لا تنسوا التصويت يا حبايب قلبي انتوا
قراءة ممتعة
___^^^^_^____^__اخبره الطبيب أن حالة يوسف حرجة للغاية ، و سيضل تحت المراقبة لمدة 24 ساعة حتى تستقر حالته ، قابل هشام هذا الخبر بملامح جامدة و نظرات شاردة ، أفاق على صوت عمه و جده يسألون عن حالة يوسف ، و سمع صوتها و هي تعيد ما قاله الطبيب ليتأكد مرة أخرى أن هذا ليس حلم بل هذا حقيقة مرة عليه أن يتقبلها كيف يستطيع الصبر مدة 24 ساعة ، لم يقدر أن يتحمل تلك الساعات القليلة ما بالك بيوم كامل، عاد إلى مقعده و جلس مطأطأ الرأس ، أخوه الوحيد بين الحياة و الموت و ليس بيده شيء ليفعله.
أنهت كلامها مع خالد و عباس ، و عادوا للجلوس بجانبه ، كان الصمت سيد الموقف هناك ، فكل واحد منهم كان يحمل في نفسه الكثير .
خالد كان ممزق القلب بين إبنته و إبن أخيه الذي يعتبره مثل إبنه و خائف عليه خاصة أن وضعه حرج ، عباس كان يتذكر كيف فقد سيف في تلك الليلة و ألمه حين سمع ذلك الخبر و خوفه الشديد أن يتكرر ذلك الألم مجددا ، أما مريم فكانت تتأمل ملامح هشام المتألمة ودت لو إستطاعت مقاسمته الألم ، تذكره بالاستعانة بالله و الدعاء له عل هذا يخفف عنه شيء إلا أنه مازال شارد في أفكاره، أتى مدير المستشفى للتحدث مع خالد ، فشعرت مريم بفضول شديد عم ما يمكن أن يكون قد حدث ، لينهي عباس نظراتها المترقبة .
- نحن مستثمرين في هذه المستشفى، لذلك أتى المدير للإطمئنان علينا .
هزت مريم رأسها في تفهم ، فيما أردف عباس متسائلا
- ألن تعودي إلى البيت؟
أحست بحرج شديد من سؤاله فبدى لها أنه يطردها و نظر له هشام نظرة معاتبة و حاول تدارك الموقف
- روح ، انتي هنا منذ وقت طويل على الأغلب انك تعبتي ، عودي إلى البيت و أرتاحي.
- لن أعود، قبل أن أطمئن على يوسف ، ثم أنني بخير تماما .
إبتسمت له بحنان بالغ ، اما هو فهز رأسه في هدوء، هو مرتاح بوجودها فهي تهون عليه ألام كثيرة ،
أما عن جده فلا طاقة له لمناقشته الأن بما فعله، إنتهى خالد من حديثه مع المدير
و إقترب منها
- عزيزتي اذا اردت ادخلي إلى احد الغرف و إرتاحي
إحتارت فيما قاله
- يوجد مرضى هنا ، و ربما يحتاجون الغرف و...
قاطعها خالد
- الطابق كله محجوز لنا ، لا يوجد مرضى .
لوهلة تذكرت المرة التي مرضت فيها و هي في الجزائر و لم يستقبلها المستشفى لأنه كان مكتظ ، و الأن هي إبنة لعائلة مرموقة تستطيع حجز طابق كامل فالمستشفى ، إبتسمت بمرارة شديدة و أصرت على البقاء بجانب هشام و طمئنت خالد أن لا حاجة لها بالراحة ، أما عباس فكاد ينفجر من الغيظ من تصرف هشام ، فهو أرادها أن تغادر، يراها غريبة عنه ، ليست من دمه ، مجرد فتاة اجبره الواقع على تقبلها كحفيدة فقط لا غير ، و لن يحس بشيء غير هذا ، تم نقل يوسف إلى غرفة العناية المركزة، و جلس هشام مع روح قبالة الغرفة و انضمت لهما ماجدة و سوزان ، أما خالد و عباس فذهبا للإطمئنان على نرمين، لم تطل سوزان البقاء و عادت عند إبنتها، مرت ساعات طوال ثم لاحظت مريم شخصا يركض باتجهاهم ، و عندما وصل بدأ بالصراخ بهم
- هشام، ماذا حدث لأختي ، و يوسف؟
هدأت ماجدة من روع أدم و شرحت له ماذا حدث.
هدأ قليلا و أراد رؤية أخته فأخدته جدته و ذهبوا
نظرت مريم لهشام نظرات متسائلة
- هذا هو اخوكي، توأم نرمين .
- ظننته يشبها .
- توأم غير حقيقي.
- هل يعرف اني... اخته .
تنهد في قلة حيلة و رد
- نعم يعلم .
هزت رأسها في تفهم ، نظرت له مطولا
- ستفقد اعصابك بهذه الطريقة .
لم يرد عليها بل أكمل صمته لن يتحدث معها عما يدور بخاطره بسهولة ، لكن عليها أن تحاول معه، شعور بالمسئولية إتجاهه ينتابها ، ستحمله على الحديث حتى لو كلفها الأمر الكذب مجددا ، تردد في راسها ما كانت نجود تحكيه لها عن معيشتها مع روح في الجزائر
- اتعلم ، لم اتوقع يوما ان يكون لي عائلة ، تربيت مع امي فقط ، كنت في داخلي أتمنى أن احظى بربع ما تحظى به البنات الأخريات، و بعد أن إكتشفت أن لي اب و عائلة صدمت في البداية كثيرا ، كان صعب أن أتقبل اني عشت في كذب لسنين طويلة ، لكني أحببت نرمين كثيرا، أحسست أنها أختي منذ من أن ولدت ويوسف لا يقل عنها أهمية فهو اخي أيضا ، خفت عليهما و بكيت حين أخبرني بابا بالحادث انت قضيت عمرك بجانب كلاهما و أعلم مدى حبك الشديد ليوسف ، لكني احس بك و أعلم ما تمر به .
أنهت كلامها و صمتت متبقية ردة فعله ، لف وجهه بإتجاهها و بتردد كبير قال
- فقدت والدي في حادث أيضا، كان عمري 7 سنوات، لازلت أتذكر ليلة سفرهما ، و الأن يوسف تعرض لحادث، انا فقط لا أريد أن أفقده أيضا، هو لا يستحق هذا ، لم يمر كثير على خطوبتهما ، كان يخطط لأشياء كثيرة ، كان سعيدا جدا ، كلاهما كانا سعيدين.
كان يقول اشياء عشوائية ، يحاول أن يعبر عن ما بداخله إلا أنها كانت تفهمه جيدا ، فهمت أنه خائف من فقدان اخر أفراد أسرته الصغيرة ، أنه لازال تحت تأثير الصدمة ، أنه في اعماقه لازال ذلك الطفل الصغير الذي ذهب والداه و لم يعودا ،صوته كان مختنق جدا كأنه على مشارف البكاء، إقتربت منه كثيرا و تلمست بيدها وجهه في محاولة للتخفيف عنه ، ليحتضنها بدون أي مقدمات ، شعرت بصدمة كبيرة ، لكنها أحست أنه كان محتاجا لهذا الحضن، لم يكن حضن شهوة ، أو حضن عابرا لمجرد استغلال الموقف ، كلا بل روحه محتاجة إلى دعم لكي لا تنهار لفت يدها على حصره لبث الأمان له ، اصابتها القشعريرة عدة مرات من لمسات يده الرقيقة إلى ظهرها ، مرت عدة دقائق قبل أن يبتعد عنها ، و هو منزل رأسه في الأرض، لم يرد أن يفعل ذلك لكن قلبه خانه هذه المرة و هرب إليها ، لم يشعر بهذا الدفئ منذ سنين طويلة ، كيف تستطيع إمرأة أن تكون وطن كاملا في لحظة ضعف هكذا، عاد خالد إليهما .
و جلس بجانبها
- عزيزتي ، والدتك قلقة عليك ، لماذا لا تجبين على اتصالاتها .
- لعل الهاتف في الوضع الصامت ، أخرجته و تفقدته جيدا فوجدت عددا لا يحصى من الاتصالات منها ، إستأذنت و ذهبت إلى آخر الرواق لمحادثة نجود .
على الجانب الآخر من الطابق ، كانت نرمين راقدة في سريرها يحيط بها عدد لا متناهي من الأجهزة الطبية و معهم والدتها و أخوها و جدتها و جدها ، كانت سوزان تلوم نفسها مرارا و تكرارا على ما حدث ، فهي كنت تظن أن نرمين قد ذهبت ، أرادت قتل يتيم فإنقلب الأمر ضدها ، أيقظها صوت إبنها الذي أخبرها أنه سيذهب للإطمئنان على يوسف ، لتشعر بغضب عارم ، و أمسكته من يده و خرجوا من الغرفة
- يوسف ، يوسف ، يوسف ، لا سيرة لكم إلا به ، حتى والدك ترك إبنته و جالس هناك من أجله
- نرمين ، حالتها مستقرة لكن حالته هو خطرة جدا ، كما أنه مثل اخي أيضا
إستفزتها أنه قام بمساواة اخته مع يوسف ، لتصرخ به
- لولا ذهابها معه ، لما حدث لها هذا، كل هذا بسببه ، هو ايضا و أخوه من ابعدك من هنا و كذبا عليك في موضوع المشروع لكي يسيطر ا على كل شيء .
غضب كثيرا من امه لتحميلها يوسف ذنب ليس له دخل فيه ، بغضب شديد صرخ بها
- لقد ابعدني من هنا لأني مدمن و أتعالج من إدماني
أصابتها الصدمة و إعترافه ماذا يقصد بأنه مدمن ، لا يمكن ، إبنها هي مدمن ، لكن كيف هذا ، ماذا فعلت لكي تصدم هكذا بعدم تصديق زجرته
- كاذب ، انت تكذب علي صحيح ، هذه خدعة ، صحيح؟
هز رأسه بنفي و أمسك يدها و أجلسها و حكى لها بهدوء ما حصل معه منذ إمساكه في تلك الشقة المشبوهة إلى الأن .
كانت تستمتع في صمت رهيب ، كل كلمة كانت تمزق شيء فيها ، و أحست لوهلة أن ضميرها قد إستيقظ أخيرا، لقد حاولت قتل الرجل الذي أرسل ولدها للعلاج و خططت لتدمير الرجل الذي أخرج ولدها من قسم الشرطة بدون أن يخبر أحد ، لو كان يريد الاستيلاء على كل شيء لماذا يعالج أدم ، بالعكس كان ليتركه يتعفن في السجن ، لقد بدأت رؤيتها تتضح لقد حكمت على يوسف و هشام ظلما ، ثم ما فائدة كل هذه الأموال و إبنها كاد أن يتدمر مستقبله، و كادت أن تفقد إبنتها أيضا في حادث من تخطيطها .
عم الصمت دقائق كثيرة ، لن تستطع أن تحاسب إبنها على الإدمان الان لكنها ستفعل بعد أن تخرج نرمين من هذه المستشفى ، نهضت من مكانها و نظرت إلى أدم بعتاب .
- إنهض لنطمئن عليه .
نهض أدم و ذهب معها
كانت مريم قد أنهت مكالمتها مع نجود و أخبرتها بما حصل بالتفصيل إلا أنها أخفت ذلك الجزء الخاص مع هشام ، أحست نجود بسعادة غامرة ،أن إبنته قد تأذت، عله يحس قليلا بما أحست به حين فقدت إبنتها، سألتها اذا كانت ستعود ، فاخبرها أنها باقية و ستعود فالصباح، لم تهتم كثيرا بها ، فهي الأن سعيدة و فقط و تمنت لو أنها ماتت فذلك سيعزز من مكانة مريم عند خالد ، لكن لا بأس هي ستنظر إلى نصف الكأس الممتلئ ، أحست مريم بقليل من الاهانة فنجود لم تهتم بكونها ستضل خارج البيت طيلة اليل و لم تعرض عليها أن تأتي و تبقى معها بل ظهرت على نبرة صوتها التشفي لذلك أنهت المكالمة و عادت عند هشام ، و تفاجأت بتواجد كلا من سوزان و أدم
احتضن خالد مريم و قال بنبرة أبوية
- روح هذا أدم اخوكي .
مد أدم يده لمصافحتها ، فمدت يدها بدون تردد
- أعلم أنه ليس وقت مناسب للتعارف ، لكن مسرور برؤيتك ، قال أدم هذا بنبرة عفوية ، لترد عليها مريم بنفس النبرة
- و انا أسعد، تمنيت أن نلتقي في ظروف أفضل، لكن قدر الله و ما شاء فعل .
جلست سوزان بجانب هشام ، و بنبرة مترددة قالت
- سيكون بخير إن شاء الله
نظر لها هشام في توجس و رد
- ان شاء الله .
هزت رأسها في تأكيد ، لكنه لم يقاوم و إستطرد بسخرية
- انتي سعيدة أليس كذلك ؟ كان يشير بوضوح بأنها هنا التشفي و لا يمكن لومه ، فمعاملتها له كانت الأسوء منذ صغره و لولا وجود جدته لكان في مشفى الأمراض النفسية، أحست بالذنب كثيرا و لم تعرف كيف تبرر موقفها الأن لكنها إستجمعت شجاعتها
- ربما لا أتفق معك غالبا ، و ربما لم أكن موافقة كثيرا على خطوبتهما لكن الأن كل ما اريده هو نخرج من هنا كلنا لا تنقص أحد منا ، قد لا تصدق هذا لكني سادعوا الله أن يرده إلينا سالما و معفى
استشعر الصدق في كلامها لكنه لن ينسى أبدا كرهها الأبدي له و لأخيه فرد عليها بتلقائية دون النظر إليها
- أتمنى أن تجاب دعواتك .
مرت ساعات أخرى و أصبحنا على مشارف شروق شمس جديدة، الكل كان يتنقل بين يوسف و نرمين مع عدى هشام الذي لم يتحرك قيد نملة
اتت أحد الممرضات مسرعة عندهم
- سيدي إن نرمين قد .......
________________
الدعم يا جماعة الدعم
وين اللايكات الجميلة، وروني دعمكم
القراءات دايما مرتفعة و ما في تفاعل مع الرواية
و هذا اقل تفاعل موجود مقارنة فالأجزاء الأخرى
لهيك من فضلكم صوتوا و حطوا لايكات
أنت تقرأ
انتقام الروح (الجزء1)
Любовные романы...المرتبة التانية في تصنيف مؤمرة هوس بالانتقام يتحول إلى عاصفة تدمر حياة فتاة بريئة ، فتقع ضحية إمرأة نزع من قلبها الرحمة و تستغلها إلى أقصى درجة من أجل الانتقام من رجل تخلى عنها ، فيظهر طوق نجاة في وسط هذه العاصفة و هو شاب تقع في عشقه و تبحر ف...