رب صدفة خيرا

21 1 0
                                    

في غرفة نوم كبيرة و علي سرير كبير مغطي بمفارش سوداء يتخللها الألوان الرمادية
و أغطية وسيرة تبدو باهظة الثمن و سجاجيد غالية و أضاءة خافتة جدا تدخل من بين فحات صغيرة كجزء من ديكور الغرفة التي تستظيع من خلال رؤيتها أن تقول أن هذه غرفة شخص فاحش الثراء و مع اقتراب الساعة الثامنة يستيقظ عمر من نومه ويفتح عينيه ويتذكر ان بعد غد سيكون زفافه علي سهيلة الجميلة بنت الزرقاني رجل الأعمال الكبير

ويبتسم ابتسامة صغيرة لأن ذلك سيرضي والده كثيراً و يبعد عنه الغطاء و يرميه بعيد  وينهض من سريره قبل ان يدق المنبه ويذهب للحمام ويغتسل ثم يرتدي ملابسه فيرتدي بدلة رمادية و قميص أسود و كرافت أسود و ينزل

الي اسفل و يجد والده و أمه و زوجة أبيه و اخواته الخمسة و رزان زوجة اخيه عادل و أبناء أخيه عادل أدم و لوچي في انتظاره علي مائدة الطعام وبمجرد ان يضع قدمه علي اول السلم يقف اخواته و يغنون له بنشاذ تام
العريس جه العريس جه ويضحك والده و امه و زوجة ابيه ويشاور عمر لهم بيده قائلا كفاية وهو يبتسم

ثم يجلس بجوار أبيه عاصم صفي الدين
وأمه نيرمين المختار
و زوجة ابيه سها الصاوي
يضحكون ثم ينظرون اليه جميعا بفرح
عاصم مبتسم قائلا : مبروووك اخيرا هفرح فيك يا عمر
عمر : و هو يتناول فطوره اخيرا ايه يا بابا انا كل الحكاية عندي اتنين  و ثلاثين سنه
ابيه : اتنين و ثلاثين سنة وتلت خطوبات بايظه قبل كده و لا نسيت لكن المرة ديه
و الله لو غلطة واحدة لا انت ابني والا اعرفك انت عارف ها 
عمر : و الله يا بابا انا من غير ماتقول ارتحت لسهيلة ديه جدا جدا
و وافقت عليها لاقتها بنت منطلقة ومرحة اوي هي دماغها ضايعة بس فينظر اليه ابوه بحدة فيتوقف لحظة و يكمل كلامه بس بصراحة عجبني
فيرتاح الأب و يتنفس الصعداء
رزان : بس انت وهي ملحقتوش كده تتخطبوا ده خطوبتكم كانت من شهر ونص بس
لحقتوا تعرفوا بعضكم امتي؟

نيرمين : بابتسامة صفراء جري ايه يا رزان احنا ما صدقنا يا حبيبتي

عاصم : سيبك من كلام الستات ده و خلينا نفرح بيك يا واد انت أكبر أولادي يعني ولي العهد  ما تخليش مخك كله كده في الشغل
و بس وما تبقاش مقفل كده ويوكزه بخفة في كتفه فاهم و بعدين عايز افرح بيك و بأحفادي
نيرمين : بلئم وهي تنظر الي ضرتها سها
احفادك حواليك أهم ياحج والا دول مش محسوبين

فيبتسم عاصم و يقترب من أحفاد و يمسك يد ادم الصغير و يقبلها  قائلا طبعا طبعا أحفادي و نور عيني متوقعيش بيني وبين أحفادي يا وليه
ثم يأخذ نفس عميق ويسرد قليلاً :

بس ولاد عمر نفسي افرح بهم و يشاور بيده  و كأنه يشهدهم علي ما بداخله و هو يبتسم ده أبني البكري و الا ايه و يضع يده علي كتفه

وتبتسم نيرمين لضرتها سها وكأنها اعطتها بهذا الكلام صفعة علي وجهها بسبب كلام عاصم عن حبه الكبير لأبنها عمر
وتبتسم ابتسامتها الصفراء
وتظل سها صامتة و لا تعلق علي هذا الكلام  و تستمر في تناول فطورها و كأن شئ لم يحدث و بعد الفطور يستأذن عمر من ابيه أن يذهب الي العمل و يأتي هو و قتما يشاء و اثناء ذلك

يرن جرس الهاتف الخاص بعمر و يجد المتصل سهيلة فيضحك ابيه وويخرج عمر من الفيلا التي تشبه القصر والذى اعد له فيها ابيه جناح خاص به هو وزوجته
و عند خروج عمر  يسمع تقول له في الهاتف سهيلة عمر عمر و هي يبدو من صوتها أنها  مرتبكة كثيرا أو خائفة

عمر : ايوة يا سهيلة يا حبيبتي في حاجة
سهيلة  : عمر لو سمحت قابلني دلوقتي في القاعة بتاعت الفرح عند نورا قبل ما تروح الشغل بسرعة
عمر : بلهفة و توتر في حاجة
سهيلة :  هستناك وهتعرف لما تيجي مستنياك
تغلق الخط دون أن تسمع اجابته
وهنا يتبع....

زفاف بالصدفة   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن