الفصل 21 : لقد كذبت علي

473 30 10
                                    

رأت مريم نجود تحزم أمتعتها ، و تقوم بإفراغ خزانتها
- سيدة نجود ، ماذا تفعلين ؟
- احزم حقيبتي ، لم أستطع إلغاء أمر الترحيل، إحزمي أنت أيضا حقائبك سنغادر مصر ، بإمكانك الاتصال بخالد و إخباره إذا كنت تردين .
هذا ما صرحت نجود به بنبرة باردة ، هي فقط تريد أن تبدوا أنها إنهارت و أن غير مبالية بأي شيء هذا سيعزز موقفها بالنسبة لمريم ، فيما شعرت هذه الأخيرة بالحيرة الشديدة ، ماذا ستفعل الأن ، تخبر خالد؟ ، نعم ستخبره ، لقد رأت علاقاته الجيدة مع المسؤولين مؤكد أنه سيجد حلا
- سيدة نجود، إهدئي أرجوك، سأتصل بخالد .
تحاملت على نفسها ، و كتمت ألمها و إتصلت بخالد و أخبرته أن يحضر فورا .
جلست معها ، تحاول أن تهدئتها ، و أنها اذا حاولت السفر فخالد يمكن أن يكتشف الأمر و يعاقبها و الأحسن أن يجعلوه هو يتصرف ، هكذا كانت تفكر تلك الصغيرة بعفوية ، تحاول إنقاذ من ادخلتها حياة ليست حياتها ، و مستعدة للتضحية باي شيء من أجل إنتقامها ، كم تجيد التمثيل فمريم على كل حال تصدق كل شيء .
مرت دقائق كثيرة لكن وصل خالد إلى البيت، ظن أن إبنته قد ساء حالها فهي لم تذكر اي تفاصيل ، صعد إلى غرفة نجود و تفاجأ بوجود ملابس مبعثرة في كل مكان ، و حقائب للسفر
- ما هذا ؟ إلى أين أنتم ذاهبون ؟
- صدر أمر بترحيل ماما .
- كيف ؟!
إندهش خالد من هذا الخبر
نهضت نجود من مكانها و بغضب أتقنت تزييفه
- تريد ترحيلي من أجل أن تحرمني إبنتي ، أليس كذلك ؟
- ماما إهدئي ، أرجوك
اخد خالد نفسا عميقا
- روح إذهبي إلى غرفتك و نامي .
- لكن ...
- بدون لكن انا و والدتك سنحل الموضوع، قدمك تألمك حاولي اخد قسط من الراحة ، ساحل الموضوع.
نظرت مريم لنجود فأومأت لها بالإيجاب بأن تستمع إلى أوامر خالد فخرجت و تركتهم .
- نجود إياك و الصراخ مجددا أمامها، حافظي قليلا على نفسيتها حتى لو كنت غاضبة فلا حق لك أن تصرخي هكذا و هي موجودة.
- انت من ستعلمني كيف اربي إبنتي .
- إبنتي مثل ما هي إبنتك ، ثم هل تسمعين نفسك ، كيف أمر بترحيلك و انا قمت بإرجاعك لذمتي ، لو كنت أريد ترحيلك كنت أكملت الإجراءات القانونية للطلاق ، و الأن إهدئي قليلا ، لدي الكثير من المعارف سأخرج للإطمئنان على روح ، و الاتصال بهم ، و انتي ستقومين بإرجاع هذه الملابس .
نظرت له بنظرات راجية
- لن افترق عن روح ، أليس كذلك ؟
- ثقي بي لن يحدث ذلك .
تركها و خرج و هو يفرك وجهه ، من الذي قد يفعل هذا ، قام بالاتصال بمعارفه الذين أكدوا له أن الأمر منتهي و سيلغون أمر الترحيل و سيعلمونه بمن أراد ترحيلها ، فتح باب غرفة روح فوجدها قد غطت في نوم عميق، لقد تعبت كثيرا و تألمت أكثر، شعر براحة نوعا ما أنها نائمة ، إقترب منها و قبل رأسها و خرج .
كانت نجود على طرف سريرها ، حين دخل .
- إنتهى الأمر.
- ماذا تقصد؟
- حللت الموضوع، الأمر سيلغى .
لمعت عيناها و بسعادة هتفت
- حقا يا خالد سأظل مع إبنتي
إقترب منها و داعب خصلاتها و بنبرة لعوب
- نعم ستظلين معها و معي .
إبتلعت ريقها في قلق من قربه الشديد ، أخفضت عينيها ، و لمعت في رأسها فكرة أن تجعله يبقى هنا و لا يعود للحفلة ، كم ستغضب زوجته تلك و ابوه سيحترق من الغيض .
رفعت عينيها بخجل
- ستبقى معنا الليلة ، روح تتألم كثيرا بسبب قدمها ، أخاف أن تسوء حالتها .
- لا تقلقي على روح ، لقد غطت في نوم عميق ، انت تعلمين اليوم عيد ميلاد نرمين ،شعر بكثير الحرج و هو يفسر لها أنه يجب أن يعود .
تفهمت الموضوع ، لكنه وعدها أن يأتي غدا، تركها و عاد للحفلة ، أكمل الاحتفال مع العائلة لكن في طريق العودة تلقى إتصالا من أحد المسؤولين و الذي له اخبره أن والده من حاول ترحيلها ، حاول خالد المحافظة على أعصابه، والده لن يكف عن هذه الحركات كان عليه أن يعلم أنه يسكت بهدوء هكذا حتى عندما اخبره أنه طلقها مزال مصرا على التخلص منها بأي طريقة.
__________________
وصلت العائلة إلى بيت البحيري
صعدت نرمين إلى غرفتها مباشرة لأنها كانت متعبة جدا و إجتمع البقية على طاولة الطعام، حاول خالد تجميع أفكاره لأنه قبل أن يفاتح والده في موضوع نجود يجب عليه القيام بشيء اخر ، بنبرة جادة قال
- هشام و يوسف إلى بيت والدكما ، لا أريد رؤية وجهك انت بالذات يا يوسف إلا في حدود الزيارة في هذا البيت
ليصرخ به عباس
- انا لم أمت ، لماذا تطردهما ؟
- انا لا اطرد أحد ، لكنه خطب إبنتي و اكيد اني لن اسمح له بالإقامة تحت سقف واحد معها بإمكانهم العيش هنا بعد الزواج إذا أرادوا لكن قبله لا و الف لا و إن لم تكن موافقا سأخد نرمين و اخرج من هنا و إعتبر الخطوبة ملغاة ، و بالنسبة لهشام لم يهن عليا أن أفرق الإخوة.
كم تمنت سوزان أن لا يوافق حماها على شرط ولده، هكذا ستنتهي من أمر هذه الخطوبة دون عناء .
- بعد إذن جدي ، أنا موافق على ما يقوله عمي ، لا أريد أن أمس سمعة نرمين باي شكل ، ثم أن البيت ليس بعيدا .
ليردف خالد على كلام إبن أخيه.
- لا مانع لدي في الزيارات و لن أكرر كلامي بشأن الحدود .
هز يوسف برأسه ، لينظر عباس في اتجاه الأخوين
- تتناولان طعامكما معنا ، و الزيارات يومية مفهوم .
- مفهوم يا جدي .
إختنقت سوزان في تلك الدقيقة ، كيف له أن يوافق ، عليها الأن التفكير في شيء للتخلص من يوسف هذا .
إنصرف الأخوان بعد أن اخبرا ماجدة أن تأمر الخدم بتوضيب أمتعتهم و إرسالها إلى بيت والديهما .
أراد عباس النهوض ، لكن خالد طلب منه الانتظار فهناك موضوع يود مناقشته معه ، فيما صعدت ماجدة و سوزان .
- لماذا أمرت بترحيلها ؟
- ترحيل من ؟
بلهجة جادة و صارمة اعاد صياغة سؤاله
- أبي ، انا لست غبي ، لماذا قمت بذلك ؟
زم عباس على شفتيه في سخرية
- و لماذا تهتم ، ألم تطلقها؟
- إنها والدة إبنتي ، روح لن تبقى بدونها.
- إذن فتذهب معها.
أدرك خالد أنه لا فائدة ترجى من الحوار مع والده، فأراد إنهاء هذا النقاش العقيم
- ألغت أمر ترحيل نجود ، هذه تاني مرة يا والدي تقوم بإيذائها ، المرة القادمة لن يعجبك رد فعلي ، لا اطلب منك أن تحبها ، فقط تعامل أنها غير موجودة .
قال كلامه و إنصرف دوم النظر إلى والده .
بقي عباس مندهشا من تصرف إبنه ، ظن أنه لن يكتشف الأمر، لكنه نسي أنه بيده قد صنع رجل أعمال بنفوذ كبير يستطيع فعل ما يشاء .
____________________
صعد خالد لغرفته فوجد سوزان تنتظره و نظراتها لا توحي بالخير أبدا ، لا يبدوا ان هذا اليوم يريد أن تنتهي ، بدأت هجومها حتى قبل أن يخلع جاكيته
- من أعطى لك الحق في الموافقة على خطوبة يوسف على نرمين ، كيف تقدم لها قبلها بأيام و لم تخبرني.
أخد نفسا طويلا
- سوزان اجلي اي نقاش ، فأنا الأن ليست في حالة جيدة للكلام .
- عندما إتصلت بك تلك العاهرة من أجل إبنتها ذهبت بسرعة و انا من أجل مستقبل إبنتي و سعادتها تطلب مني التأجيل .
ما إن انهت كلامها حتى وجدت أصابعه قد غرزت في شعرها و شدها بقوة
- إياك و أنن تذكريها على لسانك مفهوم ، أتعلمين شيئا على الأقل هي تزوجتني لأنها احبتني و ليست كلبة أموال ، و نعم موافق على يوسف لأنه إبن اخي و تربية يدي و أعلم أن إبنتي ستكون سعيدة معي و لم أخبرك لأنني أعلم مدى كرهك له هو و أخوه و وضعتك أمام الأمر الواقع و اذا حاولت إفساد هذا الموضوع سأعرف و صدقني روحك من ستكون بيدي و ليست خصلات شعرك، حررها من قبضته و تكرها و دخل إلى الحمام .
شعرت بذل و مهانة كبيرة ، لم تتوقع أن تبلغ به الجرأة أن يقول لها هكذا فقط لأنها قالت عنها كلمة مهينة واحدة، لكنه لم يعرف أنها لن تستسلم ، و لا نجود ستأخد خالد و لا يوسف سياخد نرمين، هي من تقرر و موقف خالد و كلامه قد نمى كرها دفينا له في قلبها.
___________________________
بعد مرور ثلاثة أيام
إنتهت مريم من دروسها في الجامعة و وجدت خالد ينتظرها في الخارج ، ركبت سيارته و إنطلق
- مرحبا ، كيف حالكي ؟
- بخير و انت؟
- انا بخير، قدمك لا يؤلمك ؟
- لا ، أشعر أني بخير .
- روح ، اريد ان أسالك بشأن شخص ما؟
- شخص أعرفه ؟
- نعم ، عمر الذي كان يزور والدتك في الفندق .
- إنه صديقها، زارها عدة مرات و اخر مرة تشاجرت معه .
- لماذا؟
- لا أعلم ، لم إسألها.
- منذ متى و هي تعرفه .
- حين عملت لديك في الشركة، كان زبونا و هناك تعرفت به لكن لا أعلم متى إلتقت به مرة أخرى ، لكن لماذا تسأل كل هذه الأسئلة ؟
- بسببه كنت سأفقد والدتك للأبد ، لم ارد أن أسألها هي لأنها ستقول اني لا أثق بها و كل ذلك الهراء ، لذلك سألتك .
إستغربت مريم قليلا،
- ماذا تقصد بتفقد والدتي ؟
- بسببه طلقتها تلك الليلة بالفندق، الا تتذكرين ؟
صدمت بما سمعته ، هو طلقها من أجل هذا و ليس من أجل أنها أرادت المغادرة بها ، شردت مريم و هي تحاول التفكير ، لينتشلها صوت خالد من شرودها
- اين ذهبت يا فتاة ؟
- انا معك ، نعم أتذكر لقد أخبرتني بذلك لكن لم تدخل في تفاصيل كثيرة .
- معها حق، ففي النهاية قد عدنا إلى بعضنا البعض صحيح ؟
إبتسمت مريم بمرارة و هزت رأسها.
___________________
في مساء نفس اليوم ، في أحد المستودعات القديمة
دخلت إليها سوزان و هي متقززة من المنظر و وجدت رجل مربوطا في كرسيه ، لتحضر كرسا آخر و تجلس قبالته .
بقي الرجل محدقا بها ، لتخرج سيجارة و تدخنها أمامه.
- ماذا فعلت يا سيدتي ، لماذا انا هنا ؟
- انت هنا لكي لا تهرب مجددا ، انت بارع جدا في الهروب ، حتى عباس بذات نفسه لم يستطع القبض عليك .
إرتبك محمود من كلامها ، كيف تعلم أنه هرب من عباس
- سيدتي ، اعتقد انك مخطئة انا لم أهرب من أحد .
- إذن لماذا دخلت البلاد بجواز سفر مزور يا محمود .
إبتسمت بعد أن أنهت جملتها و هي ترى أنه قد إصفر من الخوف و تابعت كلامها لتبث فيه الرعب أكثر
- انا أعلم أنك كنت جزء من عملية قتل أمارا و سيف بأمر من عباس
- ماذا تردين بالضبط؟
- هذا هو السؤال الذي كنت أنتظره ، هل لديك دليل على أن عباس من أمر بكل هذا ؟
- و الثمن ؟
إبتسمت سوزان بثقة و قالت
- خمسة ملايين دولار
- الموضوع ليس سهلا يا سيدة ، عباس توقف عن مطاردتي لأني زيفت موتي ، لولا ذلك لكنت في عداد الأموات الأن، لكن الثمن يبدوا مغريا لكنه لن يرقى إلى ثمن المخاطرة التي سأقوم بها ، فأنا لدي فيديو يوثق مقتلهما ، أراد عباس في وقتها أن يتأكد من مقتل أمارا لكني إحتفظت بنسخة منه
توسعت عينا سوزان في صدمة و سعادة .
- هل الفيديو معك الأن
- نعم يوجد على هاتفي فقط قومي بفكي .
- قبل أن أقوم بفكك ، هل إتفقنا مبدئيا و سأقوم مضاعفة المبلغ
- إتفقنا .
______________
في الإسكندرية
جلس على سريره بعد أنهى دروسه مع الأستاذة، يصعب عليه التركيز كثيرا و جسده مفتقد إلى مخدر يسكت ألام جسده ، دخلت كعادتها صامتة و عيناها في الأرض ، وضعت الطعام أمامه ، و بنبرة جافة
- الطعام جاهز ، تأمر بشيء اخر
- هل تحبين القراءة ؟
- نعم ؟!
- سألتك هل تحبين القراءة ؟
- نعم أحبها.
- خدي ، مد يده بإحدى الروايات ، لتمسكها في تردد
- لا داعي لإرجاعها لقد انهيتها منذ فترة قصيرة ، إنها جيدة ستحبينها ،
إبتسمت بإمتنان فهذه اول مرة يقوم أحده بتقديم شيء لها ، تعودت أن تعطي و تضحي فقط .
أمسك بيدها و بغرابة شدية سألها ما هذا؟.....
___________
التصويت يا جماعة التصويت
تقديرا للمجهود و شكرا للقراءة

انتقام الروح (الجزء1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن