|١٢|النهاية.

130 22 38
                                    


السلامُ عليكم.

وحافظ على الحلمِ في مُقلتيك
وعلِّمهُ إن ضلَّ كيف يؤوب!

‏- وئام الليثي

______

يولاند

يومُ الاثنين، مُنتصف شهرِ تموز لعامِ ألفين وواحدٍ وعشرين، يومٌ آخر حيثُ أذهبُ فيه للمركزِ الأكبر كي أستمدَّ الطاقة منه.

أذهبُ بمزاجٍ مختلفٍ عن المزاج الذي كانَ يعتريني الأربعة أشهرٍ الماضية، فقد أخبرني لوغان أنَّ أريز سيتزوَّج اليوم.

أريز، آهٍ من هذا البشري الذي فعلَ بهذا القلب الكثير دونَ أن يدري!

وبشكلٍ ما، اليوم دونًا عن باقي الأيام بدأت ذكرياتُ آخرِ أيام قضيتها بعيدة عن مملكة الغل تضربُ جدران ذاكرتي، حينَ ذهبتُ لعالمِ الجنِّ كي أستمدَّ عونًا منهم يُعينني على فعلِ مقلبٍ صغير بليليت أتمكنُ منه من إخراجِ خوفٍ يُساعدني على التحكم بشيءٍ منها.

ولا أعلمُ هل للأسف أم أنَّ ما حصلَ هو أكثر الأمور الجيدة التي حصلَت لي في حياتي.

لم أجد الجنية التي كانَت تُساعدني دومًا، تلكَ التي لا تُريدُ شيئًا إلّا قليلًا من الطاقة لتبثَّ الرعب في قلبِ بشري، ووجدتُ بدلًا عنها قريبها.

حاولت البحث عن غيره، فلطالما حُذِّرتُ من جشعه، إلّا أن أفكاري لحظتها كانت تُخبرني أنني أنثى غل لا تأخذُ الطاقة من المركز حتى، ما الذي سيريده مني.

ليتَّضح بعدَ ذلك أنّني أسهلُ فريسة.

لا يزالُ جرُّه لي لمنطقةٍ بعيدة عن مرأى الأعين يُؤلمُ رأسي ألمًا كبيرًا حينَ أحاولُ التفكيرَ به، وكلماته القاسية التي حاولَ بها إغضابي، أو لرُبما زرعُ الخوفِ في جسدي.

علمتُ على الفور أنَّه لا ينتمي لأي دين، وأن السحر هو حيلته في هذه الدنيا، وفهمتُ لسوءِ حظي أنَّ جسدي مُلائمٌ لتجاربه.

كبَّلني بكلماتٍ قليلة وبدأَ بإلقاءِ تعاويذُ تُخرجُ الطاقة منِّي رويدًا رويدًا.

بدأ اليومَ الأولَ بمقدارٍ بسيطٍ جدًّا، أخذه ومن ثمَّ ذهبَ تاركًا إيّاي في غرفةٍ مظلمة لا تُبشِّر بوجودِ كائنٍ حي واحدٍ فيها، ولا أذكر أنّني بكيت، بل فضَّلتُ البقاءَ ساكنةً إلى حينِ الفرج.

وفي اليوم التالي بدأ يأخذُ كميةً أكبر، طاقتي التي تعبتُ حتى حصلت عليها تُستباحُ حريتها دونَ رغبةٍ مني.

هُنا بكيت حتى بلَّلت الثرى، هالتي التي بذلت قُصارى جُهدي حتى أجعلها باهية هكذا ومبهرة بدأت تختفي مُحولةً إياي لشبهِ جسدٍ بشري.

وهكذا يومًا تلوَ يوم، يومًا يأخذُ طاقة، ويوم يتركني لوحدي لعلّي أجدد طاقتي، لا يدري أنني لا أفعل.

متَّبعًا إيّاه. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن