حلاوة الدنيا

( 3 )

_ ايه السؤال يا طنط
_ كنت عاوزة اسالك ع حصه الانجليزي يوم الاربع اللى فات، انتم روحتو صح ؟
تلجلجت أحلام : ها
رمقتها والدتها وتحدثت بنبره حادة :
_ ردي عليها مش انتم روحتو الحصه
_ ايوه روحنا
_ وبتفهمو منها كويس شرحها كويس
_ ايوه كويس

بدء جسدها يتنفض ف ابتسمت فوزية ومسكت يدها وربتت عليها :
- ادخلي كملي مذاكرة
عادت للغرفة وتحدثت ام احلام :
_ فى حاجة يا فوزية ولا ايه ، هما البنات عملو حاجة المدرسة اشتكتهم
_ لا لا ابدًا مفيش حاجة كنت بس عاوزة اشوف هى كويسة ولا لا انتى عارفه البنات داخلين 3 ثانوي فكنت حابه اطمن كله تمام ولا ايه علشان يبدئو السنه كويس لان اسما بنتي ع كل حاجة بتقول كويس فقولت أسال فرح وأحلام .
_ اللى انتى شايفاه كويس خصوصًا فى المدرسين انتى ادري ف انا معاكي
_ بالمناسبة كده كنت عاوزة اتكلم معاكي فى حاجة تخص البنات
_ خير يا حبيببتي
_ البنات ماشاء الله كبرو ومبقوش أطفال ، وااقل من سنتين هيدخلو الجامعة وبعدها يشتغلو و ..
_ عاوزة تقولي ايه بالظبط يا فوزية ؟
_ يعني ابسط حقوقهم نخليهم يعتمدو ع نفسهم فى اختيارتهم وابسط حاجة الهدوم اللى هيلبسوها .
- فوزية انا مش فاهماكي ماله هدومهم .
_ العيد قرب والبنات هتنزل تشتري لبس العيد
_ ما دا الطبيعي زى كل سنه
_ ايوه وانا بسيب اسما تختار اللى هتلبسه وفرح بتختار اللى هتلبسه بنفسها لكن احلام .؟
_ مالها أحلام ؟
_ لبسها جميل لكن مش اختيارها بتلبس اللى انتى عاوزاها تلبسه ، ف كنت هطلب منك طلب انك تسمحيلها هى اللى تختار لبسها بنفسها .
_ هى اشتكتلك مني ولا ايه ؟
سريعًا تحدثت فوزية: لا لا ابدًا هي احلام اساسًا بتتكلم ، بس انا بشوفها مبتفرحش زى البنات ودي حاجة بسيطة .
ابتسمت ام صلاح : انتى ليه مكبرة الحكاية يا فوزية ، دى هدوم مش مشكله مين اختارها المهم تكون مناسبة .
_ طيب تمام يبقي اتفقنا .
_ اتفقنا ان الهدوم تكون مناسبة يا فوزية
_ اكيد.. بكرة بعد المغرب هاخد البنات وننزل نشتري ليهم اللبس كل سنه وانتى طيبة
_ وانتى طيبة وبخير يا حبيببتي
_ هتعبك معايا انتى عارفه دخله عيد وعندي طلبات كتير لسه هسلمها لو هيدوخوكي انزل صلاح مع اخته وبنت خاله ؟
_ هو انا صغيرة يا ام صلاح ولا ايه ، متقلقيش البنات فى امان معايا غلاوتهم من غلاوة اسما
_ صحيح يا فوزية مفيش اخبار عن ابو اسما ؟
_ اتجوز
قالتها متنهده ف ردت عليها ب استعجاب :
_ يخيبه راجل ، دا بدل ما يرجع لبيته وبينته
_ اللى كان عاوز يرجع كان رجع من زمان وبعدين هو حر فى حياته وقت ما اطلقنا
_ وانتى كمان حره وصغيرة
_ يعني ايه ؟
_ اتجوزي يا فوزية ويبقي معاكم راجل فى البيت
ضحكت فوزية : تاني وبعد العمر دا واسما عروسة كده ، داانا مفكرتش وهي صغيرة وبعدين انا شيلت الموضوع من دماغي انا عايشة لمستقبلي ول اسما
_ بجد يا فوزية كان فيها ايه لو سمعتي كلامه وسيبتي شغلك وسافرتي معاه ، كان الوضع هيبقي احسن لكم ، ع الاقل اسما هتتربي مع ابوها بدل ماانتي قايمة بدور الاتنين معاها .
_ وهو ليه محترمش رغبتي وان انا ليا مستقبل ، لما عرفني وحبينا بعض كان عارف ان عاوزة اكمل واشتغل مكنش هدفي اقعد فى البيت ، هو فكر فى نفسه بس .
_ يعني افهم انك نستيه خلاص ؟
_ بعد السنين دى ولا فكر يسأل ع بنته طبيعي مشغلش بالي به
_ لكن اللى فى عيونك بيقول عكس كده ، انتى مستنياه يا فوزية
_ انا حياتي اسما يا ام صلاح
_ ربنا يعينك ويقويكي
_ المهم اتفقنا هنزل بالبنات بكرا
_ ان شاء الله يا حبيببتي

فى اليوم التالي بعد أذان المغرب كانت تستعد أحلام لنزول برفقة فوزية والبنات فندهت والدتها عليها وخرجت :
_ ايوه يا ماما
_ كل دا لسه مجهزتيش
_ هلف الطرحة وخلاص
_ طيب قربي
اخرجت مبلغ من المال : امسكي الفلوس دى ، زى ما اتفقنا هما طقمين بس هتشتريهم جلابية حلوة كده واسعة للبيت اوعي تجيبي بجامة سامعاني ، وجيبه وبلوزة واسعين
_ حاضر
_ ملناش دعوة ب اسما واختياراتها ولا فرح يا احلام
_ حاضر
_ انا عارفه المبلغ صغير ف اشتري ع اد اللى معاكي مش شرط الحاجة تكون غاليه فى حاجات سعرها بسيط وحلوه صح ؟
_ صح
_ انتى عارفه ظروفنا يا أحلام ويادوب المبلغ اللى معايا هجيب به حاجات للخياطه
_ عادي يا ماما
صمتت احلام وهى تنظر الى المبلغ الصغير ، تجهزت وجلست برفقة والدتها تنتظر البنات وفوزية ، فتح باب الشقة وكان صلاح ومحمل فى يديه الاثنتين حقائب كثيرة ، دخل لوالدته مبتسمًا :
_ السلام عليكم يا ست الكل
_ وعليكم السلام يا حبيبي
_ تعالي افرجك على اللى اشتريته
بدء صلاح ب افراغ الحقائب وكانت مليئة بملابس كثيرةواحذيه :
_ ايه رايك يا احلام ؟
_ حلويين
تحدثت والدته : الفلوس كفتك يا حبيبي
_ اه يا ست الكل لكن
_ لكن ايه ؟
_ كان فى كوتشي عاجبني بس مكنش معايا فلوسه مش مهم ابقي اللبس الكوتشي اللى عندي
سريعًا وبدون تردد اخرجت المال الذي بحوزتها:
_ لا ازاي تلبس كوتشي قديم ع هدوم جديدة ، امسك الفلوس دى هاتو يلا علشان الطقم يكمل .
_ يا ماما مش لازم
_ طول ماانا عايشة مينفعش يكون نفسك فى حاجة هو انا عايشه ليه علشانك يا حبيبي وانت فى جامعة مينفعش تكون ااقل من أصحابك ، هو انا عندي كام ولد هو واحد بس ابني وسندى وضهري فى الدنيا .
قبل يديها : ربنا يخليكي ليا يا ست الكل
_ ويخليك انت واختك ليا ، انا واختك يا صلاح ملناش غيرك
_ ربنا يقدرني ومخليكمش محتاجين حاجة

اثناء حديث صلاح مع والدته كانت تنظر أحلام للفلوس اللى معاها وللشنط المليئة بالملابس والاحذية اللى رجع بيها صلاح من برا ، والاكثر المبلغ اللى كان بحوزة والدتها انها للشغل واخدها صلاح علشان يشتري الحذاء الجديد ، ظلت صامته حتى رن جرس الباب وكانت اسما اصتحبتها هى وفوزية وتقابلا مع فرح واتجها للشراء ملابس العيد الجديدة .. وقفت فوزية واخبرت البنات بشراء ما يرغبون به ، تحدثت فرح :
_ انا مش عاوزة لبس خروج انا عندي هشتري طرحه وبجامه بس
- وانتى يا احلام
_ ماما قالتلي اشتري ايه
_ لماما ؟
_ لا ليا
صممت فوزية لحظة واقتربت ل أحلام وضمت يدها :
_ اشتري الحاجة اللى تعجبك يا أحلام انا اتكلمت مع مامتك ومعندهاش مانع فى انك تشتري حاجة بذوقك انتى
_ بجد .
_ ايوه انا اتكلمت معاها متخافيش .
_ حاضر
بدأت اسما بالتجول فى المحلات واختيار الملابس وقفت أحلام فى المحل محتاره ف اخبرت فوزية البنات بمرافقه أحلام ومساعدتها ع الاختيار ، عادو الى المنزل بعد شراء ملابسهم ، فتحت الباب ام صلاح :
_ دوختك احلام يا فوزية
_ لا خالص دى اخف واحده ، اسما وفرح لففونا كل المحلات
_ المهم اشتروا
_ ايوه واحلام اشترت طقم جميل عليها
_ طيب تعالي ادخلي اشربي حاجة
_ لا يدوب انام بكره بقي اشرب الشاي معاكي وانا رايقه ( وجهت كلامها ل احلام) ابقي فرجي ماما ع الطقم هيعجبك اوي يا ام صلاح .
_ هنشوف
اغلقت والدتها الباب ونظرت اليها :
_ يلا وريني الطقم فرجيني
_ حاضر ثواني
دخلت أحلام غرفتها وكانت سعيدة بملابسها الجديدة ، وذلك لانها لأول مره تختار ملابسها ب اختيارها الشخصي ، دائما كان ممنوع ارتداء بنطال مهما كان وكانت هذه المره هى المره الاولي لها ل اردائه ، بسعادة ارتدت الطقم الجديد كان عبارة عن بنطال فضفاض وبلوزة طولها مناسب والالوان مناسبه لعمرها ، تحمست وخرجت لوالدتها وبخطوات بطيئه وقفت امامها ، رمقتها والدتها بنظرة غضب :
_ ايه دا يا احلام
_ فى ايه يا ماما
_ هو دا اللى اتفقنا عليه ، من امتي بتلبسي بنطلون تخرجي به يا احلام وايه الالوان دى .
_ البنطلون واسع يا ماما زى الجيبه وقولت تغيير
_ انتى متقوليش ، انا قولتلك تجيبي ايه مجبتيش زى ما قولتلك ليه ؟
_ اصل اصل طنط فوزية قالتلي انها اتكلمت معاكي وانتى وافقتي
_ وامك توافق ع المسخره دى يا احلام ؟
_ طنط فوزية
قاطعتها : طنط فوزية حره مع بنتها ، مش انتى
خرج صلاح من الغرفة ع الصوت العالي وروت والدته ما حدث وتحدث بغضب ل احلام
حاولت ان تتحدث احلام قاطعها صلاح :
_ خشي غيري الهدوم دى وتعالي معايا وريني المحل نبدلهم بحاجه عدله
سريعا دخلت "احلام" غرفتها " خائفة و بدلت ملابسها وذهبت مع أخيها "صلاح" الى المحل وبدلت الملابس بملابس اخري كما أخبرتها والدتها كالسابق ، كانت "احلام" غير راضيه اطلاقًا ع الملابس ولكن ليس لديها حق الاعتراض، عادت الى المنزل وارتدت الطقم الجديد وسعدت ولدتها بها جدا ، فى اليوم التالي بعد الفطار جاءت "فوزيه" لزياره " ام "احلام" وجلسا سويا لاحتساء الشاي وأثناء جلوسهم تحدثت والده أحلام :
_ قومي يا احلام فرجي طنط فوزية ع طقم العيد
ابتسمت فوزية : اتفرج ع ايه ما انا كنت معاها
_ لا ماهي قامت غيرته
_ ليه
خرجت احلام من غرفتها مرتديه تنورة طويلة وبلوزة طويلة لمستوي ركبتها والوانهم داكنه :
_ ايه دا ؟
_ زى القمرر احلام مش كده يا فوزية
نظرت فوزية الى احلام وملامحها الحزينه الغير راضية عن ملابسها
_ احلام جميلة فى كل حاجة لكن لو ..
_ ادخلي اوضتك يا احلام
عادت لتحدث مع فوزية :
_ كنت عاوزة تقولي ايه يا فوزية ؟
_ كنت هقولك لبس دا مش لسن احلام يا ام صلاح انتى مكبراها اوي
_ هو الاحتشام بقي يكبر
_ لا الالوان غامقة وواسع زيادة ع اللزوم ، اللى اختارته كان واسع عليها والوانها بناتي
_ لمؤاخذه يا فوزية ، هو انا بدخل فى لبس بنتك ولا طريقة تربيتك ليها .. لا ، لان انتى حره مع بيتك وانا حره مع بنتي ومفيهاش زعل
_ لا زعل ولا حاجة انا قايمة لشقتي
_ انتى زعلتي
_ لا ابدا بس هاخد حاجات وانزل اوديها لترزي وهجيب شويا طلبات لببيت ، انتى عاوزة حاجة من تحت
_ لا تسلميلي

فى العيد تجمعا البنات فى منزل أحلام وتبادلا التهاني ثم جلسو بعض الوقت ثم عادوا إلي منازلهم ، وفى الليل ذهبت اسما الي منزل فرح محمله بالأيس كريم وبعض الحلويات والشيبسي، فى منزل "فرح" كانت اسما يحيطها اخوات "فرح الصغار:
_ ما تشربي يا بنتي الحاجة الساقعه
_ انا عاوزة برشام صداع
_ فى ايه بس ؟
_ انا قولت اجي اقعد معاكي فى روقان لما قولتيلي ان مرات ابوكي رايحه ل اهلها وانك لوحدي ، اجي القيكي عاملالي كمين ، ايه الحضانه دى ؟
_ اخواتي وولاد قرايبنا اقولهم لا وبعدين دول اطفال
_ انا ماشيه ، دمرتيلي الحلم ، احلام بيتها مكهرب انا بترعب من عمتك ، قولت هفك معاكي هنا وجايبه ايس كريم وحاجات وقولت هقعد براحتي ، العيال قلبوني فى الحاجة
_ اقعدى واجبلك غيرها اصبري .
_ لا لما ترجع مرات ابوكي ابقي تعالي انا فى البيت لوحدي
_ مامتك فين ؟
_ راحت زياره عائلية وانا مبحبش الزيارات الرسمية دى ، انا هروح البيت
امسكتها من يدها واجلستها : انتى صدقتي ولا ايه انتى مكملتيش 10 دقائق اقعدي واجبلك ايس كريم بدل اللى اتاكل وكملي قالك ايه كريم
_ لا الف هنا ع قلوبهم وبعدين كريم مين انا كنت بكلمك ع مصطفي
_ كريم ولا مصطفي ولا عماد ولا العفريت الازرق اللى بتكلميهم عددهم أكبر من حروف اسمك ليه كل دا
_ بشغل فراغي
_ بجد بحسدك ولا مره اتقفشتي
_ تصدقي نفسي اتقفش بس مفيش مبيحصلش
_ قري ع نفسك
_ ولا بيعمل حاجة يلا همشي
- اقعدي بقي متبقيش رخمة
_ لا همشي لان اكتر من كده هتجيلي جلطة ، ابقي احكيلك بعدين بكره

عادت اسما الى منزلها وكان يسوده الهدوء كعادتها بمفردها ، جلست ع الاريكة فى الصاله وتنهدت :
_ انا جيت يا بيت
بدلت ملابسها واتجهت للثلاجة واحضرت علبه الايس كريم ثم جلست بجوار الهاتف الارضي واتصلت برقم :
_ ممكن اكلم عماد ؟
بدأت تتحدث مع عماد
_ كنتى فين من بدري قولتي هتتصلي 6 دلواقتي الساعة 8
_ انت هتزعقلي ولا ايه يا عماد .
- مش بزعق بس انتى مواعيدك ضايعة ومش ثابته
_ خلاص روح شوف بتعمل ايه
_ اس مش احنا اصحاب ؟
- يعني .
_ يبقي من حقي اسالك كنتى فين واتاخرتي ليه ؟
_ لا انت فاهم الصحاب غلط ، احنا اصحاب نسأل ع بعض ، نساعد بعض لكن اوامر واديك تقرير لا مش انا مش دا اللى عاوزاه فى الصحاب
_ انا قلقت عليكي
_ لا متقلقش اللهو مش هيأكلني انا اللى هاكله لو قابلني
_ انا بخاف عليكي يا اسما
_ ايه النحنحه دى يا عماد، بقولك ايه انا راجعه من برا مصدعة وقولت عاوزه افصل وكلمتك وواضح انى اتسرعت .
_ وهو لما اقولك بخاف عليكي بصدعك اكتر
_ يوووه ، سلام يا عماد ونتكلم بعدين ولا اقولك منتكلمش احسن سلام
اغلقت الهاتف قبل ان تستمع الى كلماته واعادت الاتصال برقم اخر :
_ أحمد
_ ازيك يا اسما
_ انا تمام وانت يلا ارغي ..
استكملت حديثها فى الهاتف ثم انهت حديثها وعلبه الايس كريم ودخلت غرفتها لتنام .

فى موعد درس مادة اللغة الانجليزية توجها كلا من اسما وفرح واحلام الى الدرس وتحدثت اسما :
_ فكرو تاني احنا فيها
_ لا شكرًا
_ طيب انا هطير واقابلكم بعد الدرس تمام .
تحدثت فرح : هتقابلي مين المرادي
_ مكرم
_ ولو اتشافتي
_ وهو انا اتشافت قبل كده ، المهم انا هعمل تعبانه وهقابلكم بعد الدرس تمام

مثلت اسما انها تتألم من الصداع واستأذنت وغادرت الدرس ، وبعد إنتهاء درس اللغة الانجليزيه كانت تنتنظر فرح واحلام ليعودا للمنزل سويًا مع صلاح ، شاهدتم امام عماره ف تركت الشاب مكرم الذي كان بصحبتها وتوجهت اليهم فى تلك اللحظة ظهرت سيارة من العدم وحصل اصتطدام وقعت اسما على الارض ، سريعًا اقتربت اليها كلا من فرح واحلام مذعورين وكانت تتألم من الوجع ، توجها الى اقرب مشفي وهاتفت والدتها ، وتم تشخصيها بكسر فى الساق والذراع وتم وضعهم فى الجبس ، عادوا الى المنزل وفى اليوم التالي ذهبت لزيارتها فرح واحلام لاطمئنان عليها ، تكررت زيارتهم ل اسما يوميًا حتي تحسنت :
_ الايس كريم اللى بتحبيه اهو
_ هاتو حبيبي اللى بيطيب ع اوجاعي وألامي
_ بتتوجعي
_ ساعات وساعات المسكنات قايمة بالواجب
_ شوفتي اعمالك
_ مش ناقصاكي يا فرح ، الربطة اللى انا فيها دى ربنا ما يوريها لحد
_ ع الله تتعظي بس
_ بقولكم صح ، انا عاوزة منكم خدمة مهمة جدًا
_ خير ؟
_ انا لما وقعت واتخبطت الكاميرا بتاعتي وقعت مني
_ اللى خالك بعتهالك من برا
_ ايوه ، عاوزاكم تروحو تجيبوهالي ممكن ؟
_ وهنجيبها منين ؟
اقتربت إليهم وهمست : مع مكرم كلمني يسأل عليا وقالي انها معاه
تغيرت ملامح احلام : عاوزانا نقابله ؟
_ هتاخدوها منه وتمشو
تحدثت بنبره مليئة بالخوف : لما تخفي ابقي خوديها منه انتي
_ احلام فكري قبل ما تتكلمي، الكاميرا دى مهمة عندي جدًا وانتم عارفين كده ، ثانيًا مكرم مسافر لاهله برا مصراخر الاسبوع وراجع بعد 6 شهور ومش هيستناني لما أخف علشان اقابله واخدها ، ثالثًا و الاهم من كل دا فاكرين عرض الازياء اللى عملنا كله متصور عليها ، كله فى الكاميرا ، والفضول عند الانسان مرض لما بيفضل معاه حاجة لفتره بيفضل يدعبس فيها ، افرضوا شافها وفرجها لاصحابه .
ملامح الصدمة اترسمت ع وجوه كلا من احلام وفرح وتحدثت فرح بحده:
_ انتى بتستهبلي مش قولتي انك مسحتيهم
_ قولت يبقي معايا ذكريات لينا مع بعض و امسك عليكم سيديهات فى المستقبل ابقي اوريها لعيالكم وكده ، حاجات للذكري ما بينا يعني ، وكنت هعرف منين انها هتقع مني او انا هتجبس يعني .
_ وتاخديها معاكي وانتى خارجة ليه ؟
_ كنت عاوزة اصور مكرم قبل ما يسافر للذكري، المهم لو طولت عنده مش هينفع هيفتحها فضوله رخم عارفاه .
_ امتي هناخدها ؟
_ انا قولتله بكره بعد الدرس هتلاقوه واقف فى نفس المكان تاخدو الكاميرا وتمشوا
_ وصلاح هنعمل ايه فى صلاح ؟
_ اعملوا اى حوار وانزلوا قبل ميعاد صلاح بنص ساعه حتي
_ ربنا يستر
_ فرح
_ متخافيش يا احلام انا معاكي ..
تحدثت اسما : ع فكره انا قولتلكم خدوا الكاميرا مش اللى معاه الكاميرا
حدفت فرح مخده ع اسما: هو احنا زيك اقول فيكي ايه وانتى فيكي اللى مكفيكي
_ هقوم وهوريكي اصبري عليا ..

فى اليوم التالي استأذنت فرح واحلام من الدرس واتجها لمكان انتظار مكرم ولكنه تأخر ، شعرت فرح برغبتها لدخول الحمام :
- استني شويا
قالتها احلام ل فرح :
_ مش قادرة يا احلام انا شربت مايه كتير فوق
_ طيب يلا هاجي معاكي
_ واللى جاي دا لو ملقناش هيمشي
_ انا مش هقف لوحدي يا فرح ، هقف معاه لوحدي فى الشارع
_ مش هتأخر والله هدخل الكافيه دا بسرعة ماشي
_ فرح هتسيبني لوحدي
قالتلها وملامحها الحزينة ورغبتها فى البكاء من الخوف :
_ احلام انتى فى الشارع انا مش هسيبك فى شقه لوحدك ، مش هتأخر عليكي
اتجهت فرح مسرعة الى الكافيه ووقفت احلام من الخوف تنظر فى الانحاء حتى ظهر مكرم صديق اسما :
_ مساء الخير
_ ها .. مساء الخير
_ احلام ولا فرح
_ احلام .. انت مكرم ؟
_ ايوه
- فين الكاميرا
_ ممكن اقولك حاجة
_ ايه ؟
_ انا مكنتش اعرف انك جميلة بالقرب دا
تفاجئت أحلام من كلماته وارتبكت اكثر : انت بتقول ايه
_ انا متعودتش اشوف جمال واقعد ساكت
_ لو سمحت الكاميرا
_ اتفضلي
امسك الكاميرا من طرف واحلام امسكتها من طرف ولاحظت تمسكه بها :
_ ممكن تسيب الكاميرا عاوزة امشي
_ ممكن اشوفك تاني ؟
_ ايه اللى بتقوله دا ، سيب الكاميرا
_ اتفضلي
تركها مبتسم ووضعتها فى حقيبتها
دون رقمه فى ورقه : دا رقمي لو تحبي نتكلم ونتعرف انا هستناكي
رفضت ان تاخد الورقه وتجاهلته ومشيت ووضع الورقه فى جيب حقيبتها ، واسرعت بخطواتها تبحث عن مي ف امسك يدها فنظرت للشخص وكان صلاح :
_ ايه الورقة دى ومين اللى كنتى واقفه معاه يا احلام
من الصدمة تلجلجت : ص ص صلاح ..

يتبع ..