{ تورنتو، كندا- قبل ثلاثة أشهر - }
جلس جاستن علي الأريكة بتعب، ليضع رأسه بين يديه في محاولة فاشلة منه لكي يخفف من ألم رأسه. شعر بأنه سيفقد السيطرة علي نفسه مجددًا، ليهز قدمه اليسري مرارًا وتكرارًا حتىٰ يهدأ. جلست والدته مونيكا بجانبه على الأريكة، تُحاول مساعدة أبنها الوحيد. أقتربت منه ببطء وهى تقول:
«جاستن يجب أن تهدأ، وتستمع لحديث الطبيب. هو فقط ير...»
تغيرت ملامح جاستن للغضب من حديث والدته، ليخرج صوته صارمًا وهو يقول:
«حتىٰ أنتِ تعتقدين أني مجنون.»
حاولت مونيكا الأقتراب منه، لكنه قام بدفعها بقوة تجاه الأريكة، لتسقط متألمة أثر دفعته تلك.
«أنا لن أتناول تلك اللعنة، فأنا لست مجنون. هل تفهمين؟ أنا لست مجنون.»
ظل جاستن يردد تلك الجملة وهو يكسر كل شئ حوله، بينما والدته كانت تصرخ وتبكي خوفًا منه. ظل جسدها يرتجف كونها لا تستطيع إيقافه أو حتىٰ الهرب بعيدًا عنه. بعد لحظاتٍ توقف جاستن ثم رفع رأسه يطالع الغرفة حوله، ليدرك ما حدث للتو. أستقرت عيناه المتعبة أخيرًا تجاه والدته في محاولة منه ليبرر تصرفاته، لكن كان لجسده رأي أخر، فقد سقط على الأرضية مغشيًا عليه -كالعادة-مرت لحظات صامتة لا يتخللها إلا صوت أنفاس مونيكا السريع، أقتربت منه بقلق وهى مازالت تبكي خوفًا من أبنها الوحيد. حاولت رفع جسده ووضعه على الأريكة بصعوبة، لتنجح بعد عدة محاولات. أمسكت هاتفها بيدها المرتجفة لتخبر زوجها بما حدث. أنهت المكالمة لتتجه نحو جاستن وتعانقه بقوة وهى تبكي لحالة أبنها الحزينة. كيف لذلك الشاب المرح أن يتحول ليصبح وحشًا هكذا!
مرت عشر دقائق، ليصل زوجها سريعًا وينصدم من حالة المنزل المزرية، لكنه سرعان ما تمالك أعصابه وأتجه ليحمل جاستن نحو غرفته. قام بوضعه على السرير، ثم وضع عليه أحد الأغطية حينما لاحظ برودة جسده.
«حالته تزداد سوءً يومًا بعد يوم.. يجب أن ننقله لمصحة نفسية كما قال الطبيب، فقريبًا لن نستطيع التعامل معه.»
حمل صوت جيمس الكثير من الشفقة. عقدت مونيكا حاجبيها بغضب قائلة:
«لا جيمس، لن أدع أبني يبقى في مصحة نفسية. هو سيصبح بخير قريبًا.»
أمتلأ وجهه الغضب فجأة وهو يقول:
«لا لن يصبح بخير مونيكا، لقد قام بإيذائكِ وأنا لن أنتظر حتىٰ يفعل أكثر من ذلك. جاستن أصبح يشكل خطرًا علينا جميعًا.»
لم ترد مونيكا فأكمل جيمس:
«جاستن سيذهب لتلك المصحة، ولا مجال للنقاش بهذا الأمر مونيكا.»
خرج جيمس من غرفة جاستن غاضبًا، ولم يترك لمونيكا أي خيارٍ أخر. أقتربت من أبنها لتقبل جبينه بلطف، قبل أن تغادر الغرفة هى الأخرى..بعد ساعاتٍ، أستيقظ جاستن ليطالع سقف غرفته بوجهٍ جامد. أستغرق لحظاتٍ ليدرك ما قام بفعله سابقًا، لقد قام بإيذاء والدته. وضع يده علي رأسه وهو يشعر بحرارة جسده، لكنه لم يأبه لذلك. أستقام من مكانه، يطالع الشرفة ليجد بأنها لم تشرق بعد. أتجه نحو الحمام بصعوبة، عازمًا الرحيل من هنا قبل أن يؤذي شخص أخر. قام بغمر وجهه بالماء البارد، ثم نظر في المرآة يطالع نفسه والتي ما عاد يعرفها الآن..
أنت تقرأ
Luna Café || مقهى لـونـا
Conto«لطالما كان القمر صديقًا جيدًا، فهو دائمًا هنا بجانبك. تستطيع تبادل الحديث معه، وتستطيع أيضًا أن تشاركه أسرارك. فـ إذا شعرت يومًا بالحُزن، مرحبًا بك داخل مقهى لـونـا.» - كانت تلك العبارة تُزين مدخل مقهى لـونـا الشهير داخل أحياء مدينة مانشستر. وهنا ت...