تمر األيام ونعلم أن ما فات كان صعب أن ينتهي وكنا نظن أنها نهايتنا،
ولكن عندما فات أدركنا أنها كانت شوكة صغيره في االصبع ألمتنا قليالً،
ولكن في النهاية انتهت
فلماذا يا صديقي تعيش في ألم الماضي حتي اآلن، ونسيت كيف انتهى
البؤس، وخرجت منه بسعاده تمأل القلب، لماذا يا صديقي ال تتذكر لحظات
النصر؟؟؟ لماذا التشاؤم؟؟؟
»المتشائم ال يرى من الحياة سوى ظلها«
لطالما تأملت في هذه العبارة، وتهت وأنا أتجول داخل طياتها
باحثا عن ً
معناها، عبارة قادتني الى طريق التفكير الطويل والمتعب، فكان من
المفترض علي ان أسلك ذلك طريق حتى ولو كلفني األمر عمري بأكمله
لطالما كنت أخمن وأردد بداخلي لماذا هذا التشاؤم بأكمله او باألحرى ماهو
التشاؤم!؟!
هل التشاؤم حالة نفسية نابعة من داخلنا أم نحن من اخترعنا هذا المصطلح
كي نبقى دائماً ممن يفترون على أنفسهم بالكذب، وأن كل شيء نريده
مستحيل أن نصل إليه يوماً، فلماذا كل هذا ألهذه درجة فقدنا األمل
بالحياة؟؟؟
ألهذه الدرجة نسينا ان لنا رب إذا قال لشيء كن فيكون؟؟؟
ألهذة الدرجة تركنا أنفسنا رهينة الليالي المظلمة؟؟؟
ألهذه درجة احتوانا األلم فإستسلمنا للخيبات؟؟؟
لماذا كل هذه الحسرة؟! لماذا كل هذا األلم والوجع، ونحن على يقين أن
الحياة عسر ثم يسر ثم سرور، وأن البحر على طول امتداده و قاعه
العميق لن يقدر على سحب سفينة الى جوفه إال اذا تسلل الماء الى داخلها
فأغرقها، هكذا هو التشاؤم يا صديقي إذا احتل قلبك اهلكك
فال تجعل حياتك تقف عند عتبة تشاؤم، فنحن من نسل محمد صلى الله عليه وسلم الذي ذاق
مرارة األلم عاش حياة البؤس توفي والده وهو صغير لم يره، و ترعرع
عنده جده وهو مازال رضيع لم يكن يعرف معنى الحياة توفيت أمه وهو
في سن السادسة هذا في صغره فقط، ما بالك ما حدث له في شبابه فقدقذف بالحجاره، وخرج من بلدة، وسال الدم منه في الحروب، ومع كل هذا
لم يشتكي ولم يدع الحزن يسيطر عليه بل قال رضيت بقضاء هللا وقدره،
فمن أنت يا بني آدم لتكون كثير الشكوى، فحبيبنا ذو القلب األبيض لم
يوماً يسأم
يا صديقي الدنيا أبكت الحبيب صلى الله عليه وسلم فكيف ال تبكيك
يا صديقي انت موجود في الحياه إذا أنت تستحق الحياة، و الحياه ما هي
إال سلسلة من األفراح تقطعها بعض االحزان فستمتع بالفرح، وتعلم من
الحزن
سر السعادة حسن ظنك بالذي خلق الحياة، وقسم األرزاق لماذا ال تكن
متفائالً على دوام؟!
السعادة ال تحتاج معجزات السعادة والتفاؤل انت من تصنعهم بنفسك
كل ما تحتاجه قلب متسامح ووجه مبتسم وقناعة بالنصيب وثقة تامة باهلل
أكرم نفسك وابقى عزيز الروح حتى وان تألمت ابتسم ومضي في طريقك
و كأن شيئاً لم يحدث وتأكد يا صديقي أن ذلك الخيار الخاطئ الذي تظنه
كان قدرك الذي أراده هللا لك، واخترت أن تسير فيه، وربما ابعدك عن
األسوء بلطف منه سبحانه، وأراد أن يبتليك ويمتحنك فابتسم، وكلما أراد
اضِر بيدك اليمنى على قلبك، وقل له: الحزن زيارتك اثبت فإن ماشاء كان، وما لم يشأ لم يكنAl-Rayes