يومان..و التقينا

10 2 2
                                    

يتخبط قسرا في اعماق ذلك الثقب..قليل من الألم..ربما ليس ألماً فعليا و لكنه شعور مزعج..بالرغم من ما يلاقي من خوف و جهل؛الا ان عينيه مسرورتان بما يرى..فما حوله فاق المجوهرات بريقا..يقلب نظره يمنة ثم يسرة..حسنا احساس غير مريح على جلده اضافة لانعدام الجاذبية..ثم فجأة..بلا نذير رُمي في بقعة لم يجد لها نظيرا في حياته.
مكان يطغى على جوه الحَمَار..كالغابة قليلا و يتسلل له القليل من الضوء..بدا له من على البعد مخلوق لم يستطع وصفه..ربما انسان..لكن لم يكن انسانا فطوله تعدى المترين..بالاضافة للطين البني الذي عليه بدلا عن الجلد..احس بامكانية اقترابه منه فابتعد بهدوء قدر الامكان يحاول طمأنة قلبه ليستطيع عقله التفكير بعقلانية.
بعد مدة من البحث و محاولة الابتعاد عن هذه المخلوقات استطاع العثور على مكان ليس بأفضل الاماكن و لكن على الاقل يمكن ان يحميه من هؤلاء..كهف في منطقة مرتفعة نوعا ما تغطيه بعض الاشجار الفارعة و التي تحمل بعض الثمار..ربما أمِن من الخطر قليلا و لكن لا يزال يعاني من نقص الموارد فليس لديه ماء و بالطبع لن يستطيع الاعتماد كليا على الفاكهة..يوم يومان بدأ العطش يتمكن منه لولا المياه بداخل الثمار لما استطاع التحمل..يُقال ان الانسان يتحمل العطش لأسبوع كحد اقصى و لكنه هنا يعاني و لم يمر عليه سوى يومين..حاول إشغال نفسه بالتفكير بأمره الغريب لعله ينسى سوء حاله..بدأ بالدخول الى ثنايا ذاكرته ولكن لم يتذكر شيئا لفت انتباهه..حياته كانت عادية بكل ما تحمله الكلمة من معنى..يستيقظ صباحا يذهب لعمله في طريق العودة يدخل المكتبة العامة يمكث هناك بقدر ما يحلو له بحكم عيشه وحيدا فلا احد ينتظره في المنزل..و هكذا نفس الروتين يوميا.
اخذه التفكير الى النوم دون الانتباه و بينما هو نائم احس بصوت تلك المخلوقات يعلو شيئا فشيئا..حاول الا يعيرهم اي اهتمام فبالرغم من انهما كانا يومين فقط و لكنهم خلالها يتقاتلون قرابة الخمسين قتالا دون ملل..هو حقا بدأ يسأم و يريد العودة لحياته الهادئة..فهو لم يعتد على هذه الحياة الصاخبة و المليئة بالخوف..اصواتهم اصبحت عالية حقا و مرعبة..دون ان ترتفع كانت مرعبة فكيف بها الآن و هي بهذا العلو..قرر التحقق من ما يحدث خارجا..و اذا به ينصدم مما يرى امامه..فتاة تحمل قوسا و تهاجم احد الوحوش..فزع و لكن تمالك نفسه و حينما همّ لمساعدتها وجدها قضت عليه..حسنا انصدم قليلا..لا بل كثيرا..لاحظت وجوده لأنه نوعا ما كان بارزا عندما خرج من كهفه..تقدمت بضع خطوات مترددة كذلك حاله..و بينما يتقدمان يتفحص كل منهما الآخر بإمعان..هو يرى فتاة قد تبدو عادية بشعر اسود طويل مربوط،بشرة حنطية جميلة و عيون كالعسل النقي..نوعا ما ملابسها غريبة و لكنها كانت بطريقة ما مألوفة..تبدو كمقاتلة شرسة ايضا..وَاصلا الاقتراب و كل منهما يحمل اسئلة بداخله..من هذا..كيف اتت الى هنا..هل هو بشري مثلي..بداخل كل منهما خوف من الآخر و لكن رغم هذا استمرا..الى ان التقيا..الفير:انت بشرية؟!..جون:بالطبع ماذا تراني؟لكن السؤال هنا هل انت حقا بشري؟و هل تعيش هنا؟..الفير:نعم بشري و لكن لا اعيش هنا..فجأة وجدت نفسي هنا بعد ان كنت في شي كالثقب الاسود و لكنه اكثر اشراقا..جون:لحظة و ما الثقب الاسود؟..الفير:كيف لا تعرفينه و انت بشرية مثلي؟..جون:ستخبرني ام لا؟..الفير:همم حسنا يمكنك اعتباره كحفرة تدخل فيها الاشياء و لا تعود..بعض التفاجؤ يعتري ملامحها فهي لم تسمع بشيء كهذا قبلا مع انها كانت دائما تبذل اقصى جهدها لتنال اكبر قدر من المعرفة عن اي شيء لتستحق منصبها..رغم ان الحذر طبيعة بها؛كانت تتعامل بأريحية معه..ربما لأنها لم تر احدا من بني جنسها منذ شهر تقريبا..

ملاحظات:
"اسم جون يُنطق June مثل شهر يونيو باللغة الانجليزية"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 15, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝓣𝓗𝓔 𝓖𝓞𝓛𝓓𝓔𝓝 𝓣𝓡𝓐𝓟 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن