مدينة العشاق " ١٨/٨/١٩٥٠

800 50 114
                                    


تحت سِتار حنظل الغسق، تعانَق السماء بصفٍ من غيمٍ باكية، تعزف الرياح ألحانها ممزوجةً مع طبول الغيث، كحثّة خافقٍ يطالب بالإفراجِ عنه، تركض فتاةٌ ذات خصلات بُنيّة متطايرةً، بقبضتها ذراع حقيبتها بالبني الداكن اتصفت.

تسابق دقات الزمن أنفاسها المُنفَذة، مُطمسةً عن الطريق، ترتطم بجسدٍ مُلقاةً أرضًا.

رافعةً زُمردتَيها تشابكت مع وحولٍ من بندقٍ، صدح صوتٌ عميق بمسمعها، حاملًا لكنةً غليظة بتفوهه الفرنسية،
"ألا تراقبين طريقكِ بينما تركضين؟"

نابسًا قُسو الحديث، غادرها غارقةً بأعماقها، بذهنها يدور سؤالٌ أوحد.

هل خضعت لعدوٍ؟

_________________________

الغسق مُعلِنًا رحيله، تظهر ألوان الحرارةِ ممزوجةً بزُرقةِ السماء.

بمسارٍ مبسوطٍ، تَخطو شاردةً في أمر البندقي، أيمكن كونه بشر؟ كيف له أن يكون بشر؟ عِوضًا عن عينَين يملك كأسَين من خندريسٍ، نبرته ساخطةٌ لكن ساحرةٌ.

هل جُدّ المُلتقى له أن يُشنّ؟

وكأن القدر وصله مبغاها.

واقفًا هناك بمعطفه الدجن مداعبًا فخذه، خِندريسَينه دارستَين مِكثار الكتب والروايات، معرَضةً على أرفُفٍ من خشب طغى عليها بنيّ خافت، خصلاته الدامسة سِتار ملمحه، مُحاطًا بطيف الغموض والبهاء.

مستشعرًا تحديق أحدهم، رفع نظره للتي تتأمله لما يقارب دقيقتَين

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مستشعرًا تحديق أحدهم، رفع نظره للتي تتأمله لما يقارب دقيقتَين.

يفصل صفٌ من زجاج بين زُمردتَيها وخندريسَينه.

تعلو حِثة نابضها وتُبعثَر أنفاسها، تُرفَع حرارة بدنها لوجنتَيها مُلطّخةً إياها بالوردي، خافضةً مرمقَيها لمستوى نعلَيها تهاب رفع نظرها واجدةً إياه بذات المَقبع.

مُلملِمة شتاتها، عاودة النظر لمَن فها خافقها له، لينعدم أثره.

رباه! يُربِكني جاعلًا من حالي معجوبًا، وبختفي بأقل من ثانيةٍ كالشبح!

____________________________

والقدر مستمرًا بجمع شملهما، تناظره من مجلسها تبعده بطاولتَين.

شاردةً بفتن ملمحه مفتونةً به.

خندريسَينه مشتتَين، يغذي خمص بدنه، دجى الليل بخصلاته المُتمردة على حُمر جفنَيه ماكثٌ، ورديّ شفاهه يُرطّب بين الأحيان.

أنامله الطويلة تعانق كأسا بالنبيذ مُلِئ، لاثِمًا إياه راويًا ظُمأت جوفه.

محياه للمثالية نافس مُظَفّرًا.

بما أُتيت من جدارةٍ، غادرت مَقبع العدو وادةً لو يُثبت المقابل.

_____________________________

"إن لم أعيقكِ، أبمَقدوركِ إرشادي؟"

ثلاث رطمات من أناملٍ طويلة على ظهر كتفها، يليها صوت عميق مُتحدثًا الفرنسية بلكنةٍ غليظةٍ.

نابِضها يأبى السكون، ضاربًا على جدران قفصه مُطالبًا الخلاص.

مُهيّمها بذاته يحادِثها!

"آنستي؟ أبكِ شىء؟"

مُستَفيقةً من حُلمها العاشق، واجهت مُحادثها بشوشة،
"ما بخاطركَ، سيدي؟"

وله صارت مرشدة بحُلكةِ أيامه.


بخط فتاة ضلّة بالزمن🕊.

____________________________

- جميع الحقوق تعود لي كوني الكاتبة الأصلية.

- الصنف: غموض / رومانسي / حزين

- تخلو الرواية من مشاهد فوق سن الـ ١٨.

- الرواية لن تتعدى أربع فصول وهذا أولهم.

- لا تقل الفصول عن ٣٠٠ كلمة ولا تزيد عن ١٥٠٠ كلمة.

- تطلّب الرواية التركيز لفَهم الأحداث.

- فصل المشاهد بخطٍ مستقيم يعني الإنتقال ليومٍ جديد، والفصل بـالنِقاط يعني الإنتقال لحدثٍ آخر بذات اليوم.

أتمنى لكم قراءة سعيدة♡.

أتمنى لكم قراءة سعيدة♡

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

مُلتَقطة من عاشقة🍁.


وبالغموض مُحاوطًا كلماتي، أسرد عليكم قصة مدينة العشاق♡.

مدينة العشاق ١٩٥٠ | KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن