الفصل الأول والأخير.

634 23 244
                                    


الأرقام في نهاية الفقرات هي دلالات للعودة في نهاية الفصل لمعرفة ماهية شيء مبهم من عالم هاري بوتر لتصبح القصة أوضح وأسهل للفهم! :)

______

قرب البحيرة الكبيرة في أراضي المدرسة الرطبة موشحة الأسطح بخيوط الضباب المنسل من صفحاتها المخضّرة، وعلى طول العشب الندي الداكن المنزلق، كان زوجان من الأحذية يتسابقان دون تنافس، وبوتيرةٍ متباطئة.

صمتٌ غير مزعج، عدا عن هبات الريح التي تحملُ أطراف الأثواب السوداء الطويلة، وحفيف شجرة الصفصاف الناحبة التي سكتت لابتعاد الطلاب عنها وتركت الهواء ليستقر بين أغصانها لوهلة. تموجاتٌ صغيرة لمياه البحيرة الداكنة، وربما إن كنت أقرب لتركت لأذنيك فرصة سماع تحركات مجسات الحبار العملاق في لُجتها المظلمة، منذرًا بوجوده منذ سنواتٍ طوال وموحيًا بأنه غير راحلٍ في أي وقتٍ قريب.

مينهو يضم كفتيه إلى جيبي ثوبه الأسود ذاته منذ السنة الماضية والذي لم يبدله أثناء إجازة الصيف كما فعل أغلب رفاقه، تلقفُ ريح أكتوبر الخفيضة لكن الباردة وجنتيه، ويحاول أن يتظاهر بأنه لا يهتم إن كان أنفه يشع بحمرة طفيفة من تفاعله الدائم مع أي لمساتٍ رقيقة للصقيع.

يشعر بها، الأعين المعلقة بالشعر في مؤخرة عنقه المكشوفة وجانب جسده، ربما هي الأعين الداكنة القريبة، وربما هي عديدة أخرى لا يراها بعيدًا قرب بوابة المدرسة أو من نوافذ مهجع غريفندور المطل على هذا الجانب من الأراضي، تلك التي يتشاطر أصحابها همساتٍ مرافقة للنظرات، بعض التكهنات، وهزات الرأس المشدوهة من منظر السائر والمرافقة له. *(1)

المرافقة، التي تستمر بخلخلة أنامل جافة بين خصلات الشعر المجعد الراقص ناح المساحة الصغيرة لوجهها. ويڤيرلي التي لا يذكر دعوتها عندما خط قدمه تحت السقف الرمادي للسماء ولكن سارعت ببسط قدميها حالًا من جلستها المريبة فوق أحد المساند العملاقة لجانبي الدرج الرخامي للمدخل الهائل. لم يلتقط حتى عينيها عندما رمتها ناحه حالًا من فوق كتاب الجرعات في حضنها عندما رأته، ولكن هذا لم يمنعها من اللحاق به بعد قفزها من مجلسها بطريقة ذكرته بأحد قططه عندما يلمحهن جالسات في مكانٍ لا يتوجب عليهن البقاء فيه، فوق سلة الغسيل القذر كما يعلم أن دونغي تفعل في مهجع سليذرين الآن.

حينها حاول ألا يتنهد، ربما من دونغي ربما من ويڤرلي، هذا غير مؤكد. لكنه كان يسبقها ببضع خطوات قبل أن توازت مسيرتهما عندما أصبحا ينتحيان جوانب البحيرة.

لم تنطلق الكلمات، لم تفعل حتى الآن كما تفعل الرياح المستمرة. لمح غلاف كتاب الجرعات الذي لا تزال تتأبطه بتثاقل، وتمالكت فاهه تكشيرة طفيفة عاجلت بالتطاير كما تفعل غرته الطويلة لتذكره الواجب الذي عليه تسليمه الخميس المقبل ونسي موضوعه حتى. سينقله من أحدٍ ما صباح اليوم المنشود فوق مائدة الإفطار أو يلجأ لطلبه من ويڤرلي بنفسها إن كان مستعدًا لتبرير موقفه لحظتها أو لاحظ استقرار مزاجها حينها بموقفٍ نادر الحدوث.*(2)

Hogsmeade with you.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن