الحب فى الأرض بعض من تخيلنا إن لم نجده عليها لاخترعناه"كلمات قالها الرائع نزار قبانى..وهل كان أعظم من نزار فى حديثه عن الحب؟؟ ولكنا دوماً حين نذكر الحب نذكر النساء..ألأنهن الأكثر إخلاصاً؟ تفهّماً، عطاءاً، ألأن القوامة لهن حصرياً فيما يتعلق بشأن قلوب الرجال؟ومن الأضعف يا ترى حين يحب الرجل أم المرأة؟؟عفواً لا تتعجلوا بالرد ..ألم تروا كثيراً من الرجال ضعافاً أمام عشقهن وكثيرات من النساء قويات جداً!!ولنكون منصفين فبهذا الكون نساء تذكّرُني جداً بـ "آريال" حورية البحر التى أرادت بمحض إرداتها أن تترك حياتها فى المحيط الآمن ..أن تترك والدها الملك الذى سيجعل منها أميرة لتخرج للحياه البرية..لتترك البحر وتتنفس خارجه عشقاً حين تلتقى حبيباً تتمناه فتترك حياتها وتفقد أماناً قائمً بالفعل ومعه تفقد صوتها..ومن منا لم تفقد أماناً وصوتاً يبوح بما يضمر القلب ركضاً وراء حبيب قد يصون وقد يخون؟حكايا الأمهات علمتنا أن الأمان رجل..أن السعادة رجل..أن الاحتواء رجل..أن الأهم أن تكونى أميرة فى مملكتك..بيتكوقصص الحب علمتنا أن الألم رجل، أن الهروب رجل، وأن الأمان غالباً ما يكون فى يديك لأنك إن أحببتِ فتلك هى نهاية المنطق على يدي رجل..وفى غياب المنطق قد تلقي بنفسك فى دوامة عشق مهلك آملاً فى النجاه!! تعملنا من قصص الحب التى نقرأها أننا حين نحب نسامح دون شروط، ونغفر دون توبة..ونركض فى طريق لا نرى آخره..حتى نصطدم بالحقيقة التى يخبأها القدر!!إن أعظم ما يمكن للمرأة اقتناءه هو قلب رجل، يصون ويعشق ويأسر ويُكرِم ويدلل..رجلأ تهربين لمملكته فتشعرين وقتها بأمان الدنيا كله!!ولكن ماذا عن الرجل؟حكايات الرجال عديدة........وفى حكايتنا؛ حكاية لرجل احتوى، عشق فأنسى حبيبته حباً قديم تصورت أنه لن يُنسى، حتى جاء من اختطفها كفراشة من فوق ألسنة اللهب ، أنقذها قبل أن تحترق جناحاتها..وهى آمنت به فتركت له قلبها أمانة ليعيد إحياؤه فأحياه بعشق دام العمر كله ..و حكاية فارس طال بحثه عن الأمان بين ذراعي امرأة فنال ما تمنى بل وأكثر مما حلم يوماً ولكن هل يحافظ على حبه أم أن غيرة عمياء ستسلبه أمانه وتهدم معبده فوق رأسه !!أما العاشق الهادئ، دائم البحث عمن تستحق قلبه ولكن والدته لا تريد بقلبه عشقاً لسواها..ويكبر حبها بداخل قلبه البلورى حد عدم التحمل؛ حتى تصيب جوانبه الصدوع فيفرغ القلب من حبها وسواه..ويجبره الألم فهل علمتم لم أخبرتكم أن العشق يجعل من بعض العاشقين ضعافاً؟ماذا لو كان العاشق لعوباً، يهوى التلاعب بقلوب النساء حتى يرى منهن من لا تقبل كونها لعبته فيقتنصها على الفور لتصبح ملكه خالصة ثم يجعلها ملكة عمره وحياته فهل ترضيه الدنيا بدوام ملكيتها أم تتمرد عليه مليكته وتجعله هو أسير هواها ولعبتها ما بقى من عمره؟!والعاشق إن كان رجلاً متعدد الأهواء قد يقابله عاشق ناسك..متعبد حتى تأتى المليحة تخرجه من صلاته و تفعل بقلبه ما تريد ، تسلبه عقله وتتركه حائر بين شطئآن المنطق والمفروض..ولكن هل هناك مفروضاً فى الحب؟ لا وألف لا فالحب يفرِض ولا يُفرَض عليه..للحب ترانيم وصلوات لا يؤديها سوى العاشقين ..للحب نيران لا يدفأ بها سوى الهائمين بعشق يغويهم بعدم البعد..وحول لهيب العشق تحوم فراشات تبحث عن الهوى فهل تجد من يخطفها بعيداً لتصبح آمنة أم أنه من الأسلم أن نطفأ اللهب؟