٥-«أنا الميتُ الحَيّ!».

173 25 47
                                    

يَقترب بسرعة قبل أن يفر هدفهُ هاربًا، والآخر مُتسمرٌ بمكانه مِنْ هول الصدمة غير مُصدقٌ لما يراهُ أمامه. لقد قتله بيديه فكيف يعود للحياة !.

فَرَ هاربًا بعيدًا عن المكان والجثة تلحق به، جرى مُلتفًا حول المنزل ليدخل مِنْ الباب الخلفي ويوصده بقوة قبل دخول ذو القلب النابض خلفه. تحركَ مُسرعًا ليتجه للباب الأمامي ويوصده هو الآخر لكن سبقه الجسد بالوصول للباب والدخول للمنزل وانْقضَّ عليه طارحًا إياهُ أرضًا.

صارعَ اليدين المُتيبستين وحاولَ رمي الجسد البارد المستقر فوقه بعيدًا عنه ليولي هاربًا بينما يُجلجل صارخًا بفرعٍ

«أتركني إيها الوغد! لقد قتلتك كيف عدت!»

لم تتغير ملامح وجه الجسد بقيت كما هي حينما فارق الحياة الصدمة تعتليها ومقلتاه ثابتتان كما كانا، مما أثار هذا رعب المطروح أرضًا أكثر، وراحَ يلعن ويشتم زاجرًا الجسد المُستقر فوقه.

تحركت يداه الباردتان ملوثة بياض ثوب الرجل وضغطت بأصابعهما على مكان قلب الرجل تحت محاولات إبعادهما مِنْ قبل المفزوع رعبًا.

«اللعنة عليك مِنْ أي جحيمٍ عُدت! قتلتكَ بيدي! بيدي! ما الذي عاد بك للحياة!».

كانَ يريد أن يحيا فحرمهُ من الحياة والآن عادَ حيًا بجسدٍ ميت، قلبهُ ينبض وجسدهُ ميت، رغبتهُ بالحياة لم تنطفئ حتى بعد موته. لا صوتَ يَصدر مِنْ ذلكَ الجسد غير فرقعة مفاصله المُتيبسة ومُستمر بأنجاز عمله القائم عليه. يزيد ضغط يديه بقوة لتخترق أصابعهُ اللحم وتنغرس بالداخل مُلامسة العظام، وتعلو صرخة مُلتاعة من الرجل وتزداد علوًا مع تمزيق الجَسد لطبقات الجلد واللحم المُغطية منطقة قلبه، ليشرع بعدها بتكسير العظام كاشفًا عن القلب.

سالت الدماء الحارة وملئت الأرض واِصطبغَ جسد الرجل بها واِخْتلط بعضها مع دمائهِ الباردة. سَكنَ الرجل حينَ خارت قواه مع شدة الألم الذي تعرض له وراحَ يأنُ بعمق.

أمسكَ بالسكين المُنغرسة بجسده المُزرق ليسحبها مُخرجًا إياها وينهمر السائل الأحمر البارد على جسد الرجل، ويأخذ بغرسها بمنتصف جسد قاتله لتتدفق الدماء الحارة واقْشعرَّ جسد الرجل كرد فعل على الألم الإضافي الذي تلقاه.

زحفت يداهُ لعند عنق الرجل وتمسك به مُحكمًا قبضتهُ عليه ليبدأ بخنقه بقوة. السيناريو نفسه يُعاد.. ولكن القاتل يُقتل على يد المقتول..
قُتلت نفسٌ الليلة أيضًا، ولكن كانت تستحق القتل؛ فقد حَرمت روحًا مِنْ أن تحيا كما تريد، وحسبت رغبتها تمردًا على سلطتها فأنهت حياتها بغير حق..

أمال الجَسد برأسه لتُحدق عيناه بقلب الرجل المُتوقف عن النبض، أنتظر قليلًا ليتأكد مِنْ عدم عودته للنبض وحدث ما أراده، لم ينبض القلب. كانت هذه مِنْ أسعد اللحظات بالنسبة له، تَحركَ الفَمُ بصعوبة لترتسم على ملامحهُ المصدومة ابتسامة رضى وسعادة بزرت منها أسنانهُ المغطاة بالدماء الباردة..

نزلَ مِنْ فوق جسد الرجل وخطَ بالدماء على الأرضية وبِكُل سعادة بعد أن أخذَ بثأره

«غير نابض! أنا المَيتُ الحَيّ وأنتم الأحياءُ الأموات!».

"النهاية"

°•°•°•°•°
٢٠٢١/٦/٢٦
١١:٤٩ م

وإنتهى عملٌ آخر لي(:
كان مِنْ المفترض أن يكون أول عمل لي مصنف ضمن فئة الرعب هو رواية لا قصة ولكن شاءت الأقدار ونُشرت هذه القصة قبل الرواية التي لا زلت أعمل عليها(":

حسنًا إلى هُنا ينتهي لقائي بكم، مُتمنية أن يكون العمل قد نالَ إعجباكم.

وفضلتُ أن يكونَ خِتامي بفيضان دمائي على أناملي وتلطيخها للصفحات البيضاء خاطةً كلماتها الملتاعة بلونها الأحمر القان

«أنا المَيتُ الحَيّ على أرض الواقع».

marcolionhart

وألقاكم بعملٍ آخرى

دُمتم بخير💙✨

الميت الحَيّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن