سلام

18 4 15
                                    

نبضات قلبي تتسارع
وحلقي قد جف
ودموعي تصارع للخروج
وزعت نظراتي على المكان المحيط بي،
احاول
احاول ادراك ما حدث آخر اسوء اربع وعشرين
ساعة في حياتي..

أحاول معرفة ماذا فعلت وأي جريمة اقترفت
لأنقل لمركز يموت فيه المتهمون بحالتي البراءة أو الذنب
ان تموت بجلطة إثر الصدمات قبل نقلك للسجن
أو أن أموت متعفنة بالسجن وحيدة بين جدران موحشة مظلمة... تظنها هشة لانتهاك الرطوبة و العفن لحرمتها و لكنها اصلب من أي كائن يحشر فيها 

ك

ل شيء حدث بسرعة وانا أقف كبلهاء ارمش واتنفس ، أضع يدي على صدري لامنع قلبي المرتعب من الهرب...

كل شيء حدث بسرعة رهيبة جاعلا مني جالسة على كرسي خشبي مهترئ دلّ ع عدد المتهمين الذين اجلسوا عليه قبلي

أمامي شخص لا يلبث حتى يطلق مسمى "مشتبه به"
مشتبه به بماذا؟
ماذا فعلت؟
قطع خيط تفكيري قول "المحقق" :آنسة سلام انتِ
وحسب أقوال الناس حول موقع الجريمة
كنت آخر شخص شاهد على جريمة قتل السيد غمار "

صمت قليلا ليأخذ نفسا طويلا
ويتنهد محاولا تخفيف هول الصدمة
:" لذلك إذ لم تدلي بأقوالك كاملة وبصدق عن الجريمة لن استطيع مساعدتك وسيحكم عليكِ بالسجن المؤبد"

داهمتني دوامة من الأفكار و اخترقت خفايا من عقلي لم ادرك وجودها بينما افكر واكرر آخر وأصعب كلماته و جسدي المرهق يتمايل للإمام و الخلف في حركة تشبه دمية الطائر الشارب

سجن مؤبد... سجن مؤبد... جريمة.. مشتبه به... سجن..

صرخت بعد تفكير كأن عقلي كان مفصولا عن الحياة والآن عاد
" ماذاا؟؟ اتمزح معي؟ "

أبيت التصديق أن ينتهي بي المطاف هنا

انا لا يمكن أن أؤذي نملة حتى وانت تتهمني بقتل انسان

أكملت بعد أن أبت دموعي البقاء في سجنها الركيك
" أنا يستحيل أن اقتله هو بمثابة ابي هو.. هو.. هو"
شهقة خرجت تمنعني عن إخراج ما بقى من كلمات
حاجز سميك ارتد فاغلق بلعومي
يخيرني بين التنفس و الكلام
فاختار التنفس بلا وعي و لا إرادة مني

عبرت عن مكانة السيد غمار
دموعي رافقت شهقاتي الداوية في مركز الشرطة بينما الأنظار اتجهت لي

منها الشفقة بكونهم يظنون إني بريئة ليس لمعرفتهم السابقة بطيبتي أو شخصيتي بل لكونهم قد ظلموا قبلي...
ومنها الشماتة بكونهم اعتبروني قاتلة و صدر حكم قضائهم دون أدلة وانتهى الأمر،

حُكِمَ علينا... بالجنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن