11

123 2 0
                                    

11_ الثوب الممزق
********************
بعد ساعات أستيقظت تامي, نظرت حولها , وجدت نفسها ممددة على سرير غرفتها , حاولت أن تتذكر ما حدث لها , وعادت اليها الذاكرة تدريجيا , وآخر ما تتذكره هو أنها كانت تتأرجح في ذراع رجل يطلب منها أن تشرب.

كان الشراب مرا , لكنها أضطرت الى تناوله , قطبت حاجبيها , أعتقدت أن جوناثان هنا , أذ همست بأسمه , نهضت ببطء , لم يكن جوناثان بقربها , ووقع نظرها على ذراعيها ,ولاحظت أنها ترتدي قميص النوم , أحمر خداها , لم يكن جوناثان ... بل ... ريك هاتون...
أنفتح الباب ودخلت السيدة موريس:
" كيف تشعرين , حان لك أن تستيقظي".
" كم الساعة الآن؟".

" السادسة والنصف , أعتقد أنك في حاجة الى فنجاي شاي , سأعود بعد دقيقة".
سألتها تامي بسرعة قبل أن تغادر السيدة موريس غرفتها:
" متى عدت من أجازتك؟".

" لقد جئت في الباص , أبكر من عادتي , وعندما وصلت شاهدت السيد هاتون يعطيك حبة من دواء مسكن , كنت ترتجفين كالورقة , وقال لي ريك أنك تعرضت لصدمة بسبب خطأ أرتكبه هو في حقك , ولم يذهب الا بعدما عاينك الطبيب , وحسب رأيي لا شك أنه تناول هو أيضا مسكنا , أذ لم أره من قبل في مثل هذا التوتر".

خرجت السيدة موريس من الغرفة تاركة تامي وحدها مع أفكارها , وبعد أقل من خمس دقائق , سمعت تامي طرقة على الباب , فرفعت الغطاء حتى رقبتها:
" أدخل".

دخل ريك ووقف ينظر اليها , لم تره من قبل على هذا النحو , كأنه عاصفة على وشك الأنفجار :
" لماذا لم تخبريني بالأمر؟ هل تعتقدين أن ذلك يفرحني , أن أذكرك بما حدث لك في الماضي؟ لا شك أنك أمضيت أسابيع عديدة في المستشفى , لأن الندبات في جسمك تدل على ذلك".

أحمرت خجلا , هل شاهد ندباتها ؟ وتساءلت في نفسها عما أذا كان هو الذي على خلع ملابسها وأرتداء قميص النوم , لاحظ أحمرارها فقال بصوت ساخر:
" الطبيب هو الذي تولى الأمر".
جلس قربها على السرير وأضاف:
"ما هو الحادث الذي وقع لك في الماضي ؟ قال لي الطبيب أنك ربما سقطت تحت حصان داس عليك".

أطلقت زفرة وحولت نظرها عنه وقالت:
" شب حريق في أسطبل الخيول القريب من بيتنا , وبما أن والدي طبيب بيطري , فقد أستدعوه الى مكان الحادث لمعالجة المصابين من الخيول , وكنت أرافقه , ساعدته على أخراج الخيول من داخل الأسطبل , وتحمس جواد صغير وأهتاج , لم تكن الغلطة غلطته , أذ أن الأسطبل كان جحيما حقيقيا , ما كان ينبغي أن أسحبه لأساعده على الخروج".

وبعد صمت قصير سألها:
" متى ستثقين بي يا دليلة؟".
ونظر بعيدا ثم أضاف:
" أو ربما أنا الذي لا أثق فيك".

وفجأة أنتصب واقفا عندما دخلت السيدة موريس حاملة الشاي , وقبل أن يخرج قال لتامي:
" سأعيدك الى مزرعة ( الحجر) فقد شفي محاسبي تماما وسيبدأ عمله صباح غد".

شعرت تامي وكأن أفكارها مشوشة, فهي تدرك ما يقصد من ذلك , وبينما كانت تتناول الشاي وتحاول أن تأكل الخبز مع الزبدة , شعرت بأنها بدأت تتبدل في صورة كاملة , كان عليها أن تصرخ فرحا بالعودة الى السيد هامتون , خصوصا وأن ريك هو الذي ترك لها حرية تحقيق ذلك , هل سئم هذه المسرحية؟ هل أن السحر الجديد فقد مفعوله ؟ وأمتلأت عيناها بالدموع.

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن