وصله في الخط الثاني صوت هيفاء مثل ردة الروح:الو,
في هاللحظه حس تركي ان مستعد يسمع صوتها طول العمر..من الفرحه انه سمع صوتها نسى انها مخطوبه لنواف نسى انها تحبه ..نسى كل شئ باستثناء انه يحبها.
هيفاء باصرار:الو,, الو,, الو.
تركي سحب نفس وتكلم بصوت واطي: مرحبا هيفاء.
هيفاء كانت تحاول تستوعب مين اللي يكلمها: مرحبتين..
تركي بصوت عميق يحمل في تعابيره الاسى:أخبارك؟
هيفاء وهي تحس بالحيره: تمام..مين معي؟
تركي بسخرية مؤلمه: معقوله ماعرفتيني؟
هيفاء لما سمعة نبرة السخرية عرفت من يكون..حست بفرحه تطغي عليها:معقوله في احد مايعرف تركي الضاوي.
تركي ابتسم: والله شي طيب انك لسه ذاكرتني..
هيفاء وهي تفكربحزن لوتنساك العالم كلها قلبي مستحيل ينساك: انا ذاكرتك بس صوتك يخطي الانسان فيه..
تركي وهو يتنفس بصعوبه: اما انتي صوتك لو اسمعه بين مليون صوت ماخطي فيه..
هيفاء بصوت يرتجف: مافهمت؟
تركي هز راسه باستياء : انسي اللي قلته عالعموم انا كلمتك عشان ابارك لك..
هيفاء في هاللحظه كانت غير مستعده لها الشئ وموقادره على التعاطي معه، لقت نفسها فجأه اسيرة صوت الرجل اللي تسمعه: الله يبارك لك..عقبالك.
تركي بصوت فارغ وغامض: اي عقبالي انا مستحيل اتزوج..
هيفاء تذكرت البنت اللي تكلم عنها نواف ورجعت الغيره تزحف لقلبها وبانت في كلامها: وليه مستحيل ..اكيد فيه وحده ببالك وبودك تتزوجها.
تركي استغرب من كلامها ورد عليها بصوت مخنوق فيه المشاعر: فيه وحده ببالي لكن المشكلة انها ماتحبني..
هيفاء شعرت بانقباض مفاجئ خلى قلبها يعتصر بشكل مؤلم واطبقت باصابعها على الجوال بشده، كانت مغمضه عينها تستمع لانفاسه الرتيبه بنحيب صامت يقطع الفؤاد لما تكلم تركي فجأه من جديد..
تركي: هيفاء؟
كان صوته مختلف كل الاختلاف . وبدا تلفظه لاسمها بالغ الرقه بشكل غريب ،يكاد معه يكون حساس .وكشفت استجابتها الفوريه مدى حساسيتها اتجاهه.
هيفاء والدموع تنزل بصمت:هممممممم؟
تركي كان في صوته عتمه:الله الله بنفسك ..وكنت ابغى اقولك انه نواف يحبك بس مايعرف يعبرعن مشاعره عشان كذا تحمليه وانتي اذا بس ضايقك باي شئ قول لي انا كل الناس عندي يزعلون عادي الا أنت ياهيفاء دموعك غاليه علي .
هيفاء تجمد لسانها في فمها ،فصارت عجزه عن التلفظ باي كلمه لان مافي شئ في الواقع تقدر تقوله.
تركي كمل بصوت فارغ:انا الصراحه بسافراليوم.. فماأوصيك حريص على عمتي تراهي عنيده شوي بالنسبه للدواء فلاتسايرينها في كل شئ ..مع السلامه ياهيفاء توصين على شئ.
طمأنته بمرح بعد مارسمت على وجهها ابتسامه أخفت فيها الالم اللي أعتصر فؤادها المحطم:مايحتاج أوصي لانك بترجع بسرعه.
اجابها بصوت غريب:هذا مستحيل ..بمان الله ياهيفاء.
نوع من الشك المتردد خلاها توقف في تردد وحيره: طيب وين بتسافر؟
فتلاشى كل أثر للتوتر وانبسطت ملامحه كما لو أنه رسمت صورته في خياله: بروح لندن.
لكن تبدل جذريا في وجه هيفاء كأن حد عطاها صفعه على وجهها ،لها الدرجه يحبها ومستعد يضحي بأهله كلهم عشانها ،القى بكلماته عليها ورماها بلامبالاه المتها،أكيد انها تخيلت الرقه اللي في صوته من لحظه ،مو معقوله ان تركي ذاك الرجال الحساس كان حقيقي.
مرت لحظة صمت الذي استغرقها للاستيعاب مثل الازل ، كانت كل ثانيه منه مثقله بشعورها العميق أتجاهه.
هيفاء من غير أدراك امسكت التلفون وهي تطالعه وكأن تركي يشوفها من خلاله ضغطت باصابع مرتجفه على زر الاغلاق..
تركي انصدم من فعلها انها سكرت التلفون في وجهه رجع يتصل لها حصل تلفونها مغلق فاحتار في تصرفها ..هل معقوله انها ازعلت عشانه مو حاضر العرس..تنهد بضيق وشغل السيارة واتجه على طريق المطار وتارك وراه حبه والامه وهو يوعد نفسه انه يرجع يوم من الايام وهو شايلها من قلبه وكيانه..
والحين بس أدركت هيفاء الثمن الغالي اللي دفعته في الايام اللي فاتت لما استبدلت تركي بنواف نتيجة تخليه عنها لبنت ثانيه ماظنتي بتحبه حتى ربع حبي لي..اشتاقت تشوف وجهه الوسيم والى حنانه ورقته لانه من اسابيع وهو يتجنبها ويبتعد عنها ،بدأت تحس بالفراغ التام والضياع الشديد اللي يعتصران قلبها ألما.
هيفاء القت بنفسها على السرير بثقل يعبر الالم المكبوت في نفسها ومسكت اظراف اللحاف بيدها بقوه و الدموع تعتصرعينها ،أعترف قلبها بمصير حبها اللي أنقتل في مهوده بكلمات عبرت عن الحقيقه القاسيه "تركي الحبيب رحل ياهيفاء ،رحل تركي وقلبي ماشفى من جرحه القديم ،رحل تركي ومرضي العليل ماله دواء يشفيه ،رحل تركي وجسدي الضعيف فقد روحه وخليله "