كانت من أصعب الأوقات عليي تلك الفترة
أيام تمضي وأحلام تدفن تحت وسادتي المملوئة بالدموع كل ليلة تمضي أسوء من الأخرى
ولا شيء جديد ...
صباح ممل يبعث الإرهاق في جسدي أحاول النهوض لكن سريري يجذبني وكأن جاذبيته تخطت قوة الجاذبية الأراضية ....
إستقمت رغماً عني لأقف أمام مرآتي شيء ما يريد مني لكمها ....
يال فظاعة وجهي ..ضحكت بسخف على الحال التي وصلت لها ...
إبتعدت من أمامها وذهبت خارجة من غرفتي
بلا بلا بلا
لا أحداث مهمة وداعاً يا مذكرتي الغبية ليس لدي رغبة بالكتابة .......
.....
...
..
.
حاولت إلتقاط أنفاسي لأتنهد بعمق ولكن للأسف
إنفجرت ضاحكة
ليتني لم أقترب من تلك الدفاتر القديمة
ذلك مضحك حقاً أن ترى لأي درجة كنت مكتئبة وقتها ..
ولكن الآن كل شيء قد تغير يالي من فتاة قوية
.....
...
..
لنعد بالزمن قليلاً
منذ مدة كنت في حالة اكتآب شديدة ولكن بفضل قوة شخصيتي وتمسكي بنفسي ومساعدة أصدقائي أنقذت نفسي
لا أنكر أنني كنت ضعيفة ليس بتلك القوة ولكن أستطعت النجاة
"رغم تفكيري المستمر بقتل نفسي"
ولكننننييييي قوووويييةةةة
لازلت في هذه الحياة
....
...
في تلك المدة كنت قد فقدت الامل في كل شيء في عائلتي في نفسي في عالمي
ولكن كنت اسمع كلمة واحدة يرددها أصدقائي
أنتي قوية
فعلت المستحيل كي لا أخيب
ظنهم بي وقد كنت عند حسن ظنهم قوية للغاية
...
في تلك المدة أدركت أن الأصدقاء هم الكتف الذي يسندني دائماً الذي ينتشلني من ضغط الحياة ليرسم ابتسامة على ثغري
رغم ألمي
...
..
كانت علاقتي قوية للغاية بصديقاتي
لم أتخيل يوماً أن شيئاً ما سيفرقنا وأنا بالفعل قد رسمت مستقباً جميلاً في مخيلتي
كنت أعتبرهم كعائلة لي
كملجأة لي
لطالما تشاجروا وأختلفوا ولكن في كل مرة كانوا يحلون المشاكل وذلك لأجلي
كنت أشعر بأنني ككنز لدى صديقاتي كنجم قد لمع في سمائهم ...
كنت سعيدة للغاية معهم
......
...
وقفت لوهلة أستنشق الهواء من نافذة غرفتي ..
الرياح تعصف بقوة لتجرد
تلك الأشجار من أوراقها إنه فصل الخريف
العديد من الناس يرونه فصل الكآبة والعزلة ولكن ذلك ليس صحيحاً فالكآبة ليس لها
وقت محدد هي مجرد داء ينتشل الفرح والقوة من قلوب الناس
ولكن هناك نوعان
أشخاص يستسلمون وينتهي بهم الحال
بحفرة تحت أرض
وآخرون يجعلون من الإكتآب دافعاً لإثبات قوتهم وتجديد طاقتهم
فبعمره لم يكن فصل الخريف سيئاً لكن كان ومازال
منقذاً للأشجار من أوراقها الميتة
ولنأخذ الأمور بتفائل لعلنا نجد خيراً في نهاية القصة
......
...
جلست قرب نافذة غرفتي الواسعة اضع منضدة صغيرة واحتسي فنجان قهوة
أستمع للموسيقا واتحدث مع أصدقاء الانترنت خاصتي ..
ما هو صديق الانترنت :
«هو الشخص الذي لا حاجة لتقابله أو تجلس معه لتعرف طيبة قلبه هو الشخص الذي يمكنك مشاركته جميع مشاكلك وهمومك هو الشخص الذي يختبء خلف شاشة للهاتف كمادر المصباح ليحسن مزاجك ببعض الكلمات اللطيفة هو الإنسان الذي مهما قلت أحاديثكم سيضل صديقك »
ربما ليس جميعهم هكذا ولكن على الأقل أصدقائي من هذا النوع ...
كوني فتاة اجتماعية تحب تكوين
الصدقات شيء جميل يبعث في داخلي
الحياة رؤية الناس تبتسم لرؤيتي أو حتى لسماع صوتي يجعلي أشعر بالعظمة
وكأنني أصبحت محط اهتمام ..مصدر سعادة
ربما هذا كل ما احتاجه ...
.....
..
كنت أشعر وكأنني مكتفية بما لدي
ولكن لا شيء يدوم للأبد ..
تلك العلاقة التي كانت تجمعني بصديقاتي الفتيات اللواتي كبرت معهن
اللواتي ظننت أن الحياة غير قادرة على إفساد علاقتنا على انتزاع ابتسامتنا
الفتيات اللواتي بكيت معهن وضحكت معهن
من اعتبرتهم عائلتي الثانية
أصحبت المحادثة الخاصة بهم في آخر المحادثات في هاتفي
تلك الأماكن التي اعتدنا الذهاب لها معن أصبحت لا ازورها حتى ..
وبلمح البصر أصبحت علاقتنا سطحية ومحادثاتنا مختصرة أصبح لكل واحدة فينا أصدقاء آخرون
....
الأيام تمر بسرعة في بداية المشاكل بيننا كنت أبكي كثيراً ولكن الآن ربما اعتدت على ذلك الشعور
لم اعد مهتمة بكل تلك الأمور البسيطة
أصبحت أجد أن هنالك العديد من المشاكل في حياتي التي تعد أكبر بكثير مع فقدان صديقة
ودائماً ما أقول على الأقل ما زلنا أصدقاء
ربما علاقتنا لم تعد كما كانت ولكن على الأقل
لست وحدي
