مقدمـة

11 1 0
                                    

                     ▪ شَقائِقَ النُّعمـان ▪
                       ▪ الجـزء الأول ▪  

نُقشت لوحة السماء بلون الغرُوب ، وبدأت الشمس بجر خيوطها الذهبيه متجه نحو الجهة الأُخرى من الارض ، بدأ الجو هادئاً نوعاً ما في مدينة نياجرا أون ذا ليك الواقعه في كندا منذ القرن التاسع عشر إلا تلك الفيلا الضخمه التي تقع بجانب الطريق ، وقف امام باب جناحه وقد فرغ غضبهُ في يده التي احكم قبضتها على الباب حتى إصفرت فهو في حاله يرثى لها.

رمت السيدة التي تقف امامهُ بجسدها على الارض ووجهها احمر بسبب بكائها الهستيري وهي تضرب صدرها بقوة :
"حرام .. حرام عليك .. حرااااام عليك "
رمقها بنظرات غير مفهومه بينمها ابتلع ريقه وعيناه إحمرت من الغضب والحزن .
أخذت نفساً عميقاً بقوة وهي تبكي وتحاول جاهدة الحديث :
"حرام عليك تتزوجها .. انت عايز تغضب ربنا .. ربنا حينزل عليك غضبو .. اوعك .. اوعك تفكر في حاجة زي دِ "
لم يكترث لكلمات والدتهِ التي بدت وكأنها ستفقد صوابها في أي لحظه ، احكم قبضته على قبضت الباب وهمّ بفتحه ودلف الى الخارج ، نزل الدرج بأقصى سرعة متفادياً صرخات والدتهِ ، خرج من الفيلا واتجه نحو موقف السيارات ، وقف امام سيارته وأدخل يده داخل جيبه واخرجها وهو يحمل المفتاح ، واجه صعوبة في فتح باب السيارة بسبب عدم رؤيته للمكان المخصص للمفتاح بسبب الدموع التي شقت طريقها نحو خدِه ، ركب بسرعة وهو يجوب شوارع نياجرا وبالكاد يرى الطرق ، واخيراً وصل الى ضالته ، أوقف السيارة في مكان قانوني وترجل منها مسرعاً نحو المبنى واخذ طريقه نحو الطابق العلوي ، اخذ يهرول في المدرجات إلى ان وصل شقتها ، وجد الباب مفتوحاً على مصرعيه ، ابتلع ريقه وخطى خطوة داخل الشقه ، ولكن كانت المفاجأة هي ان وجد الشقه فارغه و كانت في حاله يرثى لها ، المكان مقلوب رأساً على عقب وزهور شقائقَ النُّعمان متناثرة على الأرضيه ، هي اخبرته ذات يوم أن زهرة شقيقة النعمان تدل على فقدان الأمل وأنعدامه ، فهي من الزهور التي تجلب الحظ السئ ، هي فقط كانت محقه فيما قالته ، وقع على ركبتيه غير عابئ بقطع الزجاجات المتناثرة حوله، كان ينظر امامه بنظرات تائهة ، شاردة ، صارخه ، ومتألمه أيضاً ، هو لم يطلب الكثير فقط أرادها هيّ .

رحلت.

رحلت وتركت شقائق النُّعمان تتحدث عنها .

لا تُمْعنوا! ، فكأنَّ دودَ الأرضِ غادرَ مُهجتي ، وكأنَّ شيطانَ المتاهةِ ملّني ورمَاني! ، إذ صيّرَ الرئبالَ في همَزاتهِ أنشودةً لشقائق النعمانِ ، ونطقتُ بالشعرِ الذي ما كان دهراً قصّتي وكياني.

                             *قريبــاً....*

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 19, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

شَقـائِقَ النُّعمـانِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن