الثالث من شباط ٢٠١٧
لطالما كان التظاهر احد افضل سماتي، التظاهر بالسعادة حتى و انا في اشد مراحل انهياري، لقد اتعبتني هذه الاقنعة و لطالما فكرت في انه سياتي شخص يكشفني و ينزع قناعي، لكن يبدو انني ممثلة بارعة ام انه فقط حظي الخسيس في عدم وجود اي صديق حقيقي لي.ظننت ان قناعي هذا مستحيل ردعه، و انني سارتديه الى ان يقرر القدر ان يتساهل معي لكنه كان العكس، انه يحاول دائما معاداتي و يقف في طريقي.
لقد تحملت كل شيء برحابة صدر،صديقتي التي اعتبرتها بمثابة اخت لي كانت تخونني مع زوجي.
لقد صبرت على كل الاشياء التي يفعلها لي من ضرب و اذى كله كان يهون لاجل ان لا احزن امي فهي من زوجتني به، بعد مدة تطلقنا ثم اخبرتها ان تذهب اليه و اني لن احمل اي ضغينة ضدهما.ثم هناك امي التي مافتئت تشتكي من تربيتي و انني عبء عليها، لكن رغم ذالك كنت ابتسم ببلاهة في وجهها.
بعد طلاقي انتقلت للعيش مع امي لفترة وجيزة، كانت كل يوم تعود و تذكرني بخيانة زوجي و صديقتي، تقول لو اني كنت طبيبة ذات سمعة مرموقة لكانت حياتنا افضل و لما جلبت العار لعائلتنا.
لا الومها فهي لا تدري كم عانيت اتحمل النظر الى تلك الجثث و الدماء الامتناهية، في كل يوم اقاوم شعوري بالغثيان بحجة اني اريد اسعادها بحجة ان لا ينظر لنا الناس بدونية على حسب قولها، لكنها لا تدري...لا بأسبعد مدة انتقلت الى شقة اعيش فيها وحدي...لقد كانت شقة جميلة لكن جمالها لا يمكن ان ينسيني الوحدة الموحشة التي عشتها فيها.
لا ادري هل طلبي بهذه الصعوبة.. هل الشعور بالحب و الاهتمام طلب صعب..انا حقا لا اريد اموالا و لا هدايا و لا اي شيء، كل ما احتاجه هو عناق دافئ و شخص يطبطب علي عندما احتاجه، لكن يبدو ان طلباتي هذه صعبة على العالم.بعد مدة فقدت ثقتي بالاشخاص المحيطين بي، لم تكن يورا صديقتي الوحيدة، لكنها كانت الوحيدة بعد العديد من التجارب التي كللت بالفشل، تجارب اعطيت فيها كل ما املك من ثقة، لكن دوما ما كنت اتوج بالخذلان،لذا قررت ان هذه ستكون اخر مرة اعطي فيها ثقتي او بالاحرى كان هذا قرار قلبي.
ان ابشع و اشنع شعور يمكن للمرا عيشه هو الوحدة، ان تظل وحيدا بينما تقاوم تلك الهواجس بمفردك لهو امر صعب و مؤلم لدرجة لا يستطيع المرا تحملها.
و ها انا ذا بعد محاولات فاشلة في مقاومة الوحدة و مقاومة تلك الافكار السوداوية التي كانت تلج عقلي كل يوم تقريبا، اعلن استسلامي في وجهها.....ها انا ذا ادنو من ذلك الجسر الخالي لاقرر انهاء مصيري.لقد تعبت كثيرا، لقد اثقل الدهر كاهلي بما فيه الكفاية، الان انا احتاج استراحة طويلة، فلم يعد لدي سبب للبقاء حية....عمل، دراسة،. اصدقاء، عائلة كل هاته الاشياء اصبحت تبدو صغيرة في عيني، ففي النهاية لم اتحصل منها شيء سوى الالم و الخيانة.
النظر الى ذالك النهر يجعل قلبي يشعر بسكينة عارمة... في تلك اللحظات فكرت انه ربما لو ابتسم لي شخص فلربما اغير تفكيري... ربما يجعلني اتمسك بالحياة مجددا
لكن كالعادة ما كان لطلبي الصغير هاذا اي تاثير في القدر فهو دائما ما يستمتع بتعذيبي....خطوة.... خطوتان...وداعا ايها العالم ربما لم تمنحني سوى الالام لكن تلك اللحظات السعيدة - رغم قلتها - الا انها جعلتني سعيدة.
العاشر من شباط ٢٠١٧
_هل وجدتم الجثة
_ نعم سيدي انها طبيبة جراحة للقلب و تعيش وحدها بعد ان طلقت من زوجها الذي خانها.
_ماذا عن عائلتها، الم تاتي لتسال عنها؟
_لديها والدتها فقط....وهي لم.. تسال عن ابنتها و لم تحضر جنازتها
_ انها مسكينة...حسنا بما ان القضية انتحار اذا فلنغلقها.🤍🤍
أنت تقرأ
SUICIDE DIARY||يوميات انتحار
General Fiction"ابتسامة واحدة منا قد تغير حياة شخص بالكامل" "قصص ربما كانت نهاياتها حزينة، لكن لكل منها رسالة و هدف مختلف نبيل"