إقتباس من الرواية

59 2 0
                                    

بارانويا
#قريبا
#إقتباس

▪️▪️💠▪️▪️

في أحد زوايا المنزل كان ذلك الرجل يحاصر ابنته ذات ١٢ ربيعا حاملا حزامه الجلدي، محدقا في جسدها المملوء بآثار الضرب،بعد أن أفرغ فيها نوبة غضبه دون أن يرف له جفن أو يشفع لها رابط الأبوة. اقتربت منه زوجته واضعة كفها على كتفه قائلة: هذا يكفي يا غسان كدت أن تقتلها هذه المرة أنظر إلى الآثار التي خلفتها على ملامحها، أما كان بإمكانك أن تحد من حدة ضربك وتنتبه قليلا؟ ماذا سنخبر مدرسيها اذا اكتشفوا الأمر؟ أنسيت أن رحلتها المدرسية على الأبواب؟
التفت غسان إلى الفتاة وقال: هي ممنوعة من الخروج نهائيا
ثم أردف بصوت مجلجل جعل جسد الفتاة يرتجف وهو يرفع إصبعه في وجهها محذرا : اغربي عن وجهي وإياك أن ألمح خيالك في البيت.
بجسد شبه متهالك وخطى ثقيلة غادرت الفتاة نحو غرفتها ملجئها الوحيد حيث يمكن لعَبَراتِها ان تنال حريتها وترثي نفسها دون اضطهاد أو خوف.
ما إن توارت الفتاة عن الأنظار حتى القى غسان بجسده على الأريكة فاردا ذراعية وهو يقول: حضري لي فنجانا من القهوة ي وداد، ثم تنهد بصوت مسموع وأتبع قائلا بصوت ملؤه الحسرة: لا أعلم ما الذنب الذي ارتكبته ليرزقني الله بطفلة غبية كهذه لا أصدق أنها أحرزت المرتبة الثانية كالعادة ألا يمكنها أن تتفوق على إبنه عمها رنا ولو مرة واحدة؟
ردت عليه وداد من المطبخ وهي تقول: لاصدقك القول يا غسان لقد شفي غليلي بتأديبك لها أعتقد أننا قمنا بتدليلها اكثر من اللازم، في كل مرة تصدر نتيجة الامتحانات تتصل بي لجين لتتفاخر بمعدل ابنتها وترسل الكلام المبطن أن لوسين لا تظاهي ابنتها هي، وضعت صينية القهوة على الطاولة وجلست بجانب غسان تملأ فنجانا له واردفت قائلة: بالإضافة لمنعك لها من الخروج انا سأمنعها من اللعب مع بنات الحي وكذا من مشاهدة التلفاز وسأزيد من معدل ساعات مذاكرتها..
نعم القرار، قالها غسان وهو يمد يده ليأخذ فنجان القهوة من يدي زوجته...

▪️▪️💠▪️▪️

Noucha

بارانوياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن