¦4

2.4K 105 114
                                    

‏النسَاء لوحَات الرب البديعَة.
........................................
في قسم الإسعاف عند روز و وسام :
تراقب روز رجل خمسيني بعد أن قامت بتضميد يده التي يبدو أنها متعرضة لحرق ما بينما وسام يمشي ذهاباً و إياباً على أمل مجيئ حالة نادرة ليأخذها ليبرز نفسه أمام الأطباء المسؤولين عن المتدربين.

يضع يديه في جيوبه مقترباً من روز
ليهمس  "روز.. "
تجيبه وهي تحقن إبرة في محلول أحد المرضى
" ماذا لديك؟"
يبتسم قائلاً  "ما رأيك أن نخرج لتناول العشاء اليوم؟"
تخلع قفازاتها "سأخبر ريما أولاً"
تغيب إبتسامته "لما كل هذا الخوف منها؟"
تقهقه لتجيبه "كفاك وسام إنه ليس خوف"
يربع يديه "لكنك لا تستطيعي أن تخطِ دون علمها"
ترفع كتفيها مع إبتسامة لطيفة "إنها تخاف علي ليس إلا"
يبتسم إبتسامة جانبية ويهز رأسه تقترب روز لتشد شعره قليلاً  "كفاك تهزه كالببغاء هل اخبرت الفتيات عن العشاء ام اخبرهم انا؟"
يحك خلف رأسه "اا نعم أخبرتهن وهن موافقات"

عند ريما مقدسي و سندس :
سندس تقف بجانب ريما التي تجري عملية جراحية لكن عقلها مع لورين التي سرقت قلبها وتفكيرها
فجأة يقطع شرودها صراخ ريما
" أين عقلك مع من أتحدث أنا! لمن أشرح؟ "
يتوقف عقل سندس ولا تعلم بماذا تجيبها
ريما تعقد حاجبيها قائلة "سندس خارج العملية"
لتأتي متدربة أخرى تقف مكانها ثم تهم بالخروج وعيناها امتلأت بالدموع لا تعلم كيف تتخلص من كل هذا الألم بصدرها أنه يحرق قلبها ثم يلتهم رماده.
بعد عدة دقائق تخرج ريما من غرفة العمليات فتستقيم سندس بوقفتها خوفاً من الغضب الذي سيصب عليها..
تأتي الدكتورة ريما مسرعة والغضب يعلو وجهها تمسك سندس من ساعدها بقوة لتقول بعصبية أقرب للصراخ : هذه اليد قد قمتي برفعها مؤدية القسم أظنك مازلت تحتفظين به بذاكرتك جيداً مهمتنا هنا إنقاذ ارواح الناس وليس الشرود بينما هم يصارعون الموت.  تفلت يدها ثم ترفع إصبعها بوجه سندس قائلة : إذهبي و اهتمي بالمريضة بعد وضعها بالإنعاش و أعلميني بكل المؤشرات الجديدة لا أريد أية خطأ و إلا ستطالين غضبي.
تهز رأسها بإيجاب ثم تتنهد براحة بعد رحيل ريما : الحمدلله لقد مرّ الأمر هكذا.
لاتزال سندس تقف أمام غرف العمليات فهي تعلم أن لورين يهذا الوقت لديها عملية ولا تريد أن تضيع فرصة لرؤيتها.

تدخل ريما للمكتب الخاص بها حتى ترتاح قليلاً لتتفاجئ من وجود روز تجلس خلف مكتبها لتبتسم وتنظر لها بحب : ماذا تفعل طبيبتي الصغيرة هنا؟
تنتبه روز لمجيئ ريما فتقترب مسرعة نحوها محتضنة إياها.
روز بهمس "اشتقت لك كثيراً"
تبتسم ريما "و أنا ايضاً جميلتي"
تبتعد روز قليلاً عن حضن ريما لتنظر بوجهها الذي يبدو عليه التعب تضع يدها أعلى وجنتها لتمسح عليها بلطف : هل أنت بخير حبيبتي؟
ريما "رأسي يؤلمني أود أن ارتاح قليلاً"
تفصل الحضن لترمي اتعابها على كرسيها خلف مكتبها ثم تلحق بها روز بإبتسامة لطيفة ثم تجلس بحضن ريما.
ريما "روز كفاك دلالاً نحن بالمستشفى لسنا بالمنزل"
روز "وهل أنا زوجتك فقط بالمنزل؟"
تقهقه ريما وتنظر لروز بعينان متعبة.
روز "سأخرج اليوم مع أصدقائي لنتناول العشاء سويةً"
تومئ ريما ثم تضيف : فقط لا تتأخري كثيراً
تبتسم روز ثم تضم رأس ريما لصدرها وتقوم بتدلكيه بلطف وماهي لحظات حتى تغفو ريما على صدر صغيرتها.
بعد بضعة دقائق يصلها نداء من الأسعاف لتبتعد بهدوء ثم تركض مسرعة إلى هناك..

في قسم الجراحة النسائية والتوليد :
تقف لورين تناظر رغد وهي تطبق ما أملته عليها لمعاينة المريضة على جهاز ال Echo وبين حين و آخر توجه لها سؤال عن الحالة حتى تتأكد من إتقانها لما تقوم به وشدة تركيزها.
معروفٌ عن لورين بأنها لا تكون لطيفة مع أي متدرب فهي صديقة ريما مقدسي و طباعها تشبهها كثيراً
لكن من الملحوظ لطفها مع رغد غير أنها تتقصد إختيارها لمرافقتها معظم الأوقات.
.
.
.
09:30 pm
ينتهي الدوام و أخيراً لكل من روز و أصدقائها
سندس حزينة تبدل ملابسها بصمت بينما رغد علامات الفرح والإبتسامة تكاد لاتفارق وجهها.
وسام منتهي مذ مدة وينتظر على الباب مجيئ روز فهي لا تخرج من المشفى دون توديع ريما.
رغد "هيا سندس لا تكوني كئيبة طوال الوقت دعينا نذهب للمنزل فقد كان يوماً شاقاً"
سندس تجيب ببرود  "انا على وشك أن انتهي"
وعند خروجهن يستوقفهن وسام عند الباب قائلاً
"أيها الفتيات أود أن اطلب منكم شيء"
تقف سندس بملامح باردة تنتظر أن يتكلم بينما رغد ترفع  أحد حاجبيها "ماذا تريد؟ "
يبتسم بتوتر "لا لا شيء انتبها لنفسيكما"
رغد تقوم بدفعه " اغرب عن وجهي "
تبتسم سندس رغم حزنها ثم تلحق برغد.

بعد انتظار تأتي روز مسرعة فترتسم الإبتسامة على وجه وسام
روز  "هل تأخرت كثيراً؟"
وسام "لا عليك كنت أنتظر"
روز تنظر حولها " أين الفتيات؟ "
وسام "سيسبقننا إلى المطعم لم يسعهن الإنتظار أكثر ألا تعلمي رغد وحبها لبطنها "
تضحك روز ثم تخرج مع وسام من المشفى إلى مطعم قريب من المشفى قام بإختياره وسام لغايةً في نفسه.
وحين وصلوا إلى هناك تبحث روز بعيناها عن سندس ورغد لكنها لم تجدهن.. تنظر لوسام بإستغراب ووجه بريئ " أين سندس ورغد؟ "
وسام بوجه مستغرب "لا أعلم سأتصل بهم تفضلي بالجلوس أنتِ"
بعد دقائق يعود وسام و روز متوترة من غياب سندس ورغد المفاجئ
وسام "سندس متعبة قليلاً لذلك لم ينتظروا طويلاً وذهبوا للمنزل"
روز بلهفة "سأتصل بها"
ليقول وسام بسرعة دون وعي " لا لا هي متعبة ونائمة غداً سنطمأن عليها"
تومئ روز بعدم ارتياح وكانت تفكر بسندس فهي من الصديقات المقربات لها غير أنها  تعدها أختاً لها.
يطلب وسام الطعام ليتناولوا عشائهم سويةً متبادلين الأحاديث والضحكات عن أيام الإختصاص الأولى والمواقف المضحكة التي حصلت.

في مكتب ريما مقدسي :
تتنهد ريما بعد يوماً شاق تبتسم لتذكرها روز وتتمنى لو أنها عادت للمنزل الآن فهي معتادة أن يتم إستقبالها بالأحضان و القُبل.
تنطلق بسيارتها من المشفى وفي طريقها تمر من ذاك المطعم الذي يجلس فيه كل من وسام و روز
وسام كان ينتظر هذه اللحظة وهو مخطط لها ينتظر مرور ريما مقدسي لترى زوجتها تجلس معه بمفردها و هي التي أخبرتها بأنها ستخرج مع اصدقائها
وحين لمح سيارة ريما مقدسي قام بمسك يد روز بحجة أنه يشرح لها عن مريض أتاه اليوم مصاباً بمعصمه.
بينما ريما رأت هذا المشهد الذي أوقف الزمن عندها.
لتقود بسرعة أكبر مبتعدة عن ذاك المكان لتقف بسيارتها أمام منزلها وهي لا تستطيع التوقف عن التفكير لماذا؟ لما لم تخبرني بأنها ستخرج مع وسام فقط! لماذا قالت لي بأنها ستخرج مع أصدقائها!
لماذا تمسك يده؟ يأكلها التفكير لتضرب بقبضتها المقود وكل ماهو أمامها.

بعد أكثر من نصف ساعة تدخل روز للمنزل وهي مبتسمة لتغيب هذه الإبتسامة فور رأيتها لريما تجلس مقابل النافذة تنفث دخان سجائرها ويدها ملطخة بالدماء.

يتبع..

الخطيئة الطاهرة "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن