"محمد احكي لي مالذي حدث"
"من اين ابدء؟ "
"من البدايه اريدها من الالف الى الياء" قالت بحماس مفرط وهيا تفتح يداها
لتفيض اهليل السعادة من عيناي ويغرد قلبي نابضا "هل انت طفله اجلسي و اسمعيني "
"انا محمد "
"بت اعرف هذا،'جديد "
"اسمعيني يازوجتي المشاكسه"
" هيا اسرع واكمل قبل انا ادغدغك واجعلك تصرخ "
" طفلة"
" لست كذلك "
" كنت طفلة عندما التقيتك وستبقي كذلك"
"كنت في ١٥ سنة من عمري وانا اكبر اخوتي الاربعة، كنا خمسة اطفال وامي المريضة، ابي كان انسان سيء لم يكن يهتم لامرنا، ولا نراه ابدا، فجدي طرده من منزله قبل ان توافيه المنية ، ونبقى وحيدين دون معيل لنا، جدي كان انسان طيب مؤمن بالله زرع بي الخصل الكريمة، التي لم يستطع زرعها بأبي، فكان ابي الشوكة التي انجبتها الوردة، كنت اصلي وأقرأ ماتيسر لي من القرآن وايات الشفاء على امي، حاولت ان اجد عمل، ووجدت عمل لدى حداد يدعى جعفر كان عجوز ويحتاج لشخص قوي وانا كنت لقمه سهلة ورخيصة، عملت لديه لمدة أسبوع وجاء موعد استلام اجرتي لكنه صرخ بوجهي وناداني بابن سكير، واتهمني بالباطل، باني قد كنت اكل من امواله واني لا استحق اجرتي فقد اخذت ضعفها،
نعومة ظفري وحداثة سني لم تشفع لي وتسعفني، توال يوم بعد يوم، وبدأ المنزل يخلو من حبه عدس تسند جوعنا، حاولت بيع بعض الخشب الذي قد جمعته لم يكن ليكفي ثمن للعدس و الخبز، ام العدس او الخبز
تشاورت انا واخوتي:
اختي الكبرى التي تصغرني ١٠ اشهر اختارت عدس مثلي واخي الاصغر والاوسط اختارو الخبز، صغار اجزم انهم سقمو مرارة العدس وارادوا خبزا، بقي اختي الصغيره، التي هي اصغرنا جميعا، نظرنا لها باستفهام، لتنطق "عدس وخبز"لا ليس هذا قلت في نفسي، انحنت اختي لتكلمها"لكن يجب ان نختار شيء واحد فقط لكي تبقي جميله ولا تصبحي بدينه" "لا عدس وخبز" "لكن ليس لدين.."
قطعت كلمات اختي اليائسة لاقول لها "اعدك ساحضرهم انتظريني"كنت اعلم بانه لا يجب علي فعل هذا، وماكان علي الاقدام عليه، لكني فعلته، منزل متوسط، دافئ، بسيط، يحمل كل شيء حلمت به:عائلة، حب، صحة، طعام.
تسلقت السياج ومن ثم نافذة كانت مرتفعة، لكن وقتها ما كان من شيء يمنعني ويجعلني اتراجع، الاهي سامحني، كنت بالمطبخ، ملئت ثيابي، لكن روحي تزعزعت وانا اذكر ما قد جبلت عليه وعرفته من الحق، السرقه خطىء اعرف لكن،
اعدت ما قد ملئت بهم ثيابي، تعلقت عيناي بقطعة خبز اردتها بشدة، هممت باخذها والذهاب، الى اين ذاهب يا فتى، عينان كسواد ليلة صافية وقمر بمنتصف السماء، تلئلئت ضاحكة "يمكنك اخذها ولكن هناك ثمن"
"ماهو؟" قلت متسائلا كيف لطفلة تصغرني بثلاث سنوات او اكثر ربما، ليست خائفه من شخص غريب يقف في مطبخ بيتها ليلا
"اولا ما اسمك"
"محمد"
"وانا مريم" مدت يدها لتصافحني ثم سحبتها بسرعه
"اوه نسيت انا كبيرة اصبحت بالعشرة وابي قال الا اصافح الذكور لانني كبرت والله تعالى امر بهذا"
"نعم ابيكي محق، يبدو جيد"
"بطبع وامي ايضا تقول هذا ويحبانني كثيرا"
"انت محظوظة يافتاة كوني طفلة بارا بهم"
"الى اين ذاهب لم تاخذ الخبز"
"انا اسف ما كان علي ان افعل هذا منذ البداية "
" لا انا سوف اعطيك خبز ان قلت لي لما فعلت هذا"
" بقينا نتسامر ونضحك وحكيت لكي كل شيء عني، كانت عيناك السبيل الوحيد لنجاة، فقد كانت تملئ روحي بالامل كل ما ياست من الحياة وكنت تزيديني ايمانا بالله فقد كان فقري وعوزتي هي ما اوصلني للقياك فصدق قوله تعالى ان مع العسر يسرا "
" وكيف لم اذكر عيناك الا الان"
" لانه عندما قد كبرت قد استئنفت لقياك، حتى تصبحي حلالي وزوجتي واصابك الالم جراء فعلتي لتصيبك الحمى "
"او تسعفني ذكراك من جديد؟ "
"ان الله واسع عليم "
" الا تحزن باني نسيتك بثلاثة ايام جراء حمى"
" قد تجلى امر الله وان لله وان اليه راجعون "
" ان مع العسر يسرا يا محمد "
" قلت هذا يا مريم "
" وقت الدغدغه"
" لا توقفي لا هههههه..... "
"كيف لم تخافي وقتها"
" العينان ترجمة الروح"
*****النهاية ******
أنت تقرأ
في قعر الذاكرة
Espiritualشابه تصاب بفقدان لذاكرة وتحاول انشاء رابطه مع الكون بشاعريه وعواطف متاججه بين الغربه والضياع وتزوج بشخص قد استملكها من عينيه شيء من بريق ماضي مفقود مع تكتم الاهل ومساعدة العاشق المجهول بالنسبه لها وزوجها بالوقت نفسه هل كان الحب متوجا بحتميت الضياع...