طائرة مسيرة

122 25 3
                                    

طائرة مسيرة..


و دموع وسمك مشوي

بالقرب من بيجي كنا نستقل سيارتنا متوجهين من بغداد الى

حيث الحاج ابو مهدي المهندس بعد ان اتصل بالشيخ المسعودي

وقال له هذا مكانك الحقيقي معي هنا في السواتر..

كان الشهيد المهندس يلبس كليته من الصوف غطت شيبته

البيضاء بسوادها القاتم..

ووجهه يشبه ارضا هجرتها المياه من زمن فتفطرت شوقا للماء..

ضحك الحاج رغم التعب بوجه الشيخ المسعودي وقال له..

انا اريد لك عبادة العشق الالهي في الجهاد فالخير كله يكمن هنا

في الدفاع المقدس عن الارض والمقدسات

في ذلك المكان كان يتعرض العدو لنا لاننا نحيط به من كل

جانب...

جلسنا باحد مقرات الحشد الامامية وسمعنا صوت انفجار!!...

جاء شخص يركض يبدو انه امر الفوج وقال لنا اخرجوا فورا وعلى

وجه السراة

فالعدو استخدم طائرات صغيرة تحمل قنابل يدوية تسقط على

مقراتنا..

نظر الحاج وقال له اتريدني ان انسحب من طائرة صغيرة تحمل

قنابل.. هذا مستحيل

انشر قناصين الحشد فوق اسطح المقرات

وسنسقطها على الفور.. كل ترسانة داعش لم توقف زحف اولاد

علي وليس طائرة مسيرة

وبالفعل تم نشر القناصين واسقط المجاهدون طائرة صغيرة

تستخدم للتصوير طورها تنظيم داعش لحمل القنابل ورميها..

اجتمع بعدها الشهيد بالمجاهدين وشد من عزيمتهم وامرهم

بالتقدم فجرا نحو السواتر الامامية...

ثم قال قائد الفوج.. حاج العشاء جاهز.

فقال له ابومهدي وماهو عشاءكم؟؟

قال له حاج هنالك موكب جلب لنا سمك ولبن وخضراوات

وخبز حار

فقال له الحاج والشباب على الساتر الذين نحن بقربهم ماذا

ياكلون؟

فقال له حاج لديهم طعام خاص بهم..

فقال الحاج اذن نحمل الطعام الخاص بنا وناكل معهم من

الطعام الخاص بهم..

مابين اصرار والحاح من امر الفوج على البقاء

رفض ابومهدي و دلب ان يذهب الى اخر نقطة للمجاهدين

وياكل معهم.

وبالفعل ذهبنا لاخر نقطة فوجدنا الشباب يصنعون الطعام على

الحطب لعدم وجود طباخ وغاز وكان عشاءهم بيض وطماطة وخبز..

فافترش الارض وقبل المجاهدين في جباههم ومسح التراب عن

ووجوههم وامرهم ان يجلبوا طعامهم فاطعمهم من الطعام الذي

كان معه وهو السمك

واكل من طعامهم الخاص وبدء يطعمهم بيده ويضع الطعام

بافواههم كما يضع الاب الطعام بفم صغاره..

كان هنالك مقاتل صغير السن قال له ثق حاج ان والدي لم يفعل

معي كما فعلت الان

انت ابي يا حاج وانفجر الشاب الصغير باكيا

وسالت منه دموع ازالت التراب عن خديه المتربين وكأن دجله

والفرات شقا وجه الارض..

فقام ابومهدي ومسح دموع الشاب بيده

وقال له انا ابوك وخادمك عزيزي أوليدي انت.

انتم هنا كلكم اولادي..

وانا اجد روحي معلقة بكم وكفوفي تشتاق لروؤسكم الشامخة

التي تشبه السنابل..

فقال له الشاب..

كفك لطالما لامست رأسي ورفعت عني التعب والوجع فارجوك ضع يدك دوما فوق رأسي..

سواء كنت حيا او ميتا!

جمال المهندس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن