طائف

58 3 1
                                    

كنت داخل غرفة العمليات
أقوم بإحدى العمليات الجراحية
كانت يداي وعيناي تعملان من خلال الشاشة التلفزيونية المثبتة فوق رأس المريض
حيث كنت أقوم بتدبيس معدته من خلال ثلاثة مناظير دقيقة أدخلتها إلى جوفه من خلال ثلاثة جروح صغيرة في جدار بطنه
كنت أقوم بعملية تدبيس واحدة يومياً
غيري ينجز ثلاث عمليات أو ربما خمس في اليوم الواحد
وفجأة انتبه عقلي
وكأن باباً بداخله كان مغلقاً وانفتح بعنف
)دلهمو) ... إنها (دلهمو)، وهل يمكن أن يكون سواها؟!
وهل يوجد في العالمين سوى دلهمو واحدة
تلك القرية الكائنة في المنوفية
والتي خدمت في وحدتها الصحية لمدة سنتي الإمتياز وحتى ... وحتى تلك الحادثة المشئومة التي قلبت حياتي أو ربما عدلتها
هل يمكن أن يكون ما حدث مجرد صدى صوت من داخل عقلي الباطن
ارتفع أزيز داخل غرفة العمليات
وارتفع صوت جهاز قياس نبضات قلب المريض
صاحت إحدى الممرضات: "المريض يستيقظ"
نظرت نظرة واحدة إلى طبيب التخدير الذي ود لو لم يكن قد ولدته أمه
فاستيقاظ المريض أثناء العملية الجراحية هي شهادة وفاة أي طبيب تخدير
لم يكن الوقت مناسباً كي ألطمه على وجهه
ولكني تمنيت لحظتها أن أفعل
إجتاز فريقي الأزمة
وأعيد المريض إلى سباته
وأنهيت الجراحة بنجاح
وسيعيش هذا الرجل بمعدة جديدة هي ثلث حجم معدته القديمة فقط

حمايةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن