|٣| سأنهض..!

538 92 180
                                    

.
.

علامات الإضطراب لازمت وجهه وهوَ يسير بتوتر واضح ممسكًا بطرف قميص رفيقه من الخلف مغمضًا عينيه بقوّة؛ يحاول إظهار نفسه للعلَن إلى أنه يشعر بالقلق الشديد :«رامي لاداعي للإرتباك لقَد وصلنا!»

فتحَ عينيه بعد تلكَ الكلمات ثم أخرج رأسه من خلف ظهر صديقه ينظر أمامه لتلك الشاشة الشفّافة أمامه والتي كُتِب عليها علامات الإختبارات.

تحوّلت نظراته للسعادة عندما وقع بصره على إسمه الذي كانَ يَعلوا الشاشة، شهق بخفوت تزامنًا مع إبتسامة مروان الواقف بمُحاذاته، وضع يده على رأسه ناطقًا بمرح خفيف :«سَعيدٌ لرويتك في المُستوى الأوّل رامي!»

***
الإبتسامة كانت ملازمة له وهوَ يسير عائدًا للمنزل برفقة مروان :«أتعلم يا مَروان؟ أبي سيفرح كثيرًا! فكم تمنى أن يراني في المرحلة الثانوية»

أجابه مَروان وهوَ يحدق أمامه :«وها أنتَ قد حققتَ حُلمه!»

أومأ الأصغر بسعادة وشدَّ على حزام حقيبته بينما قلبه كان ينبض ببعض الإضطراب رغم سعادته.. عندما لمح المنزل من بعيد أخذ يركض نحوه بسرعة والإبتسامة السعيدة طغت على وجهه، مَروان لحق به حتى لا يقوم بأي تهوّر فهوَ يعرف رامي عند سعادته لا يركز جيّدًا.

فُتِحَ الباب ثمَ خلعَ حذائه بعشوائية وهوَ ينادي أباه، وقف مَروان أمام الباب الخارجي للمنزل وهوَ يراقبه أثناء صعوده عَلى الدرج ثم اتجه نحو المطبخ ليشرب المياه فقد كانَ يشعر بالعطش.

أنهى شربَ الكوب ووضعه على رف المطبخ لتأخذه الآلة وتبدأ بغسله، بعد ذلكَ خرج ليتجه نحوَ مكتب ماهر ولكن...

صرخة رامي هيَ ما فصلته عن واقعه وجعلت عينيه تتوسع، أسرع صاعدًا على الدرج بينما خصله الزرقاء تتطاير خلفه، أنهى آخر دَرَجة فرأى رامي واقفًا أمامَ الباب وهوَ يتراجع بخطواته للخلف حتى لاصقَ الجدار :«رامي! ماذا حدَث؟!»

لم تعد قدما رامي تَحملانه من هَول ما يراه أمامه مما جعلَه ينخفض جالسًا بأعين متسعة ترتَجف، ركض مَروان نحوَه ثم جثى بجواره واضعًا كفيّه على كتفا المنصدم حتى أدارَ رأسَه ببطءٍ ينظر لجانبه.

شهق بقوة وأخذ يرتعش بخفة حينها شعرَ بالدوار الشديد عندما مرت في عقله تلك الذكرى، جسدٌ مُلقى على الأرض بينما طفلٌ صغير يحركه منادياً إياه دون استجابة، النيران تحاوط كلاهما والعينين الزرقاء الندية للطفل انعكست عليها النيران، لينتهي كل شيء بصرخةٍ دوَت منه عندما سقطت تلك الخشبة التي احتضنتها النار على ظهره.

عاد من تلك الذكرى.. كادَ أن يسقط ولكنه تماسك في اللحظة التي أحاطه بها رامي من الخلف يدفن وجهه بظهره حتى لا يرى ما أمامه :«الـ.. السيد ماهر! مات؟»

من المنتصر؟ | مُكتملة. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن