مر على إستقرار فرح واحلام فى المنزل الجديد برفقة اسما شهريين ، رغم توافر كل وسائل الراحة لهم الا انهم كانوا غير راضيين ، فرح بدون عمل واحلام تنظر الى ماكينة الخياطة فى خواء ، وعود اسما لهم لم تتحقق كما كانو يأملوا .. عادت اسما من السفر ومرت عليهم وفتحت لها فرح :
_ انا جيت يا بشر
_ حمدالله ع السلامة يا اسما
_ الله يسلمك يافرح.. انا جيبتلكم شويا هدايا ولعب ل نور فظاااع
لاحظت اسما عبوس كلا من فرح واحلام :
_ مالكم فى حاجة حصلت ولا ايه
_ لا مفيش سلامتك
_ لا البنت الصغيرة دى ملهاش ذهب تعيش فى كأبه ، فى ايه ؟
نظرت اليها فرح : احنا قاعدين هنا بنعمل ايه يا اسما ؟
_ هو ايه اللى بتعملوا ايه مش فاهمة ؟
_ يعني قولتيلنا انقلوا للقاهرة وفرص القاهرة وزباين القاهرة ، ولا فى حاجة حصلت
ردت أحلام: كان غلط اننا جينا من الاول ، دا لا مكانا ولا نعرف حاجه ولا حد هنا
_ ايه اللى بتقولوه دا ، فى حد ضايقكم ؟
_ اسما ، احنا عارفين انك قدمتلنا خدمة مكناش نتخيلها ، لكن مش هنعيش كدا، لا انا ولا احلام هينفع نقعد كدا من غير شغل ، مامتك الوحيدة اللى احلام بتخيطلها واحنا واثقين انها بتخيط حاجات مش محتاجاها .. على الاقل حد فينا يبدء شغل حقيقي مش هينفع نفضل قاعدين كدا وكتر خيركم حقيقي مقصرتوش بس دا مش حياة يعني .
_ انا فاهمة كل دا يا فرح ، انا بس انشغلت فى شغلي شويا بجد اسفه
_ احنا هنرجع كفر الشيخ
تفاجأت اسما : بتقولي ايه يا احلام
_ هنرجع كفر الشيخ احسن لينا
- واحسن فى ايه ؟
_ ع الاقل الناس عارفينا وعارفينهم ، انا ليا زبايني معايا من ايام ماما وفرح كانت بتشتغل عمرها ما قعدت كدا
_ فى ايه يا جماعة انتم مكبرين الحكاية ليه كدا، ماانتم طول عمركم بتشتغلو اعتبرو دا وقت استراحة .. أجازة من الضغط والهم
_ بس اجازة ممده مكنش دا اتفقنا .
_ صدقيني يا فرح زى ما قولتلك الشغل جاي جاي ، والخياطة هتخيطي يا ست احلام لغاية ما هتقولي فين ايام الراحة دي .. الصبر يا جماعة الصبر انا وعد مني لكم انكم هتشتغلوا ومش ناسيه .
_ شهر لو فرح مشتغلتش وانا هنرجع احنا التلاته لكفر الشيخ
_ قبل الشهر ما يخلص هيكون حصل اللى عاوزينه . ممكن بقي افتح الهدايا وتشوفوها
بدأت فى فتح الحقائب وتوزيعها عليهم ، عادت الى المنزل وجلست بمفردها فى شرود تفكر فى كييفيه تدبير عمل لهم قبل مرور شهر حتي لا يعودا الى كفر الشيخ مرة أخري .. مر أسبوع ع محاولة اسما للبحث عن عمل فى مكان موثوق ل فرح ، انهت عملها ع اللاب توب ثم خرجت للبلكونه وبرفقتها الايس كريم وكانت شارده .. فى تلك اللحظة خرج حسن من غرفته متجهه للمطبخ لمح وجودها فى البلكونه ووقف بجانبها :
_ ايه التفكير العميق دا ،اوعي تكوني بتفكري تنطي هزعل
_ هتزعل عليا ؟
_ لا هزعل ع العربية اللى تحت دى هيبقي عليها دم
- عسل يا سونه عسل
_ مالك سرحانه فى ايه ، مين جه فى طريقك وعاوزة تتطلعي عينه قوليلي اساعدك؟
_مين دا هو فى حد يقدر
_ انا بقول كده برضه.
نظرت اليه للحظات وبنبره عاليه: وراحت من بالي فين دى ؟
تفاجئ حسن: فى ايه يا مجنونه خضتيني
- حسن ياابو على يا خفيف الدم
_ لا لا لا متدخليش الدخله دى بيبقي بعدها طلب مصيبه وانا راجع انهارده تعبان ، بصي انا مش هنا انا لسه فى الاوضه جوه باي
امسكت يداه استوقفته: حسن دا طلب صغنن اوي والله وخير عمل خير ، وبعدين مش انت دايما تقولي لو احتاجتي حاجة انا موجود .. بتبعني وانا محتجالك يا ابو على اهون عليك
_ بس بس .. فى ايه عاوزة ايه ؟
_ انت دكتور كبير وشغال فى مستشفي كبيره و ..
_ انا عارف CV بتاعي كويس انجزي ادخلي فى الموضوع
_ بإختصار .. عاوزة وظيفة فى المستشفي
_ ليكي .. انتى هتغيري النشاط ولا ايه ؟
_ لا ل فرح .. ممكن ممكن ممكن علشان خاطري لو بتحبني
- بطلي زن ، وهي فرح معاه شهادة ايه ؟
_ مؤهل متوسط بص هى مكملتش المعهد لاسباب خاصة و بدون خبرات ولا شهادات ماانت عارف بقي حكايتها ، بس ع فكرة هي شاطره وذكية وخفيفة .. لقطة يعني .
_ صعب عندي فى المستشفي يا اسما ، دا عامل النظافة بيشترط الخبره والشهادة
_ نعم .؟
_ انتى بتتكلمي عن مستشفي انترناشونال مش حكومي
_ عارفه انها نينينييي ، لكن انت دكتور حسن عبد الحميد أستاذ مخ واعصاب
_ مكانتى متسمحش بجد لو ب ايدي حاجة مش هتأخر وانتى عارفه
تنهدت : انا عمال ادور ومش لاقيه حاجة مناسبة ليها ، حاجة متكنش فيها بهدله ومرمطة زى اللى عاشتهم فى كفر الشيخ، انا وعدتها واكدتلها ان الحياة هنا اسهل واحسن ..
_ مفيش شغل سهل يا اسما والمفروض انتى عارفه كده وكنتى ترتبي هيعملو ايه الاول
_ عارفه بس قولت لما يكونو هنا اكيد فى شغل يعني ، بصراحة انا مش عاوزاهم يرجعوا تاني للى كانو فيه يا حسن وهما لو قعدوا كده من غير شغل ولا مشغله هيحسو اننا بنشفق عليهم ودا مخليهم مش مرتاحين وهيرجعوا .
_ انتى فرحتي برجوعكم لبعض ونسيتي انكم مش اطفال لسه كل واحده فيكم ليها شخصية وليها حياة مختلفه عن التانية .
_ المهم اننا مع بعض ومش هيرجعوا تاني دا قرار نهائي بس لو فرح بس اشتغلت نص المشكلة تتحل وهبقي مطمنة .
صمت لحظات حسن :
_ توافق تشتغل فى عيادة ؟
_ اوفيس بوي تممسح وتنضف وتعمل قهوة لا انا موافقش طبعًا
_ بصي انا سمعت من دكتور صديق ليا فى المستشفي انه محتاج مساعده فى العيادة بتاعته، يعني تظبطله مواعيده وتهتم بالعيادة ، ع فكرة هو محترم جدًا والسالاري كويس جدًا وممكن اتكلم معاه فيه و..
_ موافقة .
_ مش تسأليها الاول ؟
_ انا موافقة يعني هى موافقة ، يلا كلمه قوله لقيت اللى عاوزاها
_ الساعة 4 الفجر
_ اه صح.. واتساب، فويس واتساب اول ما يصحي يسمعه
- انا هكلمة فى المستشفي اطمني
_ لا علشان ميوافقش ع حد تاني ، يلا يا حسن بقي
من الحاح اسما أرسل حسن رسالة الى صديقة بالفعل وسعدت جدًا اسما :
_ فرحك اوي ان فرح هتشتغل ؟
_ جدًا .. يعني مش هيمشو خلاص
_ ممكن بقي ادخل انام ولا فى حاجة تانيه
_ لا روح نام وعاوزاك ترجع من المستشفي تقولي فرح هتنزل من اول الاسبوع
_ تمام يا فندم .. تصبحي ع خير ننام بقي
_ ننام بقي ..
عائدان لغرف نومهم قبل ان تدخل اسما غرفتها ندهت ع حسن :
- حسن
_ ايوه
_ بحبك ياابو على
_ مجنونه وانا كمان تصبحي ع خير
عادت الى غرفتها وع مكتبها فتحت اللاب توب :
_ كده فرح تم.. انتى بقي يا ست احلام
بدأت تبحث فى جوجل عن صور مفارش وملايات وستائر كل ماهو تتقن خياطته أحلام،.. فى اليوم التالي عادت اسما من عملها مرت ع شقة احلام وفرح :
_ بتعملوا ايه ؟
_ هعمل شاي اعملك معانا
_ من غير سكر يا فروحه
كانت احلام جالسة امام ماكينه الخياطة :
_ بتعملي ايه يا احلام ؟
_ فرش السفره مامتك طلبته بخلصه
_ اظهرت الصور ع اللاب توب :
_ احلام لو جالك اوردر تنفذي نفس الشغل دا هتعمليه ولا صعب عليكي
نظرت بتمعن فى الصور : مش عارفه
- لا بالله عليكي اعرفي .. هتعرفي تعملي زيهم ؟
_ انا عمري ما جربت المودايلات دى ، اغلب اللى بعمله العاديين .
اخرجت قطعتين قماش :
_ بصي دول قماش ملايات شبه اللى فى الصور ، مطلوب منك تعملي طقمين سرير زيهم
_ مش عارفه هعرف ولا لا
_ احلام يا حبيببتي ما انتى مش هتعرفي انتى هتعرفي ولا لا غير لما تجربي ، التجربة اللى هتعرفك.. جربي حتي لو فشلتي جربي .
_ حرام القماش يبوظ باين انه غالي .
_ متفكريش غالي ولا رخيص ، خلي تركيزك فى انك تنجحي وتعمليهم احسن من الصور
بملامح تردد: اسما ..
_ اسمعيني يا احلام .. عادي انك تخافي وتتوتري وتترددي خصوصًا لما تدخلي حاجة جديدة ، لكن الاهم انك تحولي كل المشاعر اللى تعجزك دى لفعل انك تقدري ، حاجة جديدة عليكي وقدامك فرصة تجربي جربي ، جربي علشان تتعلمي وتعرفي حدودك اللى انتى جاهلاها اصلًا وهتعرفيها بالتجربة ، العالم مش عايش ع وتيره واحده يا أحلام ، الموديلات اللى كنتى بتعمليها قديمة والطلب عليها ضعيف، وانتى شاطره اوي فى الخياطة ف اتعلمي حاجات جديدة ان شاء الله هتنجحي فيها لانك شاطرة اوي وهتقدري بس جربي .. فاهماني ؟
_ حاضر .
_ اسبوع معاكي واخدهم منك اتفقنا انا جيبتلك كل حاجة .. يلا انا طالعه
قابلتها فرح عند باب الشقه : رايجه فين والشاي ؟
امسكت كوب الشاي : هشربه فوق بقي لاني محتاجه اخد دش واخلص شغل انهارده ، انتوا ابقوا اطلعوا شويا
_ اوكيه .
_ وفرح .. استني مني خبر قريب لشغل ليكي
_ بجد.
_ ان شاء الله .
بعد يومان اخبر حسن أسما بتوظيف فرح فى عيادة صديقة دكتور عبدالله ، واستلمها العمل فى اليوم التالي ، تجهزت فرح وتوجهت فى اليوم التالي للعيادة للمقابلة واستقبلتها السكرتيره، تحدثت مع دكتور عبدالله واخبرها ان تنتظر مساعدته السابقة عايدة لترشدها عن تفاصيل العمل فى العيادة والمواعيد ، جلست فى الاستراحة تنتظر عايدة حتى اتت وبدأت تشرح لها طبيعة عملها والمواعيد وكانت فرح سعيدة بالعمل الجديد .
مر اسبوع وأنهت أحلام خياطه كما طلبتها اسما وانبهرت اسما بمدي إتقان أحلام فى التفصيل وتركيزها ع ادق التفاصيل ، أخذت الطقمين اتجهت للخارج ،، وبدأت فى جولة دعاية ل أحلام كانت قبل ان تتجه لعملها يوميا تمر ع سكان العماره والعمارات القريبه التي تربطها بهم معرفه وعرضت عليهم صورالمفروشات وشغل خياطة احلام واخبارهم بسهوله تنفيذها ب اسعار مميزه وأخبارهم ع عنوان أحلام، استمرت اسما توزع الصور ع كل سكان المنطقه دون علم احد ولكن كانت بدون نتيجة ورغم ذلك استمرت اسما .
فى المنزل أحلام جالسة برفقة نور تنظر الى ماكينه الخياطة ، رن جرس الباب وكان عبد الحميد ، علم بجلوسها بمفردها فطلب منها ان تساعده فى بعض الاعمال فى السطح ووافقت ، جلست نور برفقة فوزية وتوجهت الى السطح لعبدالحميد، كانت أول مره تري السطح ف انبهرت بكثرة النباتات والازهار والورود ، شعرت كأنها فى مشتل صغير :
- ايه رايك يا أحلام فى مشتلي المتواضع ..
- جميل اوي .. مكنتش اعرف ان فى السطح فى مكان كده ..
- طبعا كنت فاكراه كراكيب
- بصراحه ايوه .. بس جميل اوي ...حضرتك إللى زرعت كل دا ..
- ايوه .. واهتميت بيهم ..
- جميل بجد ..
ممكن تساعديني ننقل دول مكان دول ..؟!
- اكيد ..
عملت أحلام وساعدت عبد الحميد وثم جلسا : :
- شكرا يا أحلام..
- لا ابدا انا معملتش حاجه ..
- انا عرفت من اسما انك بتحبي النباتات
- دا كان زمان ..
- و دلواقتي ..؟!
- زى ما حضرتك شايف يعني ..
- طيب ينفع تبقي تساعديني هنا ولا مشغوله وهعطلك
- لا بالعكس انا اساسًا مبعملش حاجه ،
_ اعتبري الفترة دى الهدوء الذي يسبق العاصفة
- واضح ان الجفاف مطول
_ فى يوم هتمطر والارض هتتروي متقلقيش قولي يارب
_ يارب
- واعتبري المكان دا مكانك اطلعي واعملي إللى عاوزاه ، بصراحه انا كنت محتاج حد يهتم معايا بالنباتات دى و اسما وحمزه وحسن اخيرهم يطلعلولي الحاجه لكن اهتمام ميعرفوش .. ..
- بجد يعني انا ممكن اطلع هنا ..
- براحتك بس بشرط ..
- ايه ؟
- تهتمي بيهم فى غيابي هعتبرك المساعده بتاعتي موافقه ..
ابتسمت : اكيد ..
- قومي بقي اتعرفي عليهم وأى سؤال انا موجود ..
قامت من مكانها ولاحظ عبد الحميد أحلام وهي تنظر إلى النباتات بسعاده وتذكر حديثه مع اسما منذ ليليتن :
- سرحانه فى ايه يا اس ؟
- فى أحلام يا عبده ؟
- مالها أحلام..؟
- عاوزه اساعدها لكن مش عارفه تظبط معايا حاجه وقاعدتها كده من غير شغل ولا حاجه تعملها هتضايقها اكتر وهيزيد جواها إحساس انها اتسرعت تيجي وممكن فجاءه تقرر تمشي ..
- يعني انتى عاوزه ايه ؟
- انا بحاول فى حوار الدعايه علي شغلها لكن مكنتش اعرف انه مبقاش فى حد بيخيط وانه كل بيشتروا جاهز مع ان والله يا عبده تفصيلها زى الجاهز واحسن وارخص ..
- ان شاء الله ربنا هيبعتلها رزقها متقلقيش
- لو اعرف اشغلها بحاجه تانيه؟
- هى بتحب ايه تعرفي ؟ يعني هوايات كده يعني ؟
- مكنش ليها هوايات مكنش مسموح بمعني اصح لكن إللى فاكراه انها كانت بتحب الزرع اوي بس للأسف مامتها كانت بترفض انها تجيب زرع البيت ..
- طيب تمام اوي .. اشغلها معايا فى السطح ..
نظرت اسما ل خالها:
- يا ابن الايه يا عبده ازاى مفكرتش فيها دى ، خلاص هقولها بس هقولها ايه .
- خلي عنك الموضوع دا انا إللى هقولها واتكلم معاها
- لا لا لا يا عبده انت كده محتاج حضن مطارات مش بوسه
قامت واحضنت خالها ، وظل عبد الحميد ينظر إلى أحلام وهي مبتسمه بتواجدها بين النباتات ، بعد مرور يومين كانت أحلام ع السطح تراعي النباتات وعادت الى شقتها ف رن جرس الشقه ف اتجهت وفتحت وكانت سيدة فى الخمسين من عمرها :
_ مساء الخير ..
_ مساء النور
_ هو دا شقه احلام الخياطه اللى بتخيط مفارش وملايات
_ ايوه انا ,,
_ انا ساكنه فى العماره اللى فى اول الشارع وكنت بدور ع حد يعملي شويه ملايات ومفارش ممكن ؟
_ اه طبعا اتفضلي ..
جلست واظهرت لها بعض الصور وطلبت منها تجهيز مثلهم ف اخبرتها "احلام" ب استطاعتها تنفيذهم ف اعطتها عربون واتفقا ع موعد التسليم ,, سعدت "احلام" ل اول عمل ل اول زبونه لديها فى القاهره واثناء توديعها ل الزبونه للخارج قابلت والده "اسما":
_ مين دى يا احلام ..
اظهرت احلام المبلغ العربون وب ابتسامه :
_ اول زبونه ليا هنا يا طنط
_ مبروك يا حبيببتي ان شاء الله مش الاخيره ,,
_ ان شاء الله ,,
كانت "احلام" سعيده وبدأت تتجهز وتراجع معدات الخياطه لديها لتعرف النواقص وبعد ان كانت تشعر بحزن وبؤس استرد داخلها النشاط والحماس ,, عادت "فرح" من عملها واخبرتها احلام بالزبونه :
_ سبحان الله فعلا لما بتضيق ربنا بيفرجها ,,انا وانتى فى شهر واحد يا احلام ..
_ انا كنت يأست خلاص وكنت بفكر فعليا نرجع كفر الشيخ واللى يحصل يحصل ..
_ ربك بيدبرها يا احلام ..
_ فعلا ونعم بالله ..
صمتت "احلام" للحظات :
_ مالك يا احلام ..
_ انا محتاجه انزل اجيب الاقمشه والحاجات الناقصه ..
_ طيب انزلي
_ ماهو انا ..
- عارفه ..مش هتعرفي تنزلي لوحدك
- فى كفر الشيخ السوق كان جنب البيت لكن هنا معرفش حاجه وبصراحه قولت لما جينا هنا انك تنزلي معايا بس انتى استلمتي شغلك دلواقتي ف انزل ازاى وانا معرفش اى حاجه ..
_ متقلقيش نفسك ، قبل ما اروح العياده انزل معاكي تشترتي اللى عاوزاه ترجعي ع البيت وانا اروح العياده تمام ,, بس ممكن اطلب منك طلب؟
_ اتفضلي
_ بلاش ليل نهار ع الماكنه عينيكي والنضاره دى لازم تكشفي وتغيريها ، توعديني انك مش هتضغطي ع نفسك علشان الصداع اللى بيجيلك دا بيبقي بسبب اجهادك ,, توعديني ..؟!
_ حاضر .. ربنا يخليكي ليا يا "فرح" ..
_ ويخليكي ليا يا احلام ..
ليلاً أثناء عوده " اسما " أحضرت كيكه وحلويات واتجهت الي شقه أحلام وفرح فتحت الباب نور :
- مساء الانوار ع نواره البيت
- مساء النور يا اس
- ياقلب اس .. قوليلي البؤساء جوه؟
-ضحكت " نور " : ايوه ..
دخلت اسما وضعت العلب ع مائده :
- يلا يا حلوه انتى وهي
- ع فين ؟
- يلا نحتفل بشغلكم هى دى هتعدي بسهوله يلا ..
واحتفلا ب بدايه الجديده والخطوات الجديده فى حياتهم وسط دعوات فوزيه وعبد الحميد، وكانت " اسما" سعيدة لرؤيتهم يبتسموا أخيرا .. وبدئوا العمل احلام فى الخياطه و"فرح" فى عياده دكتور عبدالله .
فى صباح يوما ما اتجهت "اسما" ب حقيبه التصوير واتجهت لموقع المتفق عليه :
_ صباح الخير ..
_ صباح الخير "اس" مواعيدك مظبوطه
_ ,, ها جاهزين ولا ايه الدنيا
_ امسكي كده دى
_ ايس كريم
_ ايوه ,, عقبال ما تعملي الدماغ هنكون جاهزين
_ قولي بقي يا سعيد أنكم مش جاهزين
- ااقل من ١٠ دقائق هنجهز، عقبال ما تخلصي الآيس كريم هنكون جاهزين ..
- والله يا سعيد بتلحقني قبل ما اتزرزر عليكم
_ كله الا زرزرتك بجد ,, هنجهز ف 10 دقائق
_ تمام ,,
امسكت الايس كريم وبدأت تتناوله فى سعادة، وأثناء تناولها سمعت صوت خلفها :
_ ازيك يا "اس " ,,
تجمدت للحظات مكانها الصوت مألوف علي اذانيها ثم التفتت لمصدر الصوت :
_ بتحبي ايس كريم الشوكليت زى ماانتي ,,
بملامح صدمة : مراد ؟!
اقترب قليلا اليها مبتسمًا : :
_ مفيش ازيك ,, حمد الله ع السلامه .. عامل ايه ؟
وقفت وتمالكت وبنبره حاده : ازيك يا مستر مراد ..
_ انا بخير دا بعد ما شوفتك ,,
بتتحرك : عن اذنك ,,
بنبره عاليه : اتمني نكون متعاونين مع بعض لغايه ما البروجكت دا يخلص ,,
وقفت ونظرت إليه: متعاونين ..؟
اقترب إليها بضع خطوات : ايوه متعاونين ،متعرفيش ان انا مسئول عن البروجكت هنا من الشركة
تفاجئت : إللى اعرفه مستر " محمد " هو المسؤول
- حصل تبديل لأنهم محتاجين محمد فى بروجكت اليونان وسافر ..
- اه .. مكنتش اعرف للاسف ..
ب ابتسامه : ايه رايك ..؟
نظرت إليه بحده : رأي فى ايه ..؟
_ أننا رجعنا نشتغل مع بعض تاني بعد 6 سنين ,,
كانت اسما اتعرفت على مراد فى شركه دعايه واعلان فى كاليفورنيا ، كانت بتتدرب وهو كان المسئول عنها فى التدريب وبدأت علاقتهم .
_ امممم ,, عن أذنك
_ هنشوف بعض كتير ,,
تغيرت ملامحها و تحركت بخطوات سريعة قالت بصوت عالي : :
- يلا جاهزين
ابتسم "مراد" وردد : " وحشتيني " يا " اس" ,,!
اتجهت "اسما" لموقع التصوير وبدأت بأخد بعض اللقطات سريعا ثم اختفت من المكان ,, بحث عنها " مراد " لم يعثر عليها بعد لحظات اتي الى الموقع "حمزه" يبحث عنها ولم يجدها وتفاجئ بوجود "مراد" ..:
_ ازيك يا حمزاوي ..؟
بملامح صدمة : مستر مراد ؟!
- مالك .. مصدوم ولا متفاجئ؟
- لا متفاجئ ..مكنتش اتوقع اشوفك هنا ؟
- هو انهارده يوم المتفاجئين عموما اتمني تكون مفاجاءه جميله
_ اها ..اكيد ..
- اكيد انت جي ل " اس " كانت موجوده واختفت لكن هتروح فين اكيد هتظهر ..
- اه .. تمام ..
- يلا اسيبك فى رحله البحث عليها و هشوفك كتير بقي انا اصلا قاعد فتره هنا ,,
_ هنا ..
_ اشوفك ع خير سلام ..
تغيرت ملامح "حمزه" وادرك سبب اختفاء "اسما" وإغلاق هاتفها ، توجه الى المنزل وقبل ان يدخل العماره، اتجه الى السوبر ماركت وعلم من عم رضا ان "اسما" جاءت واشترت كميه من الايس كريم فعرف هيلاقيها فين ، اتجه الى خلف العماره وجدها جالسه وامامها كلاب الحي وضعت لهم اكل وجلست ممسكه الايس كريم ,,:
_ كنت عارف انك هنا ..
_ حمزه ..
_ قافله موبيلك ليه، هربتي من عزومه الغدا يعني امبارح مأكد عليكي ان انا راجع القاهره انهارده وانتى عزمتيني ع الغدا اروحلك الموقع القيكي اتبخرتي وقافله موبيلك كمان ..؟
_ سوري يا حمزه مكنتش فى المود وقفلت الموبيل ..؟
_ طيب كنتي ابعتيلي رساله قوليلي كنسل كنت اكلت اى حاجه بدل ما انا قاعد ع معده فاضيه كده ..
_ سوري بجد مكنتش مركزه ونسيت ..
_ ماهو انا روحتلك الموقع قولت نسيتي كالعاده ,, وقابلت "مراد" ..؟
تغيرت ملامحها وظلت صامته :
_ كان ذوق جدا معايا وقالي انه هيستقر فى مصر فتره مش كان استقر فى مدريد .. غريبه رجوعه ولا انتى شايفه ايه ؟
_ انا مش شايفه حاجه ولا عاوزه اشوف ,,
_ "اس" ..
- حمزه انا ..
قاطعها : الآيس كريم إللى معاكي بقي شوربه
- اه صح ..
اظهر لها بوكس ملئ بالايس كريم ..:
_ وانا عملت حسابي ..
نظرت اليه ب ابتسامة : دايما عامل حسابك يا حمزه ..
_ عارف انك دلواقتي مش عاوزه اى حاجه غير انك تقعدي تاكلي ايس كريم ويكون تلج ,,
_ شكرا يا حمزاوي ,,
_ يو ويلكم ,,
جلست تتناول الايس كريم وظل "حمزة" بجانبها فى صمت بدون ان يتحدثا حتي انهت الايس كريم وعادا الى المنزل سويا وكان الصمت سيد الموقف ، وصلا الشقه ودخلا نظرت إليه:
- تصبح ع خير يا حمزاوي
- وانتي من اهل الخير يا اس
اتجهت إلي غرفتها وظل مكانه حمزه يردد : مراد .. مراد بعد ٤ سنين ؟
رن هاتفه وكانت " تالا " :
- حبيبي ازيك
- بخير حبيببتي اخبارك ايه ؟
- تمام .. وانت ؟
- تمام ..
- فى مفاجاءه لك ..انا احتمال انزل مصر قريب ..
- بجد مفاجأه حلوه امتي ..
- لسه مش عارفه هحدد واقولك
- تمام ..
- فى حاجه حصلت صوتك متغير ؟
- لا ابدا بس عاوز انام صاحي من بدري ..
- تمام حبيبي اسيبك وبكره نتكلم
- تمام
- لاف يو
- لاف يو ..
فى اليوم التالي ع الفطار كان يجتمع كلا من حسن وحمزه وعبد الحميد وفوزيه وبصحبتهم " نور " فى انتظار اسما :
- هي نايمه نومه اهل الكهف
- حد يصحيها يا جماعه
خرجت من غرفتها هادئه غير العاده:
- صباح الخير
نظر حسن وحمزه لبعض :
- مين دى يا حسن ؟
- معرفش يا حمزه .. ممكن تكون صاحبه اسما ؟
- لكن هى شبهها يا حسن ؟
- لا لا هما البنات ع الصبح بيبقوا شبه بعض
- دى لبسه ترنج اسما يا حسن
- يمكن سرقاه من اسما ..
- لا احنا نصحي اسما ..
ندها عليها بصوت عالي : اسما .. اسما اصحي يا اسما
نظرت إليهم اسما :
- ايه العسل إللى بينقط منكم ع الصبح دا
- ايوه كده دى اسما صباح الخير
- خلي بالك يا حمزاوي كده هتطلع نار من بوقها
- لا متقلقش عامل حسابي ( رفع طبق وغطي وجهه) التعوير فى الوش مفيهوش معلش ..
ضحكا الجميع وتحدثت والده اسما :
- مالك يا اس فى حاجه ؟
- منمتش كويس وصاحيه مصدعه اوي
- منمتيش كويس ليه بتحبي جديد
نظرت إلى حسن : احب جديد وانت موجود يا سونه
ضحكا : تاني بلاش يا بنتي ..
رن هاتف حمزه وكانت تالا ، تحدث قليلا ثم عاد ع طاوله الطعام :
- بتسلم عليكم كلكم يا جماعه
- الله يسلمها ..
تحدثت فوزيه : هنفرح بك امتي يا حمزه ؟
- قريب يا عمتو .. بظبط كام حاجه كده وهنحدد الفرح
- تلاقي مامتك فرحانه هتتجوز وتعيش معاها
- متقلقوش هنطب عليكم دايما ..
تحدث حسن مازحا :
- وانا إللى اتفقت مع اس هنأجر أوضتك لما تتجوز
- بجد يا اس هتبيعيني ع طول كده
- ماهو بصراحه البيت مش ناقص قتله و بجنبك من البؤس كل إللى فى الشقه جوازتهم بايظه أنزل فى أوتيل ..
- متحاولوش ع قلبكم انا وتالا ..
- قلبك لوحدك ..
تحدثت فوزيه : مش رايحه الشغل ولا ايه ؟
- بصراحه مكسله يا ماما بفكر اخده أجازه
تحدث حمزه : طيب فكره بجد .. تيجوا نقضي اليوم برا ونتغدا مع بعض وانا إللى عازمكم ..
تحدثت فوزيه : انا وعبد الحميد برا الخطه لان احنا معزومين برا انهارده
تحدث حسن : وانا عندي شغل وميتنج مش فاضي
نظر إلي " اسما " : صفصفت علينا ..
- مره تانيه يا حمزه مش فى المود
- لا مش هعديها انا يومين وراجع الغردقه و امبارح نيمتيني جعان..
- بجد هبقي رخمه بلاش ..
- لا رخمه ولا حاجه وهناخد نور معانا ايه رايك يا نور لان اكيد أحلام وفرح مش فاضين .. احنا الفاضيين
- بتضغط عليا ب نور علشان اوافق
- ايوه ..
تحدثت نور : يلا يا اس علشان خاطري
- وانا موافقه يلا ..
- يلا ..
تجهزت اسما ومرت ع منزل أحلام وفرح واصتحبت نور وتوجهت للخارج.. ذهابا الى الملاهي واندمجت اسما فى الألعاب مع نور وكان حمزه يراقبها وهي تصرخ وتلعب مع نور .. فى نهايه اليوم جلسا يتناوبا الطعام:
- حمزاوي ..
- ايوه ..
- شكرا بجد ..
- ليه ؟
_ دايما بتكون موجود فى الوقت الصح
- اى خودعه
- بجد مش عارفه من بعد ما تتجوز هعمل ايه
- ولا اى حاجه ، مكالمه صغيره الحقني يا حمزاوي هتلاقيني قدامك ..
- ربنا يخليك ليا ول يالا
- تالا.. تالا
- اهو كله اسامي ..
ضحكا : اس ..
- ايوه
- انا مسألتش ولا هسألك مالك ؟
تنهدت اسما : حمزه انا ..
- مش عاوز اجابه لكن اسمعيني ممكن ..
- سامعاك ..
- فاكره لما جيتي إيطاليا اول مره اشوفك ووقتها كنت لسه متخرج واشتغلت ..
- ايوه وقتها كنت بتحترمني اكتر كان ناقص تقولي ابله ..
- بابا قالي بنت عمتك هتجيلك وقالي أكبر منك ، منكرش ان وقت ما شوفتك محستش بفرق السن وانك أكبر مني ب ٤ سنين معانك اصغر من نور ..
- يا رخم ..
- المهم فاكره لما اول مشروع عملته وصاحبي سرقه مني وقدمه ب اسمه واتوافق عليه وتجاهل دوري وانا رفضت اروح الشركه تاني انتى قولتيلي ايه وقتها ..
- ايوه ..
- انت معملتش حاجه غلط علشان تهرب ، انت صاحب حق ودا مكانك إللى هتثبت فيه للكل ان شغلك دا مش اى حد يقدر يشتغله ، هيبان مين الشاطر ومين الحرامي بشغلك ، الهروب مش حل دايما لانه اغلب الاوقات جبن وانت مش جبان ، اتعرضت لموقف متهربش مهما حصل واجهه دا مكانك ودا شغلك ودا حياتك ،و قولتيلي قبل كده مهما انهرت او حسيت ان حياتك وقفت دايما فى مره تانيه.. بدايه تانيه..حياه تانيه ، بتتنفس يعني عايش ودى اهم حاجه انك تعيش الحياه مبتنتهيش غير بالموت ، من وقتها وانا مبستسلمش ووصلت زى ماانتي شايفه ..
- امممم ..
- مهما قابلتي وشوفتي متخليش حاجه تهزك ترجعك لورا ، الماضي يدفعك ل قدام مش يرجعك ورا .. وعادي لو وقفتي او وقعتي دا مش غلطتك ودايما اعرفي انك نجمه هتفضل تشع نورها مهما كان الضلمه محوطاها .. فاهماني
ابتسمت : فاهماك ..
- انهارده أجازه ومن بكره اس تنزل الموقع وتصور و صورها يحكوا عنها زى العاده.. تمام ..
ابتسمت : تمام ..
- يلا بقي نقوم لأنك هتدفعيني كتير كده
- خساره فيا يا حمزاوي
- خساره ليا يا بنت عمتي .. يلا يا نور هتفترسنا ولا ايه
- استنوني استنوني ...!يتبع ...،
أنت تقرأ
حلاوة الدنيا
Romansaياتري ايه هى حلاوة الدنيا ؟ وهل معناها واحد عند الكل ولا عند البعض معناها مختلف ؟ هنشوف مع بعض مع حكايتنا الجديده "حلاوة الدنيا "