مع هوا البحر قصة قصيرة"بطعم الفريسكا" يوسف هندي

"مع هوا البحر"

"مع هوا البحر"
"بطعم الفريسكا"

مازالت أتذكر هذا اليوم جيداً اليوم الذي رأت في عيناي إثنان من الانوار النور الرباني نور الخالق (الشمس) و نورها هي؟ من هي؟

و من أين أبدا هذه القصة؟ هل يجب علي أن اطلق عليها أسطورة الحب الملحمي؟ أم هو حب تلاقي؟ ام هي حرب حب نفسي؟ اياً كان فأنه حبً لم يدوم سوي لساعاتين من الزمن؟ هل قمت باختطافك لقراءة قصتي! أم مازالت تريد كلمات أكثر دقة للانجذاب!!!!!

"الساعة الاولي"

( وائل كان يجلس ممد علي الشاطئ تائه في شكل السماء مع البحر و الهواء النقي ذو النسيم الرائع)

وائل: ياااااه علي شوية الهوا دول

بائع الفريسكا: فريسكااااااااا

وائل: بكام؟

بائع الفريسكا: ببلاش ياباشا

وائل: يادي عزومة المركبية

بائع الفريسكا:٥ جنيه بس

وائل: اتفضل ياسيد هات اتنين

بائع الفريسكا: لامؤاخذة في السؤال ليه اتنين مش واحدة؟

وائل: وانتا مالك ياعم مش يمكن يكون في قمر معدي دلوقتي

(بائع الفريسكا تركه و غادر هذا الجزء من الشاطئ و علي بعد ٢٠٠ متر من مكان وائل رأي هي و نظر إلي وائل نظرة لم يعرف بائع الفريسكا هل هي نظرة فرحة ل وائل ام نظرة حسد ل وائل و غادر قائلاً اكرمنا يارب فريسكاااااااا)

وائل: رواية عظيمة جداً

هي: لوسمحت؟

(وائل يتجاهل السؤال)

هي: انتا لو قاصد تبقي تقيل مش هتعمل كده! مفيش غير انا و انت هنا

وائل: كدابة

هي: أفندم!!!

وائل: ايه مش سامعة! كدابة لإن في سما في بحر في شم......

(في اللحظة ذاتها أدرك هو انها فعلاً كدابة)

وائل: أنتي فعلاً كدابة

هي: ما تلم نفسك يابني انت! انا مش عارفة اصلاً اللي يخليني اجي المكان و هو دايماً فاضي

(وائل بكل أحترام)

وائل: مقصدتش اصل المفروض تبقي شمس واحدة بس؟

هي: علي العموم شكراً علي أسلوبك!

(وائل تحرك خطوة سريعة)

وائل: أقصد إنك الشمس التانية علي الأرض

هي: اه ده انتا ظريف بأه

وائل: لا انا مش ظريف انا وائل

هي: والله

وائل: شكلك يبان عليه إنك ندي؟

(ندي في حيرة و دهشة و إستغراب و إبتسامة بسيطة)

ندي: وده عرفته منين عشان هوا و مياه مالحة و كده ف بقيت ندي

وائل: طالما ابتسمتي يبقي مش هتمشي

ندي: هو بالعافية!

(الساعة التانية)

(ندي تركته و بدأت في التجول علي الشاطئ)

وائل: هتفضلي راحة جاية زي البندول كده!

ندي: كنت فاكراك هتقول فرقع لوز

وائل: فرقع لما يفرقعك

ندي: فيك حاجة جديدة ، حاجة مشفتهاش في حد قبل كده

وائل: و انتي جميلة و انا مدلوق

ندي: مدلوق هههه مش كلمة بلدي شوية غريبة علي حد بياكل فريسكا

وائل: تاكلي فريسكا؟ معايا واحدة زيادة

ندي: هات ياعم، و انتا بأه ايه حكايتك

وائل: حكايتي بسيطة انا وائل مش ظريف ههههههه عندي ٢٨ سنة بدرس في كلية طب جامعة إسكندرية بحب القراية بحب جداً وقعت في حب بنت اسمها ندي و معرفش عنها أي حاجة

(ندي بابتسامة بيسطة كعادتها)

ندي: ليه قولت كده!

وائل: ليه قولت ايه!

ندي: إنك وقعت في حبي

وائل:عشان فعلاً وقعت و قعت في حبك

(صمت ندي عم المكان كله و ماتبقي إلا صىوت البحر مع نور الشمس و نورها و أبتدي وائل يسمع صوت طفل جاي بيجري و بيتمني بكل ما فيه من آمل ان الصوت يقف و الصمت و صىوت البحر و الهوا يرجع تاني)

ماما، ماما!!

ندي: وائل

وائل: بابا وصل من القاهرة

ندي: أمسك إيدي يلا

( ندي قربت من وائل )

انت حبتني عشان شفتني لما خرجت للنور لكن في ضلمتي لما كنت مطفية مفكرتش حتي تسأل لدرجة إنك نسيت إن في البيت اللي علي أول الشط هناك ده بيتي جمبيه بيتك من و انا صغيرة و انا بحبك يا وائل رغم كده انتا مشفتش جمالي لإني كنت مريضة بالسرطان و انا حاولت كتير إني اخد خطوة معاك لكن كل مرة كنت بتبقي ملهي في حاجة جديدة لما عرفت أسمي مكانتش صدفة انتا كنت بتسأل سؤال كدبة عشان تتأكد و لكني جاريتك في الإجابة لأني كنت محتاحة اعرف معني الابتسامة معاك و دوقتها لكنها كانت مرة و اللي ضيع طعمها إبني وائل

ندي: سلام يا وائل

ندي: يلا ياوائل نروح نشوف بابا

(تركت ندي وائل باكية علي أخر فرصة، في حين ظل وائل الذي لم يكن له وجود من الأساس ثابت في مكانه داخل قلب ندي حيث ذهبت ندي مع وائل ابنها إلي المنزل لتستكمل حياتها مودعة حرب الحب النفسية بداخلها)

النهاية.............