~طفلة البداية~

12 1 0
                                    

فتحت تلك الصغيرة ذات الشعر الاسود عيناها الكريستالية الجميلة التي تشبه السماء في زرقتها وصفائها

لتلتفت من حولها وترى المكان التي هي به، لتكتشف بعدها انها بمكان مختلف عن منزلها، بل هي الان تعيش بأحد العصور الوسطى لتفتح عينيها على مصرعهما وتحاول تذكر ماحدث معها

لقد كنت بالامس عائدة من الجامعة بعد انتهاء الدوام، وقد سلكت طريقا مختصرا لأن الوقت قد تأخر بالفعل وشارفت الشمس على الغروب وقد جذب انتباهي مكتبة لم تكن موجودة من قبل فإنتابني الفضول لدخولها،

كان المكان يبدوا فوضوي وقديما ولم يكن يتواجد احد فيه غير ذلك الرجل العجوز والذي يبدوا كأنه صاحب المحل

"هممم.. لم ارى مثلك من قبل،انت مميزة"
قالها ذلك الرجل

"ماذا تقصد؟"

"إن لك روحا قويه"

لم اهتم كثيرا بما قال واكملت سيري في انحاء المكتبة لإستكشافها، جذب انتباهي كتاب بعنوان
"الأميرة المحبوبة"

"يمكنك اخذه بالمجان بما انك اول زبائني"قالها الرجل وعلى وجهه ابتسامة لطيفة

"هل أنت متأكد؟"

"اجل يمكنك اخذه"

وهكذا انتهى بي الامر بأخذ الكتاب ولكن قبل خروجي من المتجر سمعت ذلك الرجل يقول بلغة مبهمة

"انهم بحاجتك فالتساعديهم"

ضلت كلمات ذلك الرجل عالقة في ذهني لكني لم اهتم كثيرا بما قال، واصلت السير حتى وصلت إلى شقتي،

لقد تركت منزل والدي حينما بلغت ال١٨ سنه، وقد توفت والدتي قبلها بسنه، لكن لم يحزني رحيلها، لأنها لم تهتم لي

والدي اصبح يتحكم بي منذو حينها، ولم اتحمل ذلك فتركته واكملت حياتي رغم صعوبته، لكنه كان أفضل من الباقي في ذلك المنزل الموحش

لم اقرأ رواية منذو فترة لانشغال، ربما كانت فرصه جيدة لاستمتع قليلا، لكن لم اتوقع ان يكون هذا الكتاب ممتعا، ولم أدرك اني انهيته وقد أصبح الوقت متأخرا، ولم يتبقى غير ثلاث ساعات على محاضرتي فقررت أخذ غفوة...

فجأة -عودة الى الواقع- أصبحت طفلة وليس أي طفلة بل الأميرة الأولى للإمبراطورية

وما سمعته من الخدم أن هذا الجسد كان مريضا، ولكن عندما اتيت إلى هذا العالم قد تعافى هذا الجسد، ولكن هل من الممكن انا روح هذا الجسد قد اختفى

لأنه يبدو من شكل جسدي أن لا زلت لم اكمل سنتي الاولى، لا ازال صغيرة ولا اقدر حتى على المشيء، هذا مزعج قليلا، ولكن بالتفكير بالأمر

ماذا حدث للروح الاصايو لهذا الجسد، وربما اني لم امت بعد، وقد يكون جسدي لا يزال موجود، وهذا يعني اني لم اولد من جديد بل دخلت جسد طفله، رغم أن هذا كله مجرد استنتاجات ليس وكأنه حقيقي، وليس لدي أدلة كافيه

اه لقد اتعبني التفكير بهذا الامر، ساتحقق منه لاحقا -تثاوب- وبعدها غطت الأميرة في نوم عميق
            
-بعد ثلاثة ايام-

اليوم هو الثالث منذ ان اصبحت بجسد هذه الطفلة،لم يتغير الكثير عدا أني علمت بعض الاشياء عن من حولي ومنهم..

قاطع تفكري الطفلة الصغيرة صوت الباب وقد دخلت منه امرأة في مقتبل العمر

أنها ليليان يورك، مربية الأميرة لوثيسيا، امرأة ذات جمال فاتن وأنيق ولكن اشعر أني سمعت اسمها في مكان ما ولكن ولا أستطيع التذكر

بحمل تلك الرضيعة الجميلة "اوه يا ملاكي الصغير هل استيقظت" قالتها بصوت حنون ورقيق

"للاسف، إن والداك اليوم مشغولان كثيرا ولن يستطيعا القدوم لرؤيتك"ضحكة"

ولكن عوضا عن ذلك قد جاءك زائر لطيف قد اشتاق لكي كثيرا يا اميرتي الحبيبة"

دخل ذلك الرجل الوسيم صاحب الجسد الرياضي، الذي يراه لايصدق انه بالفعل في الخمسينات من عمره، ليتناول جسد الطفلة من بين ضراعي مربيتها، ويحملها بحنان وهو ينظر لها بقلق وحب ويقبل جبينها

"انتي بخير يا صغيرتي"ابتسامة باهتة

من هذا الرجل هل هو والدي، لكن ليلي قالت انهما لنا يتطيعا القدوم، وفوق كل هذا يمكن نفس عيناي الكريستالية، ولا يحملها سوى العائلة الملكيه

صحيح!! كيف نسيت هذا، سمعت من الخدم أن والد والدتي وهو الامبراطور السابق لا يزال حيا، تفاجأت عندما علمت انه لا يزال موجودا

فأنا قد قرأت الكثير من القصص عن العائلات الملكيه في حياتي السابقه، لطالما كانت حياتهم عبارة عن جحيم لا فائدة منه من وجهة نظري،

وها انا ذا اشهد معجزة في حياة التاريخ، لكني لست مهتمة بكل هذا، المهم ان استطع البقاء حية في هذا العالم الخطير، حتى وإن كان جدي فأنا لا استطيع الوثوق به

"اتذكرته يا أميرة انه جدك والد أمك الامبراطور السابق كلود دي الجير اوبيليا"

"لقد شفيتي يا صغيرتي"

مهلا لحظه، اليس هذا هو الامبراطور البارد من الرواية التي قرأتها، وهو الذي قتل ابنته بيديه

يتبع..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 11, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

~I became the beloved princess~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن