ الدفتر مقلبا عينيه بين الكلمات قائلا:
- لا يجب أن تجهدي نفسك. لم تكن حالتك مستقرة في الآونة الأخيرة.
عقدت حاجباي في حيرة لا أفهم قصده. فتح الباب بقوة لتظهر أمي رفقة والدي. ركضت نحوي لترتمي فوقي باكية. حدقت فيها لأسأل:
- كيف وصلتما إلى هنا؟ أمي أين البقية؟
تراجعت عني لتمسح شعري بيديها في ٱرتباك معلقة:
- كيف تشعرين بعد إفاقتك من الغيبوبة؟ هل من آلام؟ لقد ٱصطدم رأسك بشدة حين وقعت من المنحدر.
تقدم أبي مضيفا بنبرة مريرة:
- لو أتيت لأصطحبك من الكلية في ذلك اليوم لما حدث كل هذا. أنا آسف.
هززت رأسي نافية لأقول في ٱضطراب:
- لا يمكن أن يحدث هذا. لقد كنت في عالم آخر لكنه حقيقي. كل ما حدث حقيقي.
حدق الجميع بي في حيرة فواصلت:
- كل ما عشته لم يكن مجرد سراب. أرجوكم فليخبرني أحدكم أني في حلم.
- بل كنت في حلم.

- لم يكن ذلك حلما. لقد بدا كل شيء حقيقيا و كأني في عالم آخر. أنتم تصدقونني أليس كذلك؟
ربت أبي على شعري ليقول بنبرة مهدئة:
- سنا، لقد ٱصطدمت بشدة على رأسك..
- قاطعته في ٱنفعال و قد ٱتسعت عيناي:
- أبي أنا لم أجن. أنا أعلم أن هذا غريب لكنه حقيقي. حتى أنا في البداية لم أصدق شيئا. أنا أعلم أنك طبيب نفسي لكن ذلك لا يعني أن أي تصرف غريب لا يلائم معاييركم الطبية الطبيعية ناتج عن مرض نفسي. هذا ليس ٱضطراب ما بعد الصدمة أو هلوسة أو حتى جنونا. هذا حقيقة.

﴿في العالم الموازي_أثناء اللاوعي﴾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن