3 - مداهمة الفرص!

6.8K 192 26
                                    

انتهت المحاضرة لتردف هند بنبرة الإستغراب:
- تعرفي الدكتور الجديد منين ؟
ردت ليلي بشئ من اللامبالاة:
- دا أحمد ابن عمتي .
طالعتها هند ببلاهة و فاه مفتوح لتردف ليلي و هى تضحك:
- ايوة.
- يا بنت المحظوظة أكيد بقا ضامنة التقدير.
" مش للدرجة دي، هسقطك بكرة عشان مجتيش تسلمي عليا "
كان ذاك صوت أحمد الذي هتف بتلك الجملة من ورائهم لتلتفت ليلي و هى تقترب منه، مدت يدها تصافحه مرددة:
- معلش يا أحمد بقا، كنت جاية أسلم عليك دلوقتى، بس ملقتكش.
ضحك أحمد مردد:
- عادي ولا يهمك.
و من ثم وجه نظره للفتاه الأخرى التي تقف بجانبها، كانت ملامحها جميلة للغاية، بلون عيونها البنية و الشعر المسترسل و الحمرة التي غزت وجهها و لكن بالرغم من ذاك تعجب لتلك الأثار التي على وجهها، هل يعقل أن يفعل أحدهم شئ بتلك الفتاة؟
نكزته ليلي باترة شروده فى هند:
- هتأخدها صورة 4 × 6 ولا أيه؟
طالعها بحرج و هو يعبث فى شعره مردد:
- هو أنا مكشوف أوي.
ضحكت ليلي بسخرية و هى ترحل:
- سلام يا دكتور خلينا نتقابل بعدين.
انهت جملتها بغمزة و هى تسحب هند الشاردة.
ظل أحمد شاردا بتلك الفتاة الغريبة ليفيق من شروده و هو يتتبع ليلي مردد:
- ليلي؟
التفتت له و معالم التعجب تغزوها:
- خير يا أحمد.
- موضوع الورث؟
هتف بها ببعض من الخفوت لتطالعه ليلي بملل:
- اهوة دة بقا مش مكان نتكلم فيه ولا أي؟
- تعالي أوصلك و بعد كدة نتكلم.
- و هند؟
هتفت بها و هى تتدعي البراءة و لكنه يعلم أنها بدأت فى وضع أهدافها و هى تحاول أن نحدد مصير صديقتها و بالرغم من ذلك أدعى الغباء و هو يقول بنفس البراءة:
- مالها؟
عقدت يداها أمامها و هى تردد:
- هتوصلها.
قلب عيناه بملل:
- طيب، بس الهانم ترضى علينا.
أدعت التفكير و وجهت عيناها على هند:
- هند تعالي أقولك؟
فى تلك اللحظة تملك حصار الذكريات عقل هند بكل ما فعله بها والدها حتى أصابها الخمول، شعرت بأن العالم بأسرها يكرهها و لا يريدها، تتذكر والدتها التاركة لها منذ نعومة أظافرها و تجهل حقيقة كيف كانت ستعاملها؟ و أين هى؟ أحية كانت أم أنها فى نعيم الأخرة؟
شعرت الدنيا تضيق بها كلما تذكرت تلك الذكريات الكارثية، طفولتها لم تداهم الفرصة الواحد للحظة من السعادة.
أفات بإرتجاف على يد ليلى و هى تقول بخوف:
- مالك؟
حركت رأسها بطمئنة و أكتفت برسم أبتسامة غير مكتملة على ملامحها، بينما لاحظ أحمد شرودها و تلك العبرة التى فرت من عيناها، و لكن بالرغم من كل ذاك تملكه شعور المسئولية تجاهها و أنها تحمل سحر عربي بدأ يأسره، لم يلتقى فى حياته فتاة بمثل تلك السحر بالرغم من بساطة عيناها و بشرتها الخملية و شعرها العادي المسترسل و لكنه جذب لها، يبدو أنه سيدخل فى دوامة العشق و يبدو أن قصتة بدأت من جديد.
تقدم و هو يبتسم لهم:
- اتفضلوا يلا هوصلكم.
اعترضت هند فى اليداية و لكن ليلى اقتنعتها بطريقتها المعتادة فمن عرف ليلى عرف أنها تستطيع الإيقاع بالأشخاص بكل سهولة.
داهم هند تلك الدوخة التى باتت تتكرر منذ فترة، و لكنها تجاهلتها بينما هتفت ليلى بكل مرح:
- و بعدين بقا يا ستي قومت وقعت القهوة على قميصه و شكله كان مسخرة أصل القميص شكله غالي.
وضعت هند يداها و على رأسها و لكن تلك المرة قررت أن تترك نفسها للهدوء و السكينة فقد أنهكتها الحياة و قد أوقعتها فى متاهة لم تستطع الخروج منها تلك المرة!

وصية واجبة التنفيذ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن