آليسيا

1.3K 94 154
                                    

المملكة التي طالما اشتهرت بازدهارها و جمالها اضحت اليوم عبارة عن ساحة حرب دموية ، لا يوجد بقعة لم تغطى بجثث القتلى الهامدة ، حتى البيوت حرقت بنسائها و اطفالها ، الارض سقيت بدماءهم !

بينما كانت القلعة الملكية التي كانت في اوج استعداداتها لاستقبال ضيوف زواج اميرتهم الوحيدة و الغالية اصبحت مجزرة مفجعة ، قتل الملك و الملكة و الامير حتى عريس اليوم الذي كان ينتظر عروسه بفارغ الحب و الصبر بينما يغمره التوتر و الحماس ..

الخدم و الحراس لم يكونوا استثناءً ، الاستثناء كان أميرة بورڤيس الوحيدة !

فقد خرجت منذ الصباح الباكر لجمع زهور باقة زفافها من الغابة البعيدة ، وما عادت الا لترى جثث كل من تحبهم مجدلة و رؤوسهم معلقة على الأبواب القصر ...

تناثرت زهورها على الارض بينما سقطت بعنف على الأرض و صبغ ثوبها الأبيض بدماءهم في حين انها بدأت تصفع وجهها بجزع و تصيح و تصرخ ..

نهضت و وقفت بصعوبة امام رأس والدها و مدت يديها لتلمس وجنته المترهلة أثر كبر سنة بعناية بينما تنهمر الدموع من عينيها دون توقف ..

"والدي ارجوك ساعدني و انهض ، ارجوك انهض! ارجوك انهض .. والدي انهض ، ارجوك انهض والدي ! والدي .. لأكن فدائًا لك انهض ، والدي !" سقطت ارضا بفتجاع و بقيت يداها تمسح على وجهه و تصيح و تصرخ مخرجة مع كل صرخة آلامها ...

.....................................................
~في مكان آخر ~

" هل انتهى الرجال من عملهم؟!" قال الرجل الملثم وهو يعبث بقدح النبيذ بين اصابع يده و يحمل سكينا مخفية في يده الاخرى منتظرا اجابة الخادم أمامه...

"اجل سيدي ، بخلاف الأميرة بوريڤس الجميع اموات ولا احد يعلم انك السبب وراء تلك المذبحة سواي !" انحنى الخادم باحترام للرجل الملثم و لم يكد ليرفع رأسه حتى قطع نحره بالسكين ..

" ولن يعلم اي احد ، و الآن ما الذي ستفعلينه أميرة ؟!" مسح الرجل الملثم سكينه من دماء الخادم و زينة ابتسامة خبيثة مستمتعة وجهه ...

لقد بدأت اللعبة !

......................................................
~القصر الامبراطوري ~

في غرفة ملكية فاخرة و كل ما فيها يدل على بذخ و ثراء صاحبها ، توسط جسد الأميرة بروڤيس الفراش الوثير بينما وقف رجل غريب على مقربة من الفراش وهو يراقب توزيع الحراس اسفل القصر ...

استيقظت الأميرة بورڤيس بخفة و حذر بعد ان ادركت موقعها و التقطت الكأس الزجاجي على المنضدة و استعدت لضرب رأس الرجل به بكل تركيز ..

"انصحك بإفلات الكأس ، ايتها الأميرة آليسيا جيفري دي بورڤيس ! " قال الرجل الغريب بعد ان التفت اليها بعناية و ابتسامة هادئة تعتلي محياه ...
"الأمير لورانس ايدين دي فونستين ، هل الأمبراطور من فعلها ؟ " احتقن وجه آليسيا بالدماء حتى بانت عروق جبينها ..

الأمبراطور مهووس بي / حيث تعيش القصص. اكتشف الآن