حكاية شعب

267 4 2
                                    

حكاية شعب

صباح يوم الاحد في اليوم الخامس عشر من شهر آيار لعام  2010 , كأي ام تودع ابنائها قبل ذهابهم للمدرسة  , في ذلك اليوم لم يكن وداعا عاديا بل كان وداعها لابنائها كأنها لن تراهم بعد اليوم و كأنها احست ان شيء ما سيحدث , هل يذكركم هذا التاريخ بشيء ؟ نعم انها ذكرى النكبة , ربما كانت خائفة لهذا السبب ,, فبعد انا عانقتهم بحرارة قالت : لا تتأخرو في العودة للبيت لا تدعوني اقلق عليكم . كان لديها 4 ابناء اكبرهم لينا التي كانت في الخامسة عشر من عمرها , كانت اكبر اخوتها لذلك ; كانت مسؤولة عنهم . و كان علي في الثالثة عشرة من عمره كان متمردا لا يحب ان يحكمه احد و ان يصدر له الاوامر و كان وطنيا جدا كان يحلم ان يموت دفاعا عن ارضه فهل سيتحقق حلمه ؟ و الثالث هو رامي كان في الصف الثاني و كان يرافقهم  الى المدرسة لان مدرسته تقع بالقرب من مدرسة شقيقيه.  و الصغيرة هي ندى كانت في الثالثة من عمرها لم تكن تذهب الى اي حضانة لان وضعهم المادي لا يسمح بذلك ..

ذهب ثلاثتهم الى المدرسة سويا,  يمرون بحاجزاسرائيلي ككل يوم , يتعرضون للذل و الاهانة,  حيث يعاملون كالغرباء في وطنهم المغتصب, و بعد انا اجتازو الحاجز قال لهم علي : اذهبو انتم لقد تأخرت لدي حصص اضافية سأسلك طريق مختصر , فذهب وحده و اكمل كل من لينا و رامي طريقهم سيرا الى المدرسة , فاختبأ علي و انتظرهم  الى ان ذهبوا فقد كان يخطط لجمع اصدقاءه و احياء ذكرى النكبة على طريقتهم, و بالفعل ذهب و جمع اصدقاءه .

 انها الساعة العاشرة الحصة الثالثة على وشك ان تبدأ  , و رامي ما يزال مفقودا لم يره احد في المدرسة و كانت اخته تبحث عنه في كل مكان ولكن لا أثر لعلي , فأين ذهب ؟

قامت ادارة المدرسة باستدعاء والده و اخباره عن اختفاء ابنه بدأ كل من رامي و لينا بالبكاء , تعرفون ما تاريخ اليوم , فماذا سيخطر في بالكم في ذلك التاريخ اختفاء طفل في الثالثة عشرة من عمره هل استهدفه الجيش الاسرائيلي ام ما الذي حصل ؟ لم يحتمل الاب رؤية طفليه يبكيان فضمهما و همس : لا تقلقوا سأجده اينما كان .

خرج الاب بحثا عن ابنه و اذ به يرى ابنه يعتقل من قوات الاحتلال قام الاب سريعا بايقافهم , و قال لهم : ماذا تريدون من طفلي ؟ انتم لستم بشر ! تتهجمون على طفل صغير فتقدم الضابط و قال له : الا تعلم ماذا كان يحاول ان يفعل ابنك ؟ سأجيبك , كان يقوم باشعال الناس للتمرد و القيام بمظاهرة لذكرى قيام دولة اسرائيل الموجودة شئتم ام ابيتم .

لم ارى شخصا يعتقل بتهمة حبه لوطنه او شجاعته هكذا كان رد الاب .

رد الضابط : هذا يسمى بالعصيان المدني ان لم تكن تفهم بالقوانين فأنا اخبرك الان !

اقترب الاب و همس للضابط ستندم اترك ابني الأن وفورا والا ..!

و الا ماذا ؟ اجاب الضابط 

و الا سترى شيئا لن يعجبك ....

هااا لن يعجبني ...... 

فاشار للجندي الذي كان يقف مقابل الطفل المعتقل بالتصويب على الطفل تخرج الرصاصة من سلاح القذر باتجاه رأس الطفل لم يستطع الطفل الهرب او التحرك فقد اغمضو عينيه حتى لا يرى ماذا سيحدث و ما هي جزاته وقع الطفل على الارض و الدم يسيل من رأسه كان مشهدا مؤلما للغايه انهار الاب و بدأ بالبكاء .

لماذا ؟ لم يستطع حماية طفله من الموت على يد حثالة الناس و سقاطة الشعوب قتل ابنه امام عينيه . 

ذهب شهيدا الى الجنة تفوح منه رائحة المسك و العنبر ....

لماذا قتل ؟ قتل لانه فلسطيني ؟ ام لانه يدافع عن ارضه ؟ في ذلك اليوم هل كان الشهيد الوحيد ؟ ماذا حصل لامه عندما علمت ان ابنها قد فارقهاا ؟

لم يخيبها احساسها , احست بشيء , عانقته بشدة قبل ذهابه , لكنها لم تكن تعلم ماذا سيحدث

و من المستهدف من ابنائها ,, كل ما احست به هو خوفها على ابنائها في مثل ذلك اليوم المأساوي

تلك لم تكن قصة علي وحده انها قصة شعب بأكمله !

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 08, 2013 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حكاية شعبWhere stories live. Discover now