"إن العيون التي في طرفها حور ...قتلننا ثم لم يحيين قتلانا.
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ... وهن أضعف خلق الله إنسانا "
_جرير
كانت تغمض عينيها حيناً وتفتحهما حيناً آخر ، بينما كان هو يجلس على الطاولة الزجاجية أمامها ، فعلت كما طلب منها أكملت العد الى الرقم عشرة ليقول لها :
" أكتر حاجة بتحبي تشربيها شنو ؟ "
وضعت كفيها على رأسها في محاولة منها للهدوء ولم تُجب ، ليعيد سؤاله على مسامعها مجدداً :
" آنسة آن ... شنو أكتر شي بتحبي تشربيه وريني "
" ا... ا... اللب...ن حق ....الف...الفرا...ولة "
" وتاني ؟ "
" الن...سكا...في"
تأمل وجهها قليلاً ليقول بهدوء :
" مممممممممم "
جر زجاجة العطر ليرش منها حولها مجدداً :
" الريحة دي حلوة ؟ "
هزت رأسها بالموافقة
هب من مكانه ليقول :
" ممكن تحسبي لي من ١٠ لي ٤٠ وبصوت عالي زي الأول ؟ "
ازدردت ريقها لتبدأ بالعد مجدداً بصعوبة نوعاً ما ... ليتجه هو ليجلس بعيداً عنها قليلاً بينما جلست ميهان بقربها .
اقترب منه عبدالرحمن الذي بدا قلقاً للغاية ليقول بصوت هامس :
" عمران فهمني هي مالا "
" نوبة هلع يا عبدالرحمن "
" شنو الخلاها تجيها يعني ؟ هي خايفة من حاجة ؟ "
رفع معصمه ليُطالع ساعته :
" لو كنت ماشي في غابة وفجأة ظهر ليك اسد حتعمل شنو ؟! "
جلس عبدالرحمن بقربه ليبلل شفتيه بينما انحنى رأسه قليلاً وكأنه يُفكر :
" م عارف ... اظن لي ح أجري "
" قبل م تجري جسمك حيعمل رد فعل عشان يساعدك تجري وتنجو بنفسك ، الأدرينالين حيزيد وضربات قلبك حتزيد وجسمك حيسخن وكل الطاقة العندك حيسخرها جسمك عشان تهرب "
" ايوه يعني الفكرة شنو ، انا م فاهم "
" دا رد فعل طبيعي بيعملو الجسم لمن يحس بالخطر ، إتخيل بقا رد الفعل العنيف دا وقلبك الممكن تحس بيه في حلقك من الخوف ومعدتك الحتوجعك من الإنفعال دا كلو يحصل من دون م يكون في خطر حقيقي بيواجهك "
" لا حول ولا قوة الا بالله ، طيب يعني بيجي من توتر او ضغط او شنو بالضبط ؟ "
" والله ممكن ، بس عموماً النوبات دي بتجي فجأة من دون اي مقدمات وممكن يكون ماف ضغط او توتر او اي شي ... حرفياً فجأة الزول بيدخل فيها "