أنا في قصره

14.1K 113 7
                                    

أحمل مذكرتي في منتصف الليل ....
أنتظر بلهفة خلود الجميع للنوم حتى أتمكن براحتي من تخيل حبيبي البعيد عني و الذي لا يعرفني

وقفت بجانب النافذة الواسعة أنحت ملامحه
على القمر ...
و بعناية أدقق في تفاصيله ...
رجل فارع القوام دخل صباحا الى القصر
و رنات حذائه لم تفارق ذاكرتي
اصطفت الخادمات جميعا جنبا الى جنب
مشكلات صفا على اليمين و آخر على الشمال
تاركين الطريق الوسط المزين بالورود له
و دفعتني رئيسة الخدم بعيدا عن ناظره و لا اعرف لماذا!!!
فاختبأت خلف باب بحزن
لكن لحسن الحظ رأيته ماشيا بجانبنا
مطلا بهيبته علينا

ابتعدت عنها قدر المستطاع زاحفة الى ركن آخر
بينما كانت تحدق بإعجاب في سيدي
ألا تخجل من عمرها...انها بمثابة والدته
تلك العجوز الشمطاء!!!
و اختلست النظر اليه
عبر ثقبة من ثقاب الجدران الذي أزاحتني اليه رئيسة الخدم

لقد وجدت به الحق في تلقيبه بملك !!
رجل تغنت به الرجولة بمعنى الكلمة و اخفضت الرؤوس لذكر اسمه
فصنعت منه جسدا مفتول البنية و بشرة انبثقت من رمال الصحراء الذهبية يصاحبها شعر أسود و لحية نزلت الى كامل ذقنه أضفت عليه ميزة الرجل المسيطر عن باقي الرجال ...
كما احاطت بشفتين لهما سحر خاص يجذب العنصر
الأنثوي و لا أنسى طوال عمري عينيه
اههههه لقد حدقت بهما طويلا فانزلقت على الأرض دفعة واحدة كسلة مهملات!!!!

لم تستطع ولا واحدة من تلك التافهات النطق بحرف واحد أمام ناظريه...
رجوت الله أن يبطء مشيته لأراه جيدا
بينما أنا صاعدة فوق دلو فاقدة لتوازني

وقف أمام الجهة التي أحملق بها
و تطلع الى الحقيرة التي تحجب الرؤية عني
شقراء و طويلة القامة كالزرافة
اسمها تسنيم ...
و قد حلفها الحظ لأن السيد العظيم اختارها له
في ليلة العمر....
و هذا ما أجج بداخلي مشاعر اليأس و الإحباط

كم هي محظوظة تلك المدللة الخرقاء!!
رأيت كما من ضحكاتها السخيفة بينما تحدق في وجه الملك معتقدة أنها ملكت النجوم من السماء
بينما هو اكتفى بالنظر اليها فحسب دون الادلال
بأية ردة فعل
ثم هب مغادرا ...و خلفه جنوده يحرسون كل خطوة يخطوها ....

مكثت بمكانها تعيد خصلاتها الصفراء الى خلف أذنها
فانطلقت ضحكات الفتيات و استدرن بصاحبة الحظ
الخادمة رميساء: يا الله شو محظوظة!!!
تسنيم بتكبر: مو شي جديد أنا الاحلى فالقصر و الكل بيحب الشقراوات
الخادمة لطيفة باستنكار: مو كل لي شقرا حلوة ...
قلبت تسنيم عينيها بسخرية: اذا كان هيك ليش ما اختارك انتي
لتتقدم بهيرة رئيسة الخدم و قاطعت حديثهن بصراخها المعتاد: يلا كل واحدة على شغلها و كفوا علا البلا البلا بتوعكن
فطأطأت كل واحدة رأسها لأسفل قاصدة عملها لليوم

عشقت القاصرOù les histoires vivent. Découvrez maintenant