الخيمة التي قصفت

75 15 2
                                    

الخيمة التي قصفت
والجريح بسبعة ارواح..
كان مطار تلعفر مظلمآ مثل قلوب الدواعش والمعارك الشرسة
على قدم وساق والهاونات تتساقط مثل اوراق الشجر في فصل
الخريف في يوم عاصف..
وكان هناك اجتماع للقيادات الامنية والقوات التي امسكت
بالارض بعد ساعات من التحرير وسمعنا نبأ
قدوم رئيس الوزراء الى المطار في ذلك اليوم وبعد ساعات اجتمع
بالقيادات..
كان الوضع خطرا اذا وقع صاروخ قاذفة على بعد 1٠٠متر من
الخيمة التي جلسنا بها والتي لا تحمي من الحصى المتطاير..
فضلا عن الرصاص..
قام الشيخ المسعودي من مكانه وهمس باذن الحاج العامري
ان يطلب من رئيس الوزراء المغادرة على الفور لان الوضع لا يتحمل
وكل القيادات العسكرية جالسة في الخيمة..
انصرف رئيس الوزراء على الفور وبقي الشيخ يلح على القيادات
بضرورة المغادرة فورا وكان اول شخص طلب منه ان يغادر هو
الحاج العامري..
فرفض العامري المغادرة رفضا قاطعا حتى يتم ترتيب السواتر
والنقاط والمصدات الترابية..
فذهب الشيخ المسعودي الى اولاد الحاج العامري الذين كانوا
يرافقونه في تلك المعارك..
فقالوا له شيخنا (لا تتعب نفسك ابونا يشتري العركة شراية مادام
كال ما اروح ما يروح)
في هذه الاثناء جاء الحاج المهندس ومعه قائد العمليات
المشتركة بعد ان كانوا في قضاء سنجار
ومع جلوسهم بالخيمة سقط صاروخ على الخيمة
وتناثر الصجم منه بأجساد الاعم الاغلب من المجتمعين
والمهندس يومها لم يهتم للامر اذا وقف وكأن شيئا لم يكن..
ولكن كان هناك جرحى منهم صديقي المصور عمار وسائق
الشيخ المسعودي احمد..
وكذلك الشيخ المرحوم عبدالكريم الخاقاني والحاج شبل الزيدي
والحاج ابو حسام والحاج ابو عبدالله
والاخ محمد رعد في حماية الحاج العامري..
وتم نقل الجرحى على الفور الى المستشفيات الميدانية التي امر
بنشرها الحاج الشهيد ابو مهدي المهندس والتي ساهمت كثيرا
بتقليل الخسائر بارواح المجاهدين وشفاء الجرحى ميدانيا بدل
نقلهم الى بغداد التي كان احيانا يموت الجريح قبل ان يصل بسبب
الوضع الامني الحرج.
كان الشهيد المهندس يتنقل بين الجرحى في كرفانات العلاج
الميدانية في منطقة اسمها عطاسة على ما اتخطر.. ووقف لساعات
طوال
امام احدها لأجراء عملية لاحد المجاهدين الذين اصيبوا ومازحه
قائلا..
ها بووويه الم اقل انك لن تموت لأنك بسبع ارواح
وستدفننا كلنا قبل ان تموت..
ضحك الجريح وهو غارق بالدمع ويرى المهندس فوق رأسه
ويقبل يده..
ويعيد بين اللحظة والاخرى نشيد قلوب المجاهدين الخالد.. ها
بووووويه.. باباتي.. اوليدي..
شلون صرت؟..
صرنا بحال يرثى لها بعد رحيلك يا ابانا!

جمال المهندس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن