استيقظت بعد عناء الليل وظلمته، وترجلت من على السرير للمرحاض، اتوضأت وصلت فرضها ولبست ونزلت...
رحيل بارهاق وهي تفرك عينيها: صباح الخير يا ماما
الام وهي تلتفت بنظرها: صباح النور يا حبيبتي يلا الفطار جاهز
رحيل: تسلملي ايديكي...هناكل سوا
الأم: لا أنا فطرت قبل ما تصحي
رحيل بعند: مليش دعوة تاكلي معاي عشان تاخدي العلاج
الأم: إيه دا بقولك كلت
رحيل بحزن مصتنع: خلاص مش هاكل
الأم بضحكة خفية: هبلة ماشي تعالي بقا
رحيل بابتسامة: ماشي
جلسوا سويًا وبعدما تناولوا الطعام،
أردفت لوالدتها: هتمشى شوية في الجنينة ولو عايزة حاجة نادي عليا وهاجي فريرة..
الأم بضحكة خفيفة: ماشي يا بنتي خلي بالك من نفسك وأنا هروح أريح شوية
رحيل: تمام
خرجت وهي تستنشق رائحة العطور والأشجار، تريحها تلك الطبيعة، جلست تحت شجرة،
واسندت ضهرها بالجذع وأغمضت عينيها، وتذكرت أنها تريد أن تحقق ولو شيئًا من أحلامها، أخذت تفكر وهي مغمضة العينين كيف ستذهب لشغل، ولم تكمل دراستها بعد،
في ذلك الوقت شابًا متوسط الطول، ببشرة بيضاء وشعر أسود كاتم، عيون خضراء، ولحية خفيفة زادته جمال، كان يتمشى ويفكر في الاشيء، فقط أطلق العنان للتفكير، وتقابلت أفكاره بتلك الخائنة التي أحبها من قلبه وتركته عندما وجدت أثرى منه، أغمض عينيه وتساقطت دمعة من عينيه، يود لو يخنقها هي وذلك المتعجرف الحقير،
واقنع نفسه أن كل النساء خائنة، وفي وسط الطريق استند على سور ويتنفس الصعداء، فتح عينيه ولفت نظره تلك القابعة مغمضة العينين، ترتدي حجابها الذي جعلها كالاميرة، ترتدي عباءة بيت وبهذه البساطة تستريح،
نظر إليها مطولًا ولم يشعر بما فعله فقط نظر إليها، ملاك وفي وسط نظراته هذه، أفاق واقنع نفسه أن كلهم خائنون، مشى في وجهته وذهب عن الأنظار، يينما تلك الجميلة لم تعرف، استنشقت هواء الزهور وترجلت للداخل تود أن تخبر والدتها أنها تريد أن تعمل، ودعت ربها أن يوفقها..*************
وفي ذلك الوقت وفي المنزل في غرفة الجلوس بالتحديد تجلس فتاة في سن التاسع عشر تشاهد التلفاز وهي ترشف رشفة من كوب العصير أمامها، دخلت والدتها ولم تنتبه سيلفا لها..
الأم: سيلفا....
لم ترد فكانت مندمجة مع التلفاز
الأم بصوت عالي نسبيًا: سيلفاااااا قومي يابت
سيلفا بفزع: إييه يا ماما في إيه
الأم: مفيش روحي على مذاكرتك يلا
سيلفا: والله العظيم لسة قايمة من عالمكتب، أريح شوية، وبعدين لسة مخلصة امتحاناات
الأم وهي ترفع حاجبها: شوية عااايزة تريحي شوية..وبعدين إنتي نسيتي إنك خلصتي من هنا امتحانات وجه في وشك درووس!
سيلفا: لا منسنتش ومش عايزة أفتكر سيبيني بقا كدا عايشة دور الأجازة المحترقة
الأم: وأنا هاجيي افكرك يا حبيبتي إن الدراسة جت وهتتمرمطي تاني وربنا معاكي.. يلاا فزي قومي بدل ما اجيب المكنسة كد اهلسك وفي الأخر ترضي برضو.
سيلفا بفوه مفتوح: كل دااا هيتعمل اماال لو قولت مش عايزة ادرس هتعملي ايه؟!
الأم بنظرة خفوتة: هطقطقلك عضمك دا كدا قال مش هدرس قاال يابت اتوكسي قومي يلاااا
سيلفا بخوف: لااا كدا حراام الوزير من ناحية وإنتي من ناحية بلد تشل اقسم بالله
الأم: يابتت إنتي هتاخديني في الكلام قووومي بقولك كفاية الساعتين دول استراحة يلاا
سيلفا ولم تكن تشعر بالوقت: نعااام ساعتين دول خمس دقايق، جهوا منين الساعتين دول
الأم وهي تضرب براحة كفها على جبينها: ااااه يااني بنتي دماغها اتلحست وبقت بتبلم ومش بتحس..
سيلفا بانكار: طب اهدي كدا أنا عملت إيه طاااه
الأم وهي تحاول الهدوء: قومي يا حبيبتي عشان جبت أخري وبعدها أردفت: وحسك عينك كدا أشوفك طالعة من المكتب من غير سبب هشبشبك ياابتتت فاهمة
سيلفا بزهأق: حاضر أهو قامت من على الكنبة وترجلت للخارج وهي تقول: أنا إيه اللي يخليني اتعلم بلا تعليم بلا قرف جاتك وكسة يا وزيير اللهي يجيلك وسواس مش عايز أبقى وزير، اللهي يجازيك يا أخيي،
بينما الأم ضحكت بشدة عليها وأردفت وهي تتقدم: يابنتي استهدي بالله، ما دا هدفك برضو وعايزة تتعلمي
سيلفا وهي ترجع للوراء: الله الله اماال فين الست المرعبة اللي من ثواني دي...وبعدين صحيح إني عايزة أتعلم بس أتعلم باحترام مش أبقى قاعدة في خرابة بتعلمنا ازاي نتمرمط!
الأم بغضب مصتنع: بتتت مليشش فيه اترزعي عمكتبك ويلااا من هنااا
سيلفا: أهوو ودخلت لتذاكر دروسها، بينما تلعن في سرها ذاك التعليم تردف في نفسها: جاتك البلا اللهي تيجي في يوم يقولولك هتبقى وزير تنضيف الخرابات وتنزل معاهم، اللهيي ياووزير تتمرمط نفس مرمتطنا....
أنت تقرأ
(غنوة قدر الشينقوتات ..) متوقفة مؤقتًا.
Ficción Generalممنوع النشر أو الاقتباس إلا بإذن الكاتبة هاجر صبري.. رواية بالعامية المصرية.. _لكلًا قدره، وإن عارض طريقكَ شيئ لتبقى مع محبوبتكَ، ادعو الله فسيستجيب.. 🪐 _ وماذا لو تغير قدري وقابلت عيناكَ المتلألأة..؟! 🪐 _حارب لتنل ما تستحق.. 🪐 _لا تيأس مِن نهاية...