الفصل السادس عشر

76 13 0
                                    

الماضى بوابة تقدر انك تفتحها وتعيش فيها و تحبس نفسك مع الذكريات البريئة أو حتى الذكريات على شكل كوابيس . الماضى أخطاء وإنجازات ، فرح وحزن ، فشل ونجاح . كلنا نقدر نعيش عمرنا واحنا ندمانين على أخطاء الماضى . واللى كان ممكن نعمله بس فشلنا أو كسلنا . ونحزن على العمر اللى ضاع ، بس الأخطأ الأكبر انك تبقى سايب عمرك يضيع بين جروح الماضى .
امل بالنسبة ليها الماضى اللى كانت تعرفه مزيف ملوش وجود . ومستعدة أنها تضيع عمرها كله علشان تعرف الماضى الحقيقى . لان الانسان من غير ماضى مالوش مستقبل أو حاضر .

امل اتصلت بعادل : لازم نقابل بعض علشان كل واحد يعرف حقه .
عادل : اه طبعا . الساعة ٤ هتقف عربية عند بيتك اركبى فيها .
قفلت امل التلفون .
روحت البيت و طلعت اوضتها من غير ما تكلم سهام أو تعبرها اصلا و كأنها مش سامعها .
جهزت نفسها واستنت العربية و ركبت . هى مش عايزة تعرف غير الحقيقة مين المجرم ومين الخائن .
بعد ما وصلت نزلت من العربية ودخلت مكان أشبه بالخرابة .

امل دخلت كأنها فى متاهة لحد ما وصلت لمكتب كبير وقاعد على الكرسى بتاعه عادل .
ملامحه كانت كبيرة عن الصورة اللى شافتها مع امها .
أمل كل اللى كان شاغل بالها ايه اللى فى عادل ومكنش فى عبدالله . بس المقارنه هنا مستحيلة قصاد الحب يبقى عادل يكسب .
امل : عايزة أسألك سؤال .
عادل : اتفضلى !
أمل : ليه بابا نصب عليك ؟!
عادل : معرفش ابوكى خاين .....
امل قاطعته : اخرس مين اللى خاين عبدالله ولا عادل ! مين اللى كان بيكلم مرات التانى من وراه ؟!
عادل اتصدم من أن أمل عارفه .
عادل بتوتر : قصدك ايه !!
امل : من الاخر كده انت عارف قصدى ايه .
عادل : طيب هعتبر انى عارف ايه المطلوب ؟!
امل باستحقار : يا بجاحتكم بجد اللى اختشوا ماتوا . عايزة اعرف إجابة سؤالى ؟.
عادل : وانا معرفش حقيقى هو نصب عليا ليه !
امل : يعنى مصمم تكدب ، طيب براحتك خالص لما تعرف يبقى اسالنى عن مكان السلاح والفلوس .
عادل : استنى هقولك ، يوم تسليم البضاعة ، عبدالله اتصل وقالى أن امك هتاجى تحضر التسليم معانا . وانا استغربت واتصلت عليها علشان اسالها ليه ؟!
ردت وقالت إن عبدالله مقلش حاجة ليها وأنهم خارجين بكرا يتفسحوا مش اكتر . وقتها اتاكدنا أنه كشفنا وناوى على الشر .
فعملت حسابى وجهزت رجالتى لاى غدر منه . ويوم التسليم روحت المكان ملقتش فيه حد . اتصلت على عبدالله ما ردش ، اتصلت على احمد . وقالى أن عبدالله مش معاه وأنه طلب منه يجى على العنوان اللى أنا كنت فيه . حاولت اتواصل مع امك معرفتش كانت برضوا مش بترد . اتعصبت بس مكنش قدامى حل غير انى استنى اخرتها . بعد ساعة وصل احمد واتكلمنا فى اللى بيحصل . وجه عبدالله اخيرا . طلع من العربية هو امك مكنش فيه غيرنا احنا الأربعة بس طبعا كنت بخبى رجالتى احتياطى . عبدالله راح بكل صراحة ووجهنا احنا الاتنين . وقالنا أنه عارف كل اللى بينا . طبعا مامتك انهارت و حاولت تقنعه أنه مفيش حاجة لحد ما اعترفت ، قالت بكل شجاعة عادل حبى الاول والاخير . رد عليها بس رده كان قوى جدا عليا اكتر من عليا، قتلها . وانا ساعتها مسكتش رفعت عليه المسدس بس قالى لو موته مش هعرف مكان البضاعة . فرجعت فى كلامى . وبعد كده راح لاحمد ورفع عليه المسدس بس احمد كان ذكى عطاله حنقة هوا ومات ، وخانقت فى احمد أننا كده مش هنعرف مكان البضاعة . فقالى متقلقش بنته أنا عارفها وهى اللى هتوصلنا ليها .
امل : بجد برافووو. عاجبتنى اوى القصة المقرفة دى . انتم ناس زينا عادى عندكم دم وبتحسوا وكده ولا ايه .
عادل : طبعا بنحس وبنتالم وبنحب .
امل باستغراب وضحك هستيري : بتحب !!! حب ايه معلش مش فاهمة انت شوفت حب عمرك اللى هى اصلا خائنة تموت وعادة المهم البضاعة . وأحمد موت ابويا علشان ميموتش بس مات على ايدك وموته بشعة كمان . وخنت شريكك ، وصاحبتى شليتها . انت مش طبيعى أنا شيطان فاهم شيطان ، انت بتإذى كل شخص من ورا السلاح اللى بتبيعه انت وغيرك بس صدقنى فى يوم السلاح ده هيتقلب ضدتك .
ومشت ..
امل اتصلت بعم خالد : أنا جاهزة .
عم خالد : تمام يابنتى ، وانا جاهز تعالى ونمشى .
امل : سلام .
امل روحت البيت واخدت الورق اللى مكتوب فيه الرقم السرى وسابت تلفون العصابة ومشت هى وسهام .
سهام : طيب هنتصرف ازاى وهو اكيد بيراقبنا .
امل : هنروح المول وده احسن مكان نقدر نهرب منهم فيه.
سهام : وبعدين !
امل : هناخد تاكسى وهو هيوصلنا.
سهام : ربنا يستر .
امل : أن شاء الله .
وصلوا المول و راحوا لاى مكان فيه تجمعات ولحد ما طلعوا من الباب خلفى و هربوا وراحوا عند عم خالد .
عم خالد : ازيك يا دكتورة امل .
امل : الحمد لله كله خير .
عم خالد : انتى مريتى بظروف صعبة يابنتى . وان شاء الله فى نهاية الطريق راحة .
امل : الطريق كان طويل اوى عليا ، خايفة من صدمة تانية .
عم خالد : ربنا يقويكى ، توكلى عليه كله رايح مفيش هم بيصاحب حد طول العمر .
أمل تعبت كل واحد ليه طاقة بس حقيقى سبحان الله ربنا عارف انك تقدر تستحمل فبيختبرك ، عكس ناس تانية ممكن ما يستحملوش اى مشكلة من المشاكل اللى بنمر بيها . أمل قلبها اتكسر صدمة بعد صدمة وكل واحدة اكبر من التانية . صدمتها فى أبوها وكمان امها وكمان صاحبها . لما بضيق بضيق اوى بس الفرج هياجى . امل مستنية الفرج ده وعندها ثقة فى ربنا أن الجى هى البداية وان كل ده كان تمهيد .
بعد ما وصلوا .
امل : احنا فى صحراء فين المخزن ؟!
عم خالد : هنمشى شوية بس وهنوصل . ما كنش ينفع الراجل يكمل معانا .
امل : طيب.
المخزن كان عبارة عن كوخ !! امل استغربت جدا .
عم خالد : ادخلى يا بنتى .
امل باستغراب : فين المخزن ، ده كوخ !!
عم خالد : ادخلى بس .
امل : طيب ، يلا يا سهام .
دخلوا الكوخ وعم خالد بدأ يكنس الأرض بايده لحد ما ظهر باب فى الارض و متغطى بكيس علشان الرملة والتراب .
امل بكره : تفكير شياطين !
ودخلت المفتاح اللى كان مع الرمز وفتحت الباب .
ونزلوا من على السلالم . ووصلوا لغرفة مصفحة بالمعدن .
وامل بتكلم سهام وصوت انذار بدأ يشتغل . وهما مش فاهمين السبب . والمكان بدأ يقفل عليهم والخوف سيطر عليهم ، وسمعوا صوت جهاز بيقول يرجى ادخال الرمز .
امل طلعت الورقة بسرعة وقالته ورجعت الاوضة زى ماهى .
سهام : أنا كنت هفطس بجد ايه ده كله .
امل : واضح أنه اشتغل بسبب أن صوتى مش صوت بابا .
سهام : اه ممكن.
عم خالد : هنعمل ايه دلوقتى ؟!
امل : مش عارفه المكان فاضى ومفيش اى باب ، تعالوا ندور على اى دليل .
سهام : بيقى ديما فى الافلام أن الباب الخفى فى الحيطة .
امل : اه صح ، تعالوا ندور فى الحيطان، كل واحد جنب .
سهام : ماشى يلا .
بدأوا يدوروا لحد ما عم خالد اكتشف الباب .
عم خالد : دكتورة امل بصى الحيطة دى لما بخبط عليها بتعمل صوت يعنى أن وراها حاجة .
امل : والله ، طيب تعالوا نحاول نزقه .
سهام : زق ايه بس يابنتى انت مش شايفة الحيطة قد ايه .
امل : يعنى نعمل ايه ؟
سهام : تعالى ندور على مكان لمفتاح او اى حاجة ندخل منها .
امل : طيب ، نحسس بقى لحد ما نوصل لحاجة .
سهام : أمل بصى .
امل : ايه !؟
سهام : فى مكان بصمه هنا .
امل : وهنجيب منين بقى بصمة بابا ؟!
سهام : يمكن بصمتك !
أمل : ازاى ؟!
سهام : هياخدوا من على اى حاجة لمستيها ، سهلة .
امل : طيب هجرب .
امل : ااااااه صباعى !!!
سهام : فى ايه مالك ؟!
امل : فى حاجة طلعت وشكتنى زى الدبوس ، شوفى صباعى بينزف دم .
سهام : مش فاهمة !! بيتاكد من فصيلة دمك ولا ايه .
وفجأة الباب اتفتح....
عم خالد : الباب اتفتح يا امل .
امل : يلا ندخل.
سهام : ايه ده كله !!!
امل : دى فلوس حقيقة دى !!
عم خالد : اكيد تمن دم ناس .
امل بحزن : صح .
امل : والسلاح ده كمان هنعمل فيه ايه !؟
عم خالد : اوعاكى يا امل تسلميه لعادل .
امل : لا طبعا ، أنا هعرف اتصرف ازاى .
امل : سهام بكرا تجيبى عربيات تنقل الفلوس والبضاعة .
سهام : حاضر .
امل : وانا لازم اعمل حاجة تانية ضرورى لان النهاية بكرا .
يتبع ...........






للسلاح شياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن