مُبْـهَم

39 3 1
                                    

9/8/21
إني ك مُراهقة و نِيابَة عن جميع المُراهقين ، أقِرّ لكم بحقيقة كوننا مبهمين..مشتتين..نغرق و نغوص عميقا في مستنقع من المشاعر المبهمة

إني و كَ مُـراهقة يصعب علي ترجمة ما أشعر به على الدوام، تُرهقني عدم قدرَتي على البوح بما يخالج باطني كونه مبهم!

عاجزة أنا أتم العجز عن ترتيب الحروف و تجميع الكلمات و تكوين العِبارات التي لها أنْ تصِف حجم الفوضى داخلي

بين ضحكة و دمعة، مشاغبة و التزام، لعب و دراسة، تجِد أن المراهقين أمثالي مفتقرين للشغف، مفتَقِرين لمذاق الحياة ربّما..!!

تضيق قوقعة الروتين حصارها علينا، حتى بات اليوم كالغدِ و الغدُ كالبارحَة!

أو ليس على أيامنا هذه أن تكون الأفضل؟ أن أُجالس أحفادِي يوْمًا ما، أبتسِـم لإلحاحهم الشديد كيْ أسرُد لهم ما  لا تزال ذاكرتي المتهاونَة تحتفظ به بين طيّاتها من أيّام مراهقتي السعيدة

لكن تسقط تلك الابتسامة، ما إن تغدرني ذاكرتي جاعلة إياي أسترجع حجم الفوضى و التشتت اللذاني كانا محورا مراهقتي، تهاجمني ذكرى خلف أختها، واحدة تلو الأخرى، فلا ترحم عجوزا أرهقتها حياةٌ

كيف أنني تجرّعت مرارة الوحدة في وقت كنت فيه أتوق لصدِيق، لرسالة تزيل الغبار عن بريدي الذي لطالما هُجِر لأسابيع، وقت كانت فيه نفسي توّاقة لتحفِيز، لِـ حِضن دافِئ
و لتَربيتَةٍ على رأسي

إني و كَ كراهِقة، لا أحبّذ الوحدة، أوليس كلّ المراهقين ميّالون للوحدة؟ بلا!

لكِن عزيزي القارِئ دعْنِي أؤكد لك أنها مُجرّد مساحة آمَـان،
المراهقُون لا يُحبّون الوحدة، بتاتا!

لكنّهم ميّالون و مُختارون لها كوْنَها منطقَة أمانهم، هُنَـاك حيْث لا يُلام، لا يُلقّب بِـ "الكسُـول" ، "المهمِل" ، "الفاشِـل"
هُناك حيث يشْعُر بالرّاحة، لا الإنتماء

هنَاك حيث لا يَـكون مجبَرًا على التبرِير، على إرهَـاق ذاته و هو على أتمّ اليقين أن تبريره لن يجدي نفعا

إنّي و كمراهقة، أرغب في خوص عدة تجارب، أرغب في زيارة تلك الأماكن اللطيفة التي لطالما شدت إنتباهي على مواقع التواصل

أرغب في ابتياع العديد من الملابس التي نالت اعجابي، و ارغب كذلك في زيارة خالتي القاطنة بفرنسا

أرغب،و أرغب و ما لي سوى أن أرغب..

أ و امتلكت يداي ما تصنع مثلا؟ بت لا أطيق إنتظار يومٍ أنهض فيه بابتسامة بشوشة لأخطوَ قدُمًا نحو مأربي

نحو ما كرست لأجله كل وقتي و شبابي، نحن المُراهقون نسعى دائبًا إلى تقديم الأفضل، و لو كان حقيقة ليس الأفضل، قد تشوبه بعض الثغرات ربما؟

لكن ما أنا على يقين منه، أني و كل المراهقِين بذلنا قصارى جهدنا لتقديم الأفضل رغم ذلك

...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 05, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بلَا عُنوَانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن