١٨. في قلب غول

28 3 0
                                    



لم يكن العثور على مدخل النفق صعباً بالنسبة لشاسار ورفاقه اعتماداً على وصف الحاكم.. وبالقدر ذاته كان الوصول لمبنى الحاكم في المدينة بسهولةٍ نسبية.. كان النفق الذي امتد أسفل جزءٍ من المدينة طويلاً تتخلله عدة فتحاتٍ للتهوية موزعةٍ على مسافاتٍ متساوية.. بدا لهم على شيء من القدم، وقد بدا أنه قد مرّ بعدة مراحل تم ترميمه فيها وإن لم يكن الترميم بالجودة المتوقعة.. وفي بعض المواقع بدا أن العمال الذين أُسند إليهـم هذا العمـل قد اكتفوا بتثبيت الجدران المتهاوية ببعض العوارض الخشبية التي قد تتهاوى بدورها في أي لحظة.. تساءل إيّان وهو يتأمل الجدران المرمّمة كيفما اتفق "ماذا لو سقطت الجدران على رؤوسنا؟.. لن نجد مفراً لنا ونحن على هذا العمق وبعيداً عن المدخل أو المخرج.."

علق حرنام مجيباً "الحاكم قد استخدم هذا النفق منذ مدةٍ قصيرة أثناء هروبه من المدينة، وهذا دليلٌ كافٍ لنا على سلامته.. لكن هذا لا يمنع أن نفرغ من هذه المهمة بأسرع ما يمكن ونغادر قبل أن ينفد الحظ منا بالفعل.."

قال إيّان "أأنتم جادون بوعدكم له إحضار ما طلبه من ثروته المدفونة تحت الأنقاض؟.. ذاك الرجل مجنون، وليس علينا إطاعة ما يقوله فنحن نعلم موقع الذخيرة بالفعل.."

أجاب شاسار "لا ندري ما قد يفعله لعرقلة مخططاتنا لو رفضنا.. لذا لا نملك إلا تنفيذ ما طلبه.. وهو أمرٌ بسيط لا يستحق الجدال بشأنه.."

تتابع حرنام وإيّان وثلاثة من المحاربين خلف شاسار يسلكون ذلك الطريق الذي يقودهم تحت المدينة ولمسافةٍ طويلة استغرقتهم بعض الوقت حتى تمكنوا من تجاوزه.. وكلما مروا تحت إحدى فتحات التهوية وصلتهم أصوات الحشرجة المميزة لبعض الغيلان التي تسير فوق الأرض.. لكن لحسن الحظ لم يتمكن الغيلان من الوصول للنفق لذا كان طريقهم سلساً آمناً حتى وصلوا نهايته..

وفي آخر النفق، رأى الرجال باباً معدنياً يفصل النفق عما خلفه، وقد أدركوا أنه وضع لمنع أي متسللين عبر النفق من الوصول لمبنى الحاكم فوقه، أو لمنع أي شخصٍ من اللحاق بالحاكم أثناء هربه عبر هذا النفق السري..

وقف شاسار للحظة أمام الباب دون أن يفتحه، ثم نظر لمن خلفه قائلاً "حسب وصف الحاكم، فإن هذا النفق يقودنا لقبوٍ يقع تحت المبنى الرئيسي.. المبنى قد تعرض لدمارٍ شامل، لكن هذا القبو يقع تحت الأرض لذا نرجو أن يكون صامداً حتى الآن.. الأمر الذي لا أثق به هو خلوّه من الغيلان.. لذا كونوا حذرين.."

تأكد الرجال من أسلحتهم واستعدادهم لأي مواجهةٍ محتملة، وعندها، فتح شاسار الباب بشيء من الحذر والرجال خلفه متأهبون بالقدر ذاته من الحذر.. منذ اللحظة، عليهم الانتهاء مما أتوا لأجله بأسرع ما يمكن والعودة قبل أن تواجههم أي مفاجئات محتملة..

العين الثالثةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن