قال احد الحكماء ان اللحظات القصوى لاشتداد الالم هي بداية لنهايته
وقال الامام الشافعي كلما ضاقت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لا تفرج.
كلما زادت قدرتنا على تحمل الالم زادت فرصنا في السعادة.
في تلك الشقة يجتمع الجميع كل يحاول التفكير في طريقة للعثور عليها، لم يعد ياسر قادرا على التفكير في تفاصيل ذلك اليوم، لم يعد التذكر يفيده في شيء، والجميع يشعر بالتوتر يريدون دليلا على انها بخير.
عند جهاد كان يجلس مع والده وسيف يختارون فيلما ليشاهدوه توقف جهاد عند بعض السيديهات القديمة له وهو صغير وقال لوالده: هو انا ليه معنديش صور او فيديوهات وانا اقل من عشر سنين مكنتش بتصورني ولا بتخاف من الحسد. كان جهاد يتكلم ضاحكا غافلا عن والده الذي تحول وجهه الى الشحوب وسالت من عينيه الدموع، وعن سيف الذي توتر لسماع تلك الأسئلة.
في الشقة عند المجموعة توترت الاجواء عند دخول تلك الجميلة والرجل الذي معها وقف ياسر بعنف عندما رآها قائلا هو سؤال واحد ليه عملتي فينا كدة ليه، استفدتي ايه، طب بلاش قدرتي تعملي كدة ازاي، قدرتي توجعينا كدة ازاي، اديني سبب مقنع يخليكي ترمينا لعذاب هيعيش معانا عمرنا كله مفيش خلاص منه الا الموت،صرخ بصوت مزق قلوب الجميع ليه، ليه كدة يا ماما.
كان الجميع ينظر لها بألم، نظر لها عاصم قائلا: كل واحد هنا جواه وجع يكفي الكون، ويريت كان وجعه لوحده، عارفة يعني ايه تحسي بوجع اللي حواليكي، عارفة يعني ايه تتوجعي وتفرحي وتتعبي وتغضبي في نفس الوقت مليون مرة، ولا هتعرفي ازاي انتي اصلا مبتحسيش. ثم انطلق الى الداخل صافقا الباب وراءه حذا الجميع حذوه وآخرهم ياسر الذي قال وهو يتحرك الى الداخل انا ميهمنيش اسمع مبرراتك لانها بالنسبالي ما تساويش، ولكن قبل يدلف الى تلك الغرفة باغته الرجل قائلا حتى لو كان اللي حتقوله حينقذ وطن من الموت؟
هنا توقف الزمن توقف ياسر ينظر إلى الرجل فأومأ الأخير برأسه قائلا هي الوحيدة اللي ممكن تنقذ وطن.
اتجه لها ياسر وقال لها: انا مستعد انسا كل حاجة حصلت ليا، انسى اي وجع اتعرضتله بس تنقذيها.
نظرت له بعيون تملأها الدموع قائلة انا أعرف كفاح فين.
كفاح هو الوحيد اللي يقدر ينقذها بس
قال ياسر بلهفة: بس ايه؟
قالت:بس جهاد هو الوحيد اللي ممكن يجيبه، كفاح عرف الحقيقة من بدري ومصمم يكشف كل حاجة ويرجع حقوق الكل الوحيد اللي ممكن يرجعه جهاد.قال ياسر بحزم يبقى دور جهاد جيه، دلوقتي جهاد لازم يفتكر كل حاجة، ولازم يقرر هو هيبقا في صف مين.
.......:انا من زمان مقرر انا في صف مين بس انا مش فاكر كل التفاصيل.
ياسر: جهاد!
انت افتكرت امتى ؟
جهاد: اول ما افتكرت جيت؟
ياسر: وعرفت العنوان هنا ازاي؟
خرج ريان من وراء جهاد قائلا: انا اللي جبته.
امتلأت عيون ياسر بالدموع عندما راى ريان وركض نحوه ملقيا بنفسه في احضانه قائلا: وحشتني قوي الدنيا كانت صعبة قوي من غيرك، ربت ريان على كتفه وقال له انت محسسني اني باباك دول هما تلات دقايق عمي.
ضحك الجميع وقال له ياسر: مهي امك سابتني ليك ومشيت وابوك قالك دي سابتني معاهم لوحدي اما احصلها، وعادت دموعه للهطول ليقول من بين شهقاته، تفتكر لو كانوا يعرفوا اللي حيحصلنا بعدهم كانوا سابونا ومشيوا.احتضنه ريان وربت على رأسه حتى هدأت شهقاته وانتظمت انفاسه كطفل صغير وجد الامان فاستسلم للنوم.
في هذه الاثناء كان حسام يسير في الشارع يحاول ان يرهق نفسه ليجبرها على النوم ولكنه رأى منظرا مزقه كانت تلك الملاك ملقاة على قارعة الطريق ممزقة الملابس ومنتهكة العرض والطفولة تنزف بغزارة اقترب منها قلبه يتمزق اخرج هاتفه واتصل بالاسعاف وعندما وصلها فتحت عينيها وقالت له عمو حسام ابحمد لله انك جيت الراجل الوحش ضربني يا عمو.
ماذا سيفعل حسام لهذا الرجل؟
التفاصل بدأت بالاتضاح، ولكن أين وطن؟
من هو كفاح؟ ولماذا لن يحضر الا بواسطة جهاد؟
الاجابات في الفصل القادم انشاء الله