هِجرآن عِشِق

37 8 3
                                    

أيُمكِنُني أنْ أقتَرِب مِنكَ أكثر؟  ثُمَّ ماذا سَـيحدُث لَو فعَلتُ! سُؤالٌ صدَحَ في رأسيّ كَثيّراً كَـناقوّسٍ يَطرُقُ كُلَما أُفَكِرُ بِكَ

كانَ عليَّ أنْ أتشَبَثُ بِكَ بِحَذَرٍ ،  أنْ أرخو قَبضَتيّ وَ أُقَويّها بينَ الحينِ وَ الحينِ
كانَ عليّ أنّ أحتَضِنُكَ وَإنْ كانَ بِعَينايّ فَما الذي يُرضيّ جَفاءَ الوَصلِ فِي خافِقيّ! 
وَما الذي يُخمِدُ شُعلَةُ الهِيامِ في جَوفيّ!  ثُمَّ مَنْ تأوىٰ إليهِ روحيّ
ألنَبضُ لا رَجاءَ لِسُكونهِ وَ هَوىٰ العَليلُ باتَ بعيدُ اللَثمِ
لَمْ يَكُن هُناكَ ما يَتجَسدُ فيهِ أنينيّ سِوىٰ صَحيفَةٌ كَنَقاءِ عِشقِنا وَ حِبرٌ كَظُلمةِ قَدَرِنا
خابَ اللِقاءُ وَتَعَرجَتْ السُبُلِ
جَناحيَّ.. حَتَّىٰ جَناحيَّ فَقَدتُها حينَ أبتعَدتَ عَنْ ناظِريّ أما يَديّ أصابَها صَقيعٌ بِإفلاتِها عَنْ يَدِكَ

صَريرُ البابِ يَمحَقُ الدَجَنَ في مَهجَعيّ بِنورٍ يتخَلَلُ أجفانيّ الذابِلة كَما هوَ الحالُ مَعَ جَسَديّ ألمَركوم عَلىٰ السَرير
وَضَعَتْ أُميّ الأطباق بِجانِبي وَ هَمَتْ بِالرَحيل لَولا يَديّ ألتي أحكَمَتْ وِثاقَها عَلىٰ رِسغِها
"أُميّ..ما تَفعَلوا بي لَيسَ صَواب..كَيفَ لِـ أبي أنْ يَكونَ بِهذِهِ القَسوةُ معيّ! أرجوكِ دَعينيّ أخرُج مِنْ هُنا أوَلَستِ والِدَتي"
صَوتُها حَمَلَ قَسوةٍ وَ عينَها نَضَحتْ عَطفٍ ثُمَّ أنزَلَتْ كَلِماتِها تَصفَع بِها سَمعيّ "عليكِ أوَلاً أنّ تُدرِكِ أنَّ ما فَعَلتِ كانَ خاطِئ"
نَفَرَتْ يَدَها عَني لِتَرحَل وَ تَوّصِد ألبابَ خَلفَها،
لا أعلَم ما الذَنب الجَسيم ألذي أقتَرَفتَه وَ يتحَدَثونَ عَنْه..
أأصبَحَ الحُبُ ذَنبٌ في هَذآ العالَم! ألَمْ نَكُن نَحيا لِأجلِهِ وَ نَحيا بِهِ!
أنا هُنا مُنذُ إِسبوّعَين لا نَعيمٌ وَلا جَحيمٌ يأوي تَيهيّ، حَدَثَ هَذا بِرُمَتِهِ لأَنَني أحبَبتُ أحَدَهُم مِنْ عَلىٰ بَرامِج ألتَواصُل الأِجتِماعي بِأيّ عَصرٍ نَحنُ!
  كَيفَ لِفَتاةٍ عِشرينية ألرَبيع أنّ تُعامَل كَطِفلة وَ أيُّ حُبٍ يُقَيد بِأعرافِ ألمُجتَمَعِ الغَبية!  لا أستَطيع ألخُروج أو إستِعارَة هَاتِفٍ ما.
حَتىٰ أصدِقائي غَير مَسموح لي بِرؤيَتِهُنّ أشعُر أنَني أختَنِق رويداً رويد بِسَلاسِلٍ هَزَلية تَفعَلُ بي ما فَعَلتْ بِالعاشِقينَ أمثاليّ

__________

لا أعلَم إنْ كانَ ليلاً أم نَهار تَشابَهُ الآمرُ عَليَّ.. كِلاهُما مُظلِمٌ عَلىٰ روحيّ لكِن سُكون الحَي مِنْ الأطفالِ جَعَلَنيّ أُدرِكُ أنَّ ألقَمَرَ  هَوَ سَيّدُ السَماءِ
أخَذتُ خُطايَّ نَحوَ ألباب أُدِيرُ المِقبَض مَراتٍ لا تُحصىٰ وَ أنا عَلىٰ يَقيّنٍ مُنذُ البِداية أنَهُ موّصَد
أسنَدتُ بَدَنيّ عَليهِ أُجَرُ بَعدَها نَحوَ الأرض دونَ رَغبَةٍ مِنيّ أقَع في زَمانٍ وَ مَكانٍ لا أنتَميّ إليهِ
كُلُّ شَيءٍ بيّ كانَ يَصرُخ إلا لِسانيّ أصابَهُ الجُموّد
كانَ شُروديَّ كَفيلاً أنْ يَصنَعَ أحلامَ صَحويّ وَ رُقاديّ نِمتُ أضطَجِع الأرضَ البارِدة بِجَسَدٍ مُلتَهِبُ النيّران.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 14, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصة قصيرة «هِجرآن عِشِق» جيون جونغكوك 𝐽𝑈𝑁𝐺𝐾𝑂𝑂𝐾 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن