بعد أن ألقت الكاهنة كلمتها الغريبة تلك، عمّ الصمت المكان بشكل تام وكأن الساحة قد استعادت عزلتها التي دامت مئات السنين.. وبعد تحديق طويل من أوس والبقية والدهشة تكسوهم، قالت تيما أخيراً بعصبية "ماذا تعنين؟"
لم تجبهم الكاهنة وهي تثبت بصرها على أوس مبتسمة بثقة، بينما لم يتردد جاد في التقدم من المجموعة وهو يستل خنجرين حادين طويلي النصل من حزامه، ويمسك واحداً في كل يد.. تراجعت سولينا دافعة تيما خلفها وهي ترفع مسدسها، وسارع إيار للتحليق مبتعداً بتوجس، فيما استطالت مخالب أوس وهو يهتف "ما الذي تعنينه بقولك هذا؟.. ما الذي خططتما له بغفلة منا؟"
ابتسمت الكاهنة بثقة مجيبة "ماذا؟!.. أظننت أنني وافقت على قدومكم معنا بطيبة قلب؟.. كنت أتحسب لهذه اللحظة، وأتحسب لاحتياجي لكم.. وقد ثبت لي أنني سأجني فائدة جمّة من شرذمة مثلكم بالفعل.."
ورفعت الشوال ناثرة ما بقلبه أرضاً.. فتناثرت بضع أجسام دائرية مختلفة الشكل واللون.. لكنها في الواقع لم تكن مجرد أجسام.. كانت رؤوساً لعدد من الكائنات المختلفة من هذا العالم.. ستة رؤوس نتنة الرائحة بدم اسودّ لونه وغطى كثيراً من معالم تلك الوجوه، فيما توحدت معالم وجوه الفريق الذي يشاهد ما يجري بصدمة واستنكار شديدين.. وبنظرة الكاهنة الساخرة نحوهم، أدركوا ما تريده الكاهنة منهم بالضبط.. فهي بحاجة لرأس آخر ينضمّ لهذه المجموعة.. الرأس السابع الذي فشل جاد في إحضاره المرة الماضية..
رغم أن جاد واجه الأربعة وحيداً، لكن سولينا وإيار وتيما لم يترددوا في التراجع بتوجس واضح أثاره مرأى الرؤوس المقطوعة أمامهم، فيما اعترض أوس طريقه قائلاً بحدة "إياك المساس بأحدهم.. لن أتوانى عن قتلك عندها.."
غمغم جاد وهو يهجم عليه "لا أحتاجهم.. أحتاج رأساً واحداً فقط.."
تفادى أوس ضربة من الخنجر قبل أن ينثني ويدفع مخلبه بقوة نحو ذراع جاد.. تفادى جاد الضربة وهو يوجه الخنجر الثاني نحو عنق خصمه، لتتلقاه مخالب أوس بضربة قوية أصابت يده ورمت سلاحه منها بعيداً.. لم يتردد أوس في تكرار الضربة بقوة، فتراجع الأخير بحركة سريعة ودفع قدمه في بطن غريمه ليرميه خلفاً.. عندها عاود هجومه من جديد بشراسة أكبر بعد أن استعاد خنجره من جديد..
في تلك الأثناء، تقدمت سولينا بخطوات واسعة من الكاهنة رافعة مسدسها في محاولة لإنهاء الأمر كله وإجبار جاد على إيقاف هجومه.. لكن بعد عدة خطوات فقط فوجئت بضربة قوية تصيب صدرها فترميها خلفاً والمسدس ينزلق بعيداً عنها.. حاولت سولينا معاودة الهجوم لكن لطمة جديدة أصابتها وهي تلمح الكاهنة ترمقها بنظرة حادة وهي تتمتم بكلمات مبهمة.. عندها صاحت سولينا "إيار.."
أنت تقرأ
طريق الأطياف
Fantasyطفلة هاربة، تسلك طريقاً لم يسلكه البشر قط.. لتجد نفسها في عالمٍ لا تدري ما ينتظرها فيه.. ولا ما يراد بها.. تجد نفسها مطمعاً لكائناتٍ لم تسمع بها أو ترها قط.. ولا تجد إلا مذؤوباً يحميها، ويسعى لإنقاذها من كل ما يتهددها.. فما سبب قدومها لهذا العالم؟...