أصابعها الرفيعة ألتفت حول السيجارة التي سكنت بين شفتيها الداكنتان بسبب كثرة شربهاا للسجائر.والمخدرات تستنشق السيجارة وكأنها مؤاهاا الوحيد وتكتم الدخان في حنجرتها لتخرجه مجددا من فمها بعد أن أبعدت سيجارتها بيد مرتعشة...
كل هذا حدث أمامه وهو يطالعها بهدوء..كانت في ربيع شبابها صغيرة في العشرينات..ولكن من يراها يظنها تعدت الخمسون عام..
ملابسها الداكنة وجسدها النحيف عظامها البارزة التي عبرت كم كانت تهلك نفسها بشرتها الشاحبة و سيجارتها رفيقتها دائما وضعتها مجددا في فمها تفعل ما تفعله كل مرة وتقف في نفس المكان وحدها وتنظر للسماء..
الساعة كانت الثالثة فجرا.. لا يوجد أحد في الشارع ما عدا هي..
كل يوم في نفس التوقيت تأتي الي هنا ويطالعها بهدوء يتأملها وبشكل غريب لم يمل يوماً بل ظل يشاهدها يرى كيف تقتل نفسها ببطئ دون ان يتحرك ناحيتها..
ربما لمحته من قبل وربما لا تعرف شئ عنه أو لم تراه أو لا تكترث حتى لتراه.. في هذا الوقت كل يوم ينتظرها فوق سطح منزله الذي كان يطل على الحديقة العامة...
وهي كانت تأتي كل يوم وتجلس في الحديقة أو تقف في المنتصف تنظر للسماء أو تنام على الأرض وتفتح عينيها الذابلة للسماء وفي كل الأوقات والأحوال سيجارتها معها..
لكن في بعض الايام كانت تحضر السجائر والنبيذ أيضا..
وتلك هي لحظة تحررها التي كان يشهدها كل أسبوع.. تثمل بشدة وتسب السماء ومن فيها.. يذكر كل مرة أتت ورفعت أصبعها الأوسط للسماء وضحكت ساخرة بصوت عال تلعن وتسب السماء بأسوء وأقذر الشتائم..
لـم تتواجد بيوت غير بيته في هذا الحي بسبب الحريق الذي اندلع منذ عدة سنوات.. تم هجر الحي بالكامل والحديقة العامة بجانبه نادرا ما زارها أحد.. أحترق الحي كما أحترق قلبه.. وقلبهاا..
على هذا الوضع منذ سنتين منذ أن أحترق هذا المكان وهي تأتي كل يوم لم تمل يوما وهو كذلك.. في يوم من الاياام فضوله أرتفع وذهب ليسأل عنها ويتعرف عليهاا..
ولكن أنطوائيته وخجله جعلوه أجبن من أن يحادثها.. ففعل الشئ الوحيد الذي برعه في حياته.. فتح جهازه اللوحي ومن تفاصيل وجهها الذي كان يحفظها بدقة بدأ في رسمها..
وقرصن عدة مواقع وأستطاع التوصل الي معلومات عنها.. بعد أن وضع رسمته لها على برنامج التعريف..
بسهولة أستطاع أكتشاف أنها عاطلة عن العمل.. وأنها حجزت في مركز التأهيل ثلاث مرات.. لم يكن ثلااث مرات عدد قليل أبداً..
كان بالفعل على علم بأن عمرها الآن الـ 24 وأنها خرجت أخر مرة من المركز حين كانت في سن الـ 20 كان واضح من بشرتها الشاحبة التي أظهرها عامود الأنارة الوحيد الذي كانت تجلس أسفله أنها تموت واضح شحوب بشرتها وشكلها الفوضوي الصعب...
أنت تقرأ
الـفرصة الـضائعة.'قصة قصيرة.'
Short Storyأحبها في صمت بينما هي تدمرت في حب شخص أخر.. قصة قصيرة.