13

157 2 0
                                    

13-افهميني ....وصدقيني
**************************
في صباح اليوم التالي أيقظت الشمس تامي, التي ظلت ممددة في السرير لفترة تراقب أشعة الشمس المترجرجة في سقف الغرفة , وتساءلت كيف هو الطقس الآن في أنكلترا , وأرتعشت لدى تذكرها الهواء البارد والليالي المليئة بالضباب , فأنتفضت للحال وغادرت السرير , بقي أمامها يوم واحد تقضيه في أستراليا , وغدا تكون في طريق العودة.

غدا... تناولت حقيبة الزينة ومنشفة وتوجهت الى الحمام لتأخذ حماما كالعادة , فهي لا تريد أن تفكر بالمستقبل , أذ لديها كل الوقت للتفكير فيه خلال الأيام الطويلة الحزينة التي تنتظرها.

وكانت قد أنتهت من تناول فطور الصباح عندما وصل جوناثان , وهو يرتدي بذلة فاتحة اللون , شعره الأسود المشعث يلمع تحت وهج النهار , وقبل أن يتسنى لتامي أن تفعل أي شيء , كان قد أخذها بين ذراعيه , فأبتسم السيد هامتون أبتسامة متسامحة.
" هل أنت حاضرة , يا حبيبتي؟".

هزت رأسها وأخذت سترتها وحقيبة يدها وألتفتت صوب السيد هامتون :
" الى المساء , وشكرا للسماح لي بأخذ يوم عطلة".
" تمتعي بوقتك يا صغيرة, أتمنى لك كل السعادة".

توجهت الى السيارة متأبطة ذراع جوناثان , وبعد قليل, لاحظ جوناثان أن تامي مسترسلة في أفكارها , فسألها:
" ما بك يا حبيبتي؟ تبدين حزينة؟".
أبتسمت وقالت:
" لن أرتاح قبل أن أصبح في أنكلترا".

قطب حاجبيه وسألها:
" هل تتعذبين الى هذا الحد؟".
" طبعا لا! لقد عشت تجربة رائعة , لكنني أشعر بحنين الى الوطن , أعتقد أنني أنكليزية متعصبة".

ضحك وضغط على يدها وقال:
" غدا ,في مثل هذا الوقت , نكون في طريق العودة".
تطلعت تامي الى المنظر الذي يمر أمام عينيها , حقول القمح تشبه البساط المذهب , والنسيم الخفيف يحني قليلا سنابل القمح .
ولما وصلا الى مزرعة الماشية كانت الشمس في أوج أشراقها , وضعت تامي قبعتها القش وكذلك جوناثان الذي ساعد تامي على النزول من السيارة وتأبط ذراعها في الطريق المؤدي الى المزرعة.

أنفتح باب المستودع وجاء رجل لأستقبالهما , وراح يصافحهما مادا يده وقائلا:
" صباخ الخير يا سيد جوناثان درو , أنني أدعى جيم ديلي , صباح الخير يا آنسة , أتفضلان أحتساء الشاي أو ألقاء نظرة الى الماشية أولا؟".

سأل جوناثان تامي:
" هل تشعرين بعطش يا حبيبتي؟".
" كلا , شكرا".

فقال جوناثان:
"سوف نشرب شيئا باردا بعد جولتنا , أليس كذلك؟ يا سيد ديلي؟".
" حسنا , من هنا آنسة...".

فأكمل جوناثان :
" دانتون , دلنا الى الطريق ونحن نتبعك".
المزرعة كناية عن أسطبل واسع في داخله مختلف أنواع الحيوانات الصغيرة والكبيرة , أنها تشبه حديقة حيوانات , هناك أسطبل للبقر والعجول والخراف , وهناك الأرانب والدجاج والبط والوز , ألوف أطنان الحليب تتحول يوميا الى أجبان من مختلف الأنواع تصدر الى جميع أقطار المعمورة , لم يتسنى لجوناثان وتامي أن يزورا المزرعة بكاملها أذ أن مساحتها تفوق ملايين الهكتارات , وأعلن جوناثان أنه راض تماما عما شاهد , وأنه أذا ضمن المزرعة سوف يدخل اليها آليات ضخمة حديثة تعطي أنتاجا أكبر وأسرع , كما ينوي تأسيس مشروع اللحوم المعلبة , كان الحر يزداد مع قدوم الظهيرة , وبدت تامي مرهقة من شدة الرطوبة فأقترحت على جوناثان العودة لأحتساء بعض الشراب , فوافق على ذلك.

دليلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن