الفصل٣٥

41.6K 1.3K 44
                                    

الفصل الخامس والثلاثون
****************

كتمت أنفاسها بكل استطاعتها، ومع صغر حجم جسدها
و اتساع السيارة بعض الشئ ساعداها في الانكماش نحو حالها.
انبثقت صوت الموسيقى في ارجاء السيارة مما جعل ابتسامتها تتسع وهي تستمع لكلمات اللحن الذي تحبه ومطربها المفضل،..
فاغمضت عينيها حالمة وقد تناست كل شئ قادمة عليها
، حتى إنها تناست حشرتها في سيارته وانفاسها التي أخذت تضيق، ولم يبقى أمامها إلا صورة جميلة رسمتها في مخيلتها ..
أخذها خيالها لأحلام تعلم استحالتها.. ، مع حبيب تتراقص معه، ترتدي له ثوب الزفاف ويُعانقها بحب.
فتحت عينيها وهي تكتم صوت شهقاتها بعدما ارتطمت السيارة بمطب هوائي ، فنظرت حولها، فقد اختفى المكان الجميل الذي كانت تحلم به منذ للحظات وهاهي تجلس كالقرفصاء في الخلف لا ترى شئ من معالم الطريق،
حكت رأسها قليلاً ثم وضعت يدها فوق معدتها تُدلكها وتهمس لحالها

" أنا جعانه أوي، ياريتني كنت اكلت في الفرح..."

وسرعان ما كانت تتبدل ملامحها للدهشة وقد انتبهت أخيرا أن صوت المذياع قد توقف، التقطت أذناها اسم إحداهن.. فقطبت حاجبيها متسائله

" جيهان ديه مراته، طيب ليه بيتكلم معاها كده..."

ركزت جميع حواسها معه، تستمع لحديثه بأنصات.. ومرة أخرى كانت تتحول ملامحها من الدهشة والتساؤل إلى ملامح سعيدة مسترخية وهي تستمع لحديثه

- جيهان كل اللي بينا أنتهي خلاص، وعدم طلاقنا الفترة ديه أنتِ عارفه سببه كويس.. فبلاش تهتمي بقى ارجع او ما ارجعش البيت..، ايوة اشتريت مكان تاني اعيش فيه..، الشقة أنا كاتبها بأسمك مش هو ده اللي كنتِ عايزاه من جوازتك مني..

صدح صراخ الأخرى عبر الهاتف وقد كان الصوت مسموع إليها، بررت وبكت ولكنه كان قاسي معها.. ، وللمرة الثالثة كانت ملامحها تتغير مع مشاعرها.. فبعد سعادتها التي لا تعلم سببها كانت ملامحها تتحول للمقت والغضب..
رفعت كفها عاليا تُريد صفعه فوق مؤخرة رأسه ولكن في اللحظة الأخيرة قبضت فوق كفها وقد انتبهت على حالها متراجعة لوضعها خلف مقعده

- لولا الخبر اللي نشرته الصحفية،.. كنا زمانا أطلقنا يا جيهان

- جسار أنا بحبك ، هان عليك حبِ ليك، ليه بتعمل كده فيا.. قولتلك لما اتجوزت محمود كنت صغيرة..، كنت عايزه اشوف الدنيا مكنتش عايزة أعيش في الفقر تاني..

كان حديثها يُلامس وتيرة قلبه أحيانا، شئ داخله يُبرر له منطقها، فهو لم يعيش حياة الفقر يوماً.. دائما كان يحظى بكل شئ يُريده.. ،وهي بالفعل كانت صغيرة حينا تزوجت الاخر.

نفض عقله ،، فلو كان عقله من يتخذ دور الاقناع..، فقلبه يرفض ذلك، هو لم يعد يشعر بذلك الانبهار ولا ذلك التشابه بينها وبين زوجته الأولى كل شئ قد اختفى ولم يبقى أمامه إلا إنها أمرأة مخادعة خدعته

لمن القرارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن