ضمت رأسها بين قدميها تحاول احتظان نفسها عندها رن هاتفها إحدى زميلاتها تهنئها بترقيتها في عملها
وان المدير سعيد بذلك وستعلق صورتها كأفضل موظفة في الفندق هاهو حلمها قد تحقق أرادت حقا الركض إلى لبنى ومعانقتها كالسابق لولا طمعها بشيء لم يكن لها
كم تمنت لو أن لبنى صرخت في وجهها لو انتقدتها لو اسمعتهت كلاما جارحاً لكان أراحها من تأنيب الضمير لكن لبنى
اكتفت بالصمت الأمر الذي جعلها تبدو اسوء
ذلك الشعور جعلها تمسك هاتفها و ترسل رسالة الى هاتف يمان
يمان اريد لقاءك هناك امر عليك معرفته قابلني غدا
قرأ يمان الرسالة ورد عليها على الفور
حسنا سأقابك في الفندق الذي تعملين فيه.
في اليوم التالي
يفكر وهو يقود سيارته كيف سينهي علاقته بصديقة طفولته ليستبدلها بموظفته كانت هذه الدوامة تدور في رأسه منذ فترة لم يعرف ماذا يفعل واي شخص عليه أن يختار وعندما تعب عقله تولى قلبه أمر الاختيار
وهاهو الان ينتظر تينا عند بوابة الفندق ليعتذر منها ظناً منه انها صديقة طفولته لبنى
كان يحس بالألم لما سيقوله لها كيف سيبدأ الموضوع
يجوب المكان ذهابا وإيابا وهو يقنع نفسه بأن عليه مواجهة الأمر وهذا أمر طبيعي ان يتغير الإنسان ومشاعره عما كان عليه في طفولته
وبينما هو ينتظرها لفتت انتباهه صورة معلقة لها
كأفضل موظفة في الشهر ولكن كانت الصدمة بالاسم فلم يكتب
لبنى وإنما تينا استغرب لما قرأه
وعندما قدمت تينا كان الأوان قد فات فقد رأى يمان الحقيقة بعينيه
صدم يمان وهو ينظر إلى الصورة تارة والى تينا
تارة أخرى يريد أن يعي الأمر لم تنبس تينا بأي كلمة
يمان
من انتِ؟ واين لبنى؟
صمتت تينا وهي مطئطة الراس
يمان بصراخ
هل انت مخادعة هل كنت مخدوع بكِ؟
عندها رفعت رأسها واجابت
كلا يا يمان انا صديقة لبنى وهي من طلبت مني فعل ذلك
إذن أين هي لما لم تظهر امامي لما لم تقابلني؟
عندها أجابت تينا ودموعها في عينيها
لقد قابلتها يا يمان وانتَ تراها كل يوم
وهنا يمان تذكر لبنى موظفته
هل هي التي تعمل لدي في الشركة؟ اجيبيني؟
تينا :
أجل هي لبنى نفسها
وضع يمان يديه على راسه وهويقول كيف لم اعرفها
لقد كانت أمامي منذ البداية
غادر يمان مسرعا وهو يحاول الوصول
إلى لبنى
كان الجو ماطرا والظلام قد حل ولم يبالي حتى
وهنا تذكر لقائه الأول بها وكيف كانت معاملته لها
يلوم بنفسه كيف لم يعرفها
حركاتها تصرفاتها كلامها كله يدل على أنها هي لبنى صديقته
عاد إلى الشركة يبحث عنها لم يجدها ومن أنفعاله ظن الجميع أنه غاضب منها مرة الأخرى
أخبرته إحدى الموظفات بأنها ذهبت للقاء إحدى الكاتبات بعد أن وكل إليها عمود القصص القصيرة في المجلة لكنها لم تعد حتى الآن وهي لاتجيب على هاتفها الأمر.
لم يتحمل الانتظار اخذ العنوان وقاد سيارته إلى هناك لم يبالي وهو يقود ولم يلاحظ الأمطار الغزيرة
ولا الحادث المروري الذي أمامه استمر في القيادة نسي كل شيء عداها
كان خوفه الوحيد هو فقدانها
كانت لبنى قد أنهت مقابلتها مع تلك الكاتبة ولكن عودتها أصبحت شبه مستحيلة لاسيما في تلك الأجواء الماطرة فبعد أن استقلت آخر سيارة أجرة قد تمر على طريقها تعطل المحرك بعد أن سقط جذع شحرة عليها جراء إحدى الصواعق
نزلت من السيارة وأكملت طريقها مشيا لترى سيارة سوداء قادمة نحوها فتنظر وترى يمان ينزل منها راكضا
جاء إليها وضمها بين ذراعيه وهو يقول اسف يا صديقتي لأني لم أعرفكِ
عندها علمت بأنه قد علم بالحقيقة وان تينا قد أخبرته بها...........
أنت تقرأ
الجمال الداخلي
Acakلم تكن تحب ذاتها لقباحة شكلها لم يكن يحب شكلها بل أحب ذاتها لم ترى في عينيها سوى الذبول لم يرى ذبول عينيها بل رأها حديقه زهور