( 17 )

1.1K 37 4
                                    

سافر حمزة الى ايطاليا لاخبار والدته بزواجه وعادت اسما لعملها ، لم تعلن عن اسم خطيبها المجهول ، فكان الجميع فى حالة ترقب كلما يشاهدها فى موقع التصوير لمعرفة من يكون بالاخص مراد كان يراقب جميع تحركات اسما فى العمل حتى يعلم من يكون الشخص المقصود .. واقفه بتنظر للصور من الكاميرا إقترب اليها مراد :
_ هو العريس مختفي عن الانظار ليه كده
_ ويهم ايه فى ظهوره او اختفاءه ؟
_ نباركله ونوصيه عليكي
_ توصيه عليا .. لا شكرًا هو مش محتاج ولا مستني وصيه من حد وع المباركه الله يبارك فيك اعتبرها وصلت .
_ حاسس يا اس ان مفيش عريس ولا حاجة وانك قولتي كده علشان كنت فى البيت لو كده قولي عادي وهعتبر ان مفيش حاجة حصلت
كان يبتسم ابتسامة المنتصر وحاولت أسما تمالك عصابها وقبل ان تتحدث لمحت حمزة قادم اليها من بعيد يلوح لها ب يده فتغيرت ملامحها وأبتسمت إبتسامة النصر :
_ حمزة .. خطيبي
تفاجئ مراد وراي حمزة يقترب الى اسما ويقبلها من خدها وامسك يدها :
_ ازيك يا مستر مراد
_ انتى بتتكلمي بجد .. حمزة ؟
قالها وهى مصدوم ف اجابه حمزة با ابتسامته :
_ هنستناك فى فرحنا يا مستر مراد ( نظر الى اسما ) يلا يا اس
بادلته الابتسامة : يلا يا بيب
نظرت الى مراد : انا هبعت الصور ع الايميل بليل
تحركا وهما متشابكين الايادي ويضحكا وفى الخلف مراد من صدمة معرفه العريس حمزة الشخص الوحيد المستبعد لاعلامه ان علاقته ب اسما علاقة اخوه وفرق السن .. ينظر اليها فى صدمة .. اخرج هاتفه وأرسل رسالة لها قصيره ( حمزة يا اسما .. استحاله يحصل ) تجاهلت الرسالة واستكملت حديثها مع حمزة عن ترتيبات الزفاف ،عادا الى منزل تركها وذهب لاحضار الطعاك وصعدت للشقة بمفردها ، وجدت عبد الحميد يجهز بعض الاغراض للنباتات فى السطح وطلب منها ان تساعده وتضعها فى السطح ، وبالفعل صعدت 3 مرات الى السطح وفى المره الاخيرة لمحت وجود حسن جالس فى مكان مظلم بمفرده ، اقتربت اليه :
- انت هنا وسايبني اتمرمرط طلوع ونزول ، حرام عليكم انا عروسة عاملوني معاملة عروسة .
لم يجيب عليها حسن وكان شارد فى صمت غير العادة :
_ حسن .. حسسسسن
_ ها .. اسما انتى هنا من امتي ؟
_ انت مش حاسس بالدنيا ، مالك يا ابو على ايه السرحان دا كله
تنهدت تنهيده عميقه وصمت لحظات :
_ احلام
تشعرت بالقلق : مالها احلام فى حاجة جدت ؟
نظر اليها : احلام لازم تعمل عملية يا اسما
_ طيب ما دا كان اقتراح وانت قولت مش ضروري وهنجرب كورس علاج وماشي كويس وهى ملتزمة فى جلسات الكيماوي ووقفت الخياطة واغلب الوقت يعتبر نايمة ، ايه جد ؟
_ نتيجة الاشاعة اللى عملتها والفحوصات ..حاولنا نحاوط الورم لكن للاسف لانه قديم عندها وهى ملحقتهوش اصبح وجوده صعب ، مفيش حاجة اتغيرت والورم بيكبر وبيأثر عليها اكتر
_ نعم .. تقصد ايه بيأثر عليها ؟
_ اللى عند احلام ورم خبيث وبينتشرولازم تدخل جراحي بسرعة لان التأخير هيسبب فقدان نظرها والحكاية دلواقتي حكاية وقت يا اسما والوقت بيمر بسرعة .
بملامح صادمة تحاول اسما استجماع شتاتها :
_ لا لا اكيد فى حاجة غلط .. احلام .. هى كويسة وهتبقي كويسة يا حسن
_ انا اكتر واحد مهم عنده احلام تكون بخير علشان كده لازم العملية
_ خلاص تعمل العملية ومهما كلفت هتعملها
_ لكن ..
_ لكن ايه يا حسن ؟ فى خطر عليها ؟
_ ان شاء الله لا واللى هخيعملها استشاري جراحة من برا انا بتواصل معاه ووافق يعملها
_ طيب ايه ؟
_ اى عملية كبيرة بيكون ليها اثر جانبي بيحصل للمريض
_ مش هتشوف ؟
نظر اليها وعيونه مليئه بالدموع :
_ فقدان ذاكرة كلي
صدمت من اجابته : فقدان ذاكرة .. ايه اللى بتقوله دا يا حسن ؟
_ الورم موجود فى مكان حساس جدًا وبنسبة كبيره دا اللى هيحصل
_ لا عيد الفحوصات تاني وانا هتكفل بيها يا حسن
_ اسما اهدي.. من وقت تعب احلام وانا متابعها فحوصات واشاعات وكذا دكتور كلامهم واحد .
سقطت دموع اسما :
_ احلام .. هو ايه اللى بيحصلها دا يا حسن ، ليه يحصلها كدا .
صمت حسن فى حالة من الحزن واستكملت اسما : هى متعرفش صح ولا تعرف ؟
_ لا متعرفش ومش هقولها دلواقتي ، احلام هترفض العملية وهتستسلم للموت يا اسما
_ لا يا حسن انت مش هتسمح بكدا ، احنا مش هنسمحلها توصل لكدا
_ انا مش هسمح لها بكدا وهتعرف لكن لما ارتب كل حاجة، الجراح اللى بتواصل معاه هينزل بعد شهرين ويعمل العملية وهتاخد كورس علاج الفتره دي يحد من الورم واحنا زى مااحنا معاها منحسسهاش بحاجة سر العملية دا بيني وبينك يا اسما، انا هتواصل مع كذا دكتور تانين ولو حكمت اسافر لهم واكيد فى حل .. اكيد ان شاء الله
حاولت تتمالك ومسكت يد حسن المرتعشه لتطمئنته :
_ هتبقي كويسة يا حسن ، انا واثقه فى ربنا انها هتبقي كويسة، بعد اللى عاشته احلام هى مستحقش كدا .
نظر اليها ودموعها تتساقط :
_ ان شاء الله هتبقي كويسة يا اسما ، احنا معاها مش هنسيبها .
_ اكيد .. اكيد يا ابو على .

صعد حمزة الى الاعلي وجدهم فى حاله من الحزن وكل منها يطيب الاخر يطمن الاخر انضم اليهم وعلم بوضع احلام وانضم لحاله الحزن ، امامه اكثر الاشخاص قربًا لقلبه شقيقه وحبيبته يتألمان لنفس الالم فلم يجد ما يستطيع فعله سوا مواساتهم وطمئنتهم بان كل الامور ستصبح بخير .

فرح فى معمل التحاليل تعمل كعادتها راودها اتصال من رقم غريب ف أجابت ، فى بأدي الامر لم تعرف من المتصله ولكن الصوت كان مألوف لها ف علمت سريعًا انها أميره، بعد التحيه والسلام طلبت منها أميره ان يتقابلا ويتحدثًا قليلًا تعجبت فرح من طلب أميره المفاجئ ولكنها ابلغتها المقابلة كمقابلتهم فى السابق صديقتان وافقت فرح وبعد انتهاء عملت توجهت الى المقهي بجانب عيادة دكتور عبدالله ، جلست وطلبت أميره لفرح عصير :
_ انا عارفه انك بتحبي العصير
_ شكرًا .
كانت ملامح أميرة مرهقة وذابله :
_ انتى تعبانه يا اميره مالك ..؟
_ بجد متعرفيش مالي ,,
_ اعرف منين انا ..
_ مروان يا فرح ..
_ مروان ..
_ تعرفي ان مروان اتصل بيا وانا فى دبي علشان ينفصل عني ,,
_ انا ..
_ انا مش عاوزه اسمع حاجه منك ,, مش عاوزه احس انك خونتيني يا فرح , مش عاوزه احس انك سرقتي فرحتي مني.. فرح انا محبتش فى حياتي بجد غير مروان , مروان انا حبيته ورسمت حياتنا سوا , انا مجهزه فستان الفرح وفجاءه بدون مقدمات يقولي مش هقدر اكمل ,, والسبب انتى ,,
_ صدقيني يا اميره انا معملتش حاجه ..
_ اصدقك او مصدقش مش هيفرق كتير ، انا اتعاملت فى الاول انها نزوة لكن مكنتش اعتقد ان انا بنفسي جيبتك وطلبت منك تكوني معاه تساعديني فى تجهيزات خطوبتي والنتيجة يختارك انتى عني ، انتى اخدتي مني حياتي ومستقبلي يا فرح .
_ اميره ممكن تسمعيني .
قاطعتها وهى تبكي : سيبهولي يا فرح.. ارجوكي سيبهولي انا مش هقدر اكمل حياتي من غير مروان ن اسمحي لفرصه لعلاقتي انا وهو تاني اصلح اللى غلطت فيه
_ اسمح ازاي
ابعدي عنه يا فرح ، مروان بيحبني وقالي كده لما قررنا نرتبط وانتى شوفتي كان متحمس ازاي وفرحان لكن غيابي عنه وهمله انه بيحبك _
_ وهمله؟!
_ اخرجت رسائل نصية بينها وبين مروان وصور قبل الخطوبة تدل ع علاقتهم القريبةة والحميمية ورسائله النصية الرومانسية :
_ ابعدي عنه علشان علاقتنا ترجع زى ما كانت ارجوكي اخرجي من حياتنا
صمتت "فرح " وهى تشاهد انهيار اميره فى البكاء ,, تركتها وذهبت وشغل تفكيرها هل حقا مروان موهوم بحبه لها كما قالت أميره، هل وجودها سبب انتهاء علاقة بين شخصين محبين وكانت الحاجز بينهم ويستحقو فرصة لاعاده علاقتهم والحل ب يدها ..شغلها التفكير مرارا وتكرارا حتي وصلت الى المنزل وقابلتها اسما فى المدخل، لاحظت اسما تغير ملامح فرح غير العادة ف توجها الى السطح ليتحدثًا على انفراد دونت ان يسمعهما أحد :
_ وانتى صدقتي بقي كل دا ؟ وهتسبيه اصله كيس شيبسي ؟
_ ما يمكن هى بتتكلم صح يا اسما ؟
_ ازاى ..؟
_ ان مروان منجذب ليا وموهوم انه حب وهو مش حب
_ انتى هتعومي ع عومها ولا ايه ..
_ لا انا بتكلم بجد ،علاقتهم فى الاول كانوا قريبين اوى انا شوفت صورهم ورسائله ليها وكلامه كلام واحد بيحب ومروان قربلي لما كانت مش موجوده ف اتوهم، مشاعر انجذاب وقتية بمعني أصح اتعاطف معايا ومع ظروفي ولاختلاف شخصيتي عن اميره دا عمله انجذاب وقتي .
_ الولد بيحبك والكل ملاحظ كده
_ وممكن لو اخد فرصه تانيه هو واميره يتاكد انه بيحبها هى مش انا
دا كلام حد أخد قرار مش بيفكر ؟
_ انا لازم ابعد عن مروان نهائي
_ فرح .. اهدي كدا الله يباركلك ، مروان انسان مش طرحة ولا شنطة صاحبتك كانت هتشتريها وانتى اخدتيها ف هترجعيها ليها علشان نزلت دمعتين ، مروان انسان عنده مشاعر وعقل وصاحب قرار وأختيار ولما قرر ينفصل عنها كان ب ارادته انتى مطلبتيش ومكنتيش تعرفي لكن انها هى تعرف انه مش عاوزها وعاوزاه دى زيرو كرامه لا فى فرصة تانية ولا تالته ولا عشرين ، أختارك انتي بيحبك انتى فاهمه . ,,
_ لازم ابعد يا اسما دا الحل لجميع الاطراف وعلاقتهم محتاجه فرصه تانيه وانا بعيده
_ فرح انتى مستوعبه اللى بتقوليه ,,
_ انا اساسا متلغبطه ومش فاهمه حاجه ,, لكن دا الصح انا هبعد عن مروان
نظرت اليها اسما ":
_ اللى انتى شايفاه يا فرح بس اعرفي مهما كان قرارك اللى هيتأذي انتى واللى هيتوجع انتى لانك حبيتي مروان ,,
نظرت اليها ودموعها تتساقط :
- قدري ونصيبي ان فرحتي متكملش ..
ضمتها فى حضنها وهى تبكي وتنظر الى السماء اسما مردده فى سرها :
_ هو ايه اللى بيحصلكم دا بس ، ليه كده يارب بعد ما الدنيا تتظبط ترجع تتقلب عليهم اقسي من الاول دبرها يارب من عندك ملناش غيرك .

رغم محاولات اسما حتى تتراجع فرح عن قرارها ولكنها تمسكت بقرارها بشدة، قابلت مروان واخبرته ب انهاء ما بينهم نهائي وليس لديها رغبه الاستمرار معه وطلبت منه ان يبتعد عنها ورفضت ان تستمع له وتركته فى حيرة من تغيره المفاجئ واصرارها ... عاد الى المنزل جلس فى غرفته فى حيرة فى يده هاتفه يحاول الاتصال ب فرح ولكنها لم تجيب ،أستمر محاولاته لاتصال بها ولم تجيب ، ذهب لمقابلتها عند عملها ولكنها تجاهلته .. فى المنزل لاحظت والدته تغيره غير العاده ودخلت غرفته وشاهدته وهو يتمتم لنفسه : ردي يا فرح ردي
اقتربت اليه : مش قولتلك انها كانت بتتسلي
_ انا متاكد ان فى حاجة فرح متعملش كدا من نفسها ، احنا كنا كويسين مع بعض
_ انت بتقول ايه يا مروان هل ينفع انك تجري ورا واحده مش عاوزاك وفى اللحظة دى واحده تانيه رغم اللى عملته معاها لسه بتحبك ومستنياك ، خد اللى بتحبك عمرها عمرها ما هتأذيك .
_ ماما انا قفلت صفحة أميرة
_ وفرح اتقفل صفحتها وانت مصمم تفتحها تاني ، ممكن تقولي فين المشكلة مع اميره بنت مفيهاش غلطة .
_ انا رفضي ل اميرة علشان فيها غلطة ، انا وهى غير مناسبين لبعض هى دى كل الحكاية
_ ايه المميز فى فرح لدرجة انك متمسك بيها رغم اللى عملته ؟
_ المميز فيها هى نفسها ، لما بكون معاها بحس انى حر وببقي سعيد الوحيدة اللى قبلتها وحسيت معاها ان الحياة تستحق تتعاش فيها حاجة زى السحر
_ حبيبي يا مروان كل دى مشاعر وقتيه، يمكن لانك مقابلتش حد فى ظروفها ف انت شايفها مختلفه لكن اللى زى فرح كتير ف مش كل ما تقابل واحده مختلف عنك هتحبها ، دى شفقه استعطاف ودا لانكم كنتم قريبين .. انت كنت سعيد مع أميرة قبل ما تظهر فرح صوركم مع بعض اكبر دليل وانك وافقت ع الخطوبة الرسمي معني كده انك حبيتها .
_ لا يا ماما .. انا مكنتش بحب اميره لكن كنت بحاول احبها ابادلها مشاعرها اتجاهي علشان مجرحهاش فكنت متقبل الوضع زى ما قولتلك قولت ممكن يحصل اختلاف لكن ظهرت فرح واكدتلي مشاعري الحقيقية ايه بالظبط .
_ احنا دلواقتي فى واحده رافضاك وبتبعدك وفى واحده مستنياك، اميره تستحق فرصة تانية يا مروان وصدقني مش هتندم وهتكتشف مشاعرك الحقيقة انها معاها هى مش فرح .
_ ماما ..
فرصة واحده وبعدها صدقني مش هتكلم معاك تاني
خرجت والدته وجلس مروان فى حاله صمت وهاتف فرح مره اخري ولكنها لم تجيب .

أقترب موعد زفاف اسما وحمزة ، وقبل حفل الزفاف سافرت أسما الاسكندرية للعمل وقابلت القبطان فى أحدي المطاعم يتناولا الطعام سويًا :
_ متنساش بقي هدية الجواز وانت قبلها لازم تيجي
نظر لها متعجبًا: هتتجوزي يا أس بجد
_ لا بهزار .. مش انتم عاوزين تفرحو بيا من عنيا طلباتكم أوامر هو انا عندي اغلي منكم ارضيكم .
_ اس
_ يا نعم .
_ هتتجوزي حمزه ؟
_ بجد انا مش فاهمه فى ايه ، الكل مستغرب انى هتجوز لكن الاستغراب الاكبر ان العريس حمزه .. ماله حمزه مش راجل ولا كومي هاهاهاها
ضحك القبطان: فجاءه كده تتجوزي متوقع لكن حمزه غير متوقع
_ ليه مش فاهمه ؟
_ انتى قايله عن حمزه علاقتكم علاقة ايه ؟
اجابت سريعًا : اخوات ..
انتبهت : كانت اخوات ولكن عادي اتحولت لحاجات ومحتاجات
_ اسما انتى مخبيه ايه ؟
تغيرت ملامحها ونظرت اليه : بصراحة كده كل دا حوار جواز ع ورق بس
روت له على الموقف واتفاقها مع حمزه على الزواج :
_ وحمزه وافق ع اتفاقك المجنون دا ؟
_ ماهو لو حمزه موفقش انا مش كنت هلاقي حد تاني وكنت هجبرك تتجوزني عافيه
_ يعني حمزه انقذني وانقذك
ضحكا : كالعاده حمزاوي دايما موجود معايا ، حمزاوي ماي سوبر هيرو المنقذ
_ اسما
_ ايون
_ بصيلي فى عيني كدا
_ انا عاوزة اكل دلواقتي
_ هروبك دا بيأكدلي ان فى سبب تاني خالص للحوار دا كله ، هتقولي علشان مراد راح اتقدم واجبرك تاخدي قرار مش سبب وانتى عارفه كويس انك ببساطه كنتى تقدري تقولي لا ببساطة مكنش يستاهل كل دا .
تنهدت ونظرت اليه : انا تايهه من وقت ظهور مراد عايشه مشاعر مش فاهمها، فى مشاعر اتجاهه وبتقولي ارجعي لكن فى نفس الوقت مشاعر الخذلان والوجع اللى عيشته 6 سنين بتقولي لا ، عاوزاه لكن مش قادره اسامحه .. كنت فاكره انى نسيته ونسيت مشاعري اتجاهه لكن انا حبيته بجد اختارت غلط لكن حبيته و اكتشفت انى منستش وفاكره كل حاجة بتفاصيلها ، منستش لا وجعه ولا حبه، من وقت ظهوره عشت فترة مضغوطه مش عارفه اوصل لقرار ثابت، ولما لقيته بيجبرني ع اتخاذ القرار لقيت نفسي بقول ان فى حد تاني وهتجوز.
_ برغم رجوعه ندمان وبيعمل كل حاجة عشن يرجعلك
_ لازم مراد يشوفني مع حد تاني .
_ ليه ؟
_عاوزاه يتوجع زى ماانا اتوجعت ، انا مااخدتش حقي منهاللى عشته بسببه مكنش سهل ف لما يشوفني مع حد تاني فى حضن حد تاني فى بيت حد تاني غيره هيتوجع ويتألم خصوصا انه راجع وكله ثقه ويقين ان انا مستنياه ,, انا الأول ممكن كنت مستنياه حبي الغبي وقتها وهملي انه هيرجعلي لكن مرجعش وعشت وجع لوحدي فعشت لا مستنياه ولا مستنيه غيره لغايه ما ظهر وفى لغبطه حصلت .
_ يعني هدفك توجعيه
_ ايوه ..هيتوجع زى ما أتوجعت وقتها هنبقي متعادلين وهقدر اخد قرار من غير تردد .
_ اسما مش عاوز افكرك ان فكرة الانتقام اللى مسيطره عليكي فى حياتك خسرتك مش كسبتك ، ورغم كدا متمسكه بيها .
_ مش قادره اعيش وانا حاسه انى مأخدتش حقي واتعامل عادي
_ هل متأكده من النتيجة عشان تعملي كدا ؟
_ لا .. علشان كده فكره الجواز كانت انها تكون ع ورق بس مش جواز بالطريقه المعروفه , انا هتجوز وسيله اوصل لحاجه مش اسس حياه ,,
_ وحمزه عارف كده ..
_ لا محدش يعرف دا غيري انا وانت ,, مينفعش حمزه يعرف السبب الحقيقي لان انا مفيش حد قدامي غيره يقدر يوافقني ف مش هقدراقوله ، كدا كدا هو وافق فتره صغيره وكل واحد يرجع زى ما كان .
_ مفيش راجل يوافق ع الوضع دا غير لما يكون له أسباب
_ السبب ان حمزه دايما بيشاركني فى كل حاجة ووافق برضاه من غير ضغط
_ اتمني فعلا يكون برضاه مش علشان حاجه تانيه
_ حاجه ايه ..
_ بصي يا اس كده بعيد شايفه ايه ..
_ مش شايفه حاجه ضلمه ,,
_ فى نور بعيد ضعيف انتى مش شايفاه لان نظرك ركزع الضلمه، انتى محتاجه تركزي فى النورالضعيف اللى هناك دا ، لازم تشوفي التفاصيل الصغيرة عشان توضح الصوره الكبيره
_مش فاهمة ؟
- انتى إللى هتعمليها دا صح ؟
_ لا غلط لكن مفيش بديل .
_واضح انه قرار نهائي ، اتمني الموضوع ينتهي زى ما انتى مخططه وخليكي عارفه انا موجود ليكي فى أي وقت .
_ هتحضر الفرح ؟
_ وهكون شاهد كمان
_ احلي قبطان فى الدنيا ..
استكملت اليوم مع القبطان وعادت فى اليوم التالي بعد انتهاء عملها الى القاهره ،احضرت اكله سمك من الاسكندريه ومرت ع شقه احلام وفرح لتغيير الأجواء ع قدر استطاعتها وفتحت باب الشقه نور ورحبت بها اسما وكانت فرح واحلام جالسين وملامحهم حزينة ف جذبتهم وجلسا ع مائدة واحضرت الطعام ع المائده وبدات ان تغير الاجواء بحديثها وضحكاتها معهم ,, بدوا يتناولا الطعام ونظرت اليهم اسما وتنهدت لشعورها بالحزن اتجاهم لعدم معرفتها ماذا تفعل لهم لتزيل ما يشعروا به ولكنها لم تستسلم واستكملت حديثها وقضت باقي اليوم برفقتهم حتي خلدت فى النوم وهى محتضنه نور.

رفض فرح الدائم لمروان وضغط والدته استسلم لفكره وجود أميره ، كانت دائما متواجده حول مروان وفى منزله بصحبه والدته، تجمعهم والدته دائما ، كان ينظر اليها فى صمت وحديثه قليل ، فى يوم وهو جالس مع والدته وأميره فى المنزل على العشاء :
_ انت اجازتك هتخلص امتي ؟
_ قريب .
_ طيب كويس ، اعمل حسابك بقي بكره تكون فى البيت ع الغدا
_ ليه ؟
_ انا عزمت عبدالله وأميره ع الغدا عشان نحدد ميعاد الفرح
ابتسمت أميره فى خجل ولكن اجاب مروان :
_ فرح مين ؟
حاولت والدته انقاذ الموقف : انت وأميره ، اعتقد كفاية خروح انت وهي واكيد أتاكدت انها بتحبك بجد، فستانك جاهز يا مرمر ؟
_ ايوه يا طنط كل حاجة جاهزة
_ يبقي نستني ايه ، انت اجازتك قربت تخلص يادول نعمل الفرح وتأخد عروستك وتسافر ع دبي تبدو حياتكم هناك مع بعض .
بنبره حادة : مفيش افراح هتتعمل
بنبره غاضبه : مروان
بنبرته الحاده : مفيش افراح هتتعمل ( نظر الى اميره ) انا أسف يا اميره ..اسف بجد بس مش هينفع ، هو مكنش ينفع من الاول ولا نفع دلواقتي ولا هينفع بعدين
حاولت ان تتحدث : مروان .
_ انا حاولت ادي لعلاقة مكنتش موجوده اصلًا فرصة تانية لكن مش قادر ، انا طول الوقت مش شايف غير فرح ، حقيقي مش شايفك يا اميره ومش هقدر استمر فى كدبه لانكم عاوزينها تكمل ، انا هظلمك معايا ..انا اسف بجد .
تركهم مروان اتجه الى الخارج وانهارت أميره فى البكاء وغضبت والدته من موقفه ، احتضنت اميره مردده :
_ متزعليش يا اميره ، انا قولتلك هتتجوزي مروان وهتتجوزيه مهما حصل ، قبل ما يسافر هتكوني مراته .

قبل حفل زفاف اسما بيوم ، رن جرس شقه احلام وفرح .. فتحت فرح الباب وكان أمامها رضا عم نور :
_ السلام عليكم ، ازيك ياام نور يا مرات اخويا الغالي
تفاجئت فرح: رضا .. انت هنا بتعمل ايه ؟
_ هقف ع الباب ولا ايه داانا ضيف جاي من السفر

فلاش باك من أسبوع

فى نجع حمادي فى ورشه النجاره كان يجلس "رضا" وامامه الشيشه وكوب الشاي , وامامه احدي الصبي بيعملوا معه فى الورشه يرش مياه :
- ايوه يابني رش كده خليها تفتح علينا
اقتربت سياره ووقفت امامه ونزل السائق واتجه اليه :
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام ورحمه وبركاته أومر ..
_ فين الاسطي رضا لو سمحت صاحب الورشه
_ انا رضا خير ,,
_ اتفضل معايا المدام عاوزاك
نظر الى اتجاه السياره فى المقعد الخلفي ،توجهه الى المقعد الخلفي واتفتح زجاج السياره وكانت والده مروان :
_ ايوه يا مدام اؤمري
_ ممكن اخد من وقتك شويا يا اسطى رضا ,,
_ طبعا يا مدام اؤمريني ,,
نظر الى الورشه :
_ خلي بالك من الورشه لغايه ماارجع ,,
_ وان حد سأل عليك يا اسطي
_ مين هيسأل عليا لا فى شغل ولا مشغله ,,عموما مش هتأخر ,,
اتجه الى المقعد الامامي وجلس وتحركت السياره الى مقهي وجلست والده مروان ورضا :
_ اومريني يا مدام , اى شغل نجاره عاوزاه هيخلص زى ماانتى عاوزاه واكتر كمان واسالي ع شغل ورشه الاخلاص
بنبره متعاليا :
_ ما انا سألت فعلا قبل مااجي لكن اللى سمعته
_ سمعتي ايه ..؟
_ ان الكلام اللى بتقوله دا كان ايام اخوك , لكن من بعد ما اتوفي ودلواقتي فين وفين لما بيجيلك شغل ويدخلك فلوس
_ يامدام حال البلد واقف ع الكل
_ حال البلد ولا ديونك ومشاكلك مع الناس اللى بعدت اى شغل عنك
تغيرت ملامح ونبرته :
_ حضرتك عاوزه ايه بالظبط , يعني واضح انك مش من هنا وجايه من مسافه طويله وعارفه ظروفي وطلبتي تقابليني ليه ,,
_ علشان فرح مرات اخوك ونور بنت اخوك
تفاجئ :
_ وتعرفيهم منين ؟
_ ب اختصار تحب تكسب مبلغ يسد ديونك وتجيب خشب وتشتغل
_ ياريت هو فى حد يكره ,, بس المقابل ؟
_ مشوار صغير للقاهرة تقابل فرح
_ ياااااه ,, 9 سنين معرفش عنهم حاجه ولا اعرف هما قاعدين فين ولا بيعملوا ايه
_ ودا مينفعش , هتروح تزور بنت اخوك وتدخل ومعاك هدايا وحلويات لانها وحشاك
_ نعم ..؟
_ انا هقولك تعمل ايه بالظبط ..
وانا سامعك ..

باك..
جلس "رضا" فى الصاله وكانت احلام جالسهواحضرت "فرح" الشاي وجلست امامه :
_ اتفضل الشاي ..
_ تسلم الايادي ياام نور ,, الا هي فين نور حبيبه عمها
نظرت فرح واحلام لبعضهم متعجبين من طريقته:
_ نور فى المدرسه دلواقتي
_ يا خساره انا جيبلها حاجات كتير حلوه هتتعوض ماهو انامش هرجع غير لما اشوفها
_ ايه فكرك بينا يا رضا بعد السنين دى
_ انتم مغبتوش ع بالنا والله يا فرح بس الدنيا تلاهي
_ الله يكون فى العون ,,
_ الا صحيح اخبارك ايه يا فرح ,,؟
_ الحمد الله
_ مفيش جديد ,,
_ لا مفيش
_ بس بجد انتى بنت اصول يا فرح , بعد جوزك مفكرتيشتتدخلي ع بنتك راجل غريب وعايشه علشانها ,,
_ شكرا ,,
_ عارفه.. انا كنت مطمن عليكوا وكنت بعرف اخباركم فى كفرالشيخ وكنت مطمن عليكم لكن لما سيبتوا كفر الشيخ معرفتش مكانكم دا الابالصدفه ,
_ صدفه ..
_ رب صدفه خير من الف ميعاد ,,
_ طبعا طبعا ,,
_ اخواتى البنات كانوا بيقولوا فرح لو جتلها فرصه تتجوزهتتجوز انا قولتلهم لا فرح بنت اصول استحاله تفكر فى كده مش علشان نفسها لا علشاننور ,, مكدبش عليكي يا فرح انا مش هرضي ان راجل غريب بنت اخويا تعيش معاه , اذا كان انتى رفضتي تتجوزيني انا عمها اخو ابوها هتتجوز واحد غريب ,, لا طبعا
شعرت فرح بتلميحاته :
_ وافرض مثلا هتجوز , يخصكم فى ايه مش انا سيبتلكم الجملومشيت انا وبنتي ,, هتفرق معاكم اتجوزت ولا لا فى ايه ؟
_ هو حقك وشرع ربنا مش هنقدر نفتح بوقنا بكلمه لكن,,
_ لكن ايه ..؟
_ بنت اخويا زى ما قولت راجل غريب معاها لا مش هنسمحبكده ,,
_ نعم ..
_ لو اتجوزتي يا فرح بالقانون هناخد بنت اخويا تعيشمعانا لحمنا واحنا اولي بيها
_ انت اتجننت ولا ايه ,, ببساطه كده تاخدها,,
_ الله استهدي بالله ومتتعصبيش ,, انا بقول لو ,, لواتجوزتي ,, زى ما حقك تتجوزي حقنا بنتا تكون معانا
_ رضا ,,
قاطعها : هقوم انا عندي مشوار قريب من هنا وبليل همرعليكوا علشان اشوف نور حبيبه عمو بنت الغالي الله يرحمك ياخويا,,
وقف : ومتشكرين ع الشاي ,,
خرج للخارج وجلست "فرح" متفاجئه منوجوده وكلامه وتحدثت احلام لطمئنتها:
_ متحطيش كلامه فى دماغك يافرح , ما انتى عارفهرضا
_ ايه اللى فكره بينا وعرف يوصلنا ازاى بعد السنيندى وكلامه المتكرر ع جوازي
_ متشتغليش بالك والله تلاقيه بيقول كلام وخلاص''
_اتمني كده لاني مش مطمنه
سمعوا خبطات ع باب الشقه وفتحت الباب فرح وكانتاسما :
_ ايه يا جماعه المعامله دي انا عروسه بكره فرحي
لاحظت ملامح فرح المتغيره واحلام :
_ ايه يا بؤساء ع الصبح كده ,, مالك يا كوابيس انتىوحزن فى حاجه ولا ايه
تحدثت اححلام :
_ رضا كان هنا ..؟
_ رضا الوالدين و لا رضا عبدالعال
لاحظت نظراتهم لها : رضا مين دا ؟
روت لها مقابلته وكلماته لها :
_ وهو دا الى موترك كدا ؟
_ ظهورك كدا مش حاجة مريحة
_ بصي يا فرح هو اتجوزتي متجوزتيش ميخصهوش ، وتهديده العبيط دا مش هيعمله لانهاساسًا لو بيفكر فى بنت اخوه كان اخدها من زمان ، هو راجل بق بس
_ لكن انا مش مرتاحه
_ طيب خليه يرجع وانا اروقهولك ، وبعدين يا جماعة فى ايه انا عروسة مينفعش كده هىاحلام فين ؟
- دخلت الاوضة
_ لا مش وقت راحه انا عروسة
_ يعني عاوزة نعمل ايه احنا هنروح نقيس الفستاين بس
_ طيب يلا انا هصحى احلام وهخليها تنزل معانا
كانت أسما دائما تحاول اشغال احلام بقدر استطاعتها ببعض الامور حتي تهون عليهاالالم وتشتت تفكيرها حتى يحدد حسن موعدالعمليه .

يتبع ...  

حلاوة الدنياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن