-نجمة و تعليق لُطفاً-
حينما تُغلق الشمس ستار نورها وينبثق الظّلام مُعلناً حلول الليل يحمِل اسود الشّعر غيثارتهُ وكُراسته الصّغيره والقلمُ هارباً من غُرفتهِ والعالم الذي يلازمهُ طوال النّهار.
رُغم أنهُ ذلك الفتىٰ المُحاط بالاصدِقاء والكَثير من البَشر ولكِن مع ذلك هو لم يستطِع ايجاد شخصاً مُميزاً من بينِهم.
مُنتزه صغير منعزل في نهاية المَدينة كانَ الملجىء الوحيد في هذا العالم الصّاخِب، وكوب قهوتهِ كالاكسوجين في جميع اوقاته!
رُبع ساعه بالكَثير كافية للوصُول الى الوُجهه، او النعيم مثلما يطلق عليها ذاتَ الخَصرِ المنحوت.
يستنِد على جذعِ شجرة في قرنها السادِس رُبما او حتى السّابع مُحتضناً غيتاره وبأصابعهِ النحيلة يضرُب على الاوتار صانِعاً الحاناً تُنسيك برودة الشِّتاء.
اعتاد على امضاء الليل اكمله على هذا الحال حتى ان تتبين لهُ خيوط الصّباح، وبما انهُ مكان شِبه معزول لم يكُن فعله مصدر ازعاج لشخصٍ ما وبالعكسِ تماماً هناك شخصاً آخر ينامُ النّهار بأكملِه ليقضي ليلهُ مستمعاً الى معزوفات أسود الشّعر التي تزرعُ زهراً بين أحشاء مستمِعها.
'لماذا أنا وحيد بين جميع المُحيطين بي'
'لماذا أنا وحيد'
'أنا وحيد'
'أحتاجُ الى شخصٍ ما الآن'
..
'أحتاجُ الى شخصٍ ما الآن'همساتُ غنائهم التحمت بشكِل مثالي،
خطوة خلفَ اخرى تتابعت عادِمة الفراغ بينهما، التقت اعينهما معاً ولأول مره شعر الإثنان بذوبان صدرِهما، ابتسامة مقوسة لطيفة اُطلقت من اسود الشّعر اولاً والآخر لا يملُك الطاقة الكفاية لردع نفسهِ من مُبادلتهِكلاهُما وبشكِل مفاجىء شعر بتلك اللحظة حينما ترتشِف ماءً مُعتدل البرودة بعد مرور ساعات من العمَل الشّاق اسفَل شمسُ الصّيف.
نسيم الليل يُداعب اطراف شعرهما بينما يتكئان على نفس جذع الشّجره بشكِل مُعاكس، يتبادلان اطراف الحديث وكأنهما التقيا منذُ خمس سنوات ليسَ خمس ساعات!
بزَغ الفجر وحان موعِد وداعهما، اسود الشّعر استقام اولاً ماداً يد العون للآخَر الذي استجابَ لهُ مسرعاً، نظر اليهِ مطولاً قبلَ ان يطلِق سؤالاً مهزوز من بينَ شفتيه "الن تُخبرني اسمك؟"
قال: "هان جيسونغ" وابتسَم
حينئذن هوَ اردف سائِلاً "اذاً هل سنلتقي مُجدداً؟"
أنت تقرأ
ONE SHOT | MS
Short Storyالنُجوم رغم تفاوُت اعدادها ليسَ بإمكانها انارة السّماء لذلِك خُلق القمر.