-لميس : إذن حسب قولك ليس لديك عائلة بيولوجية ؟ أنت لا تعرفهم ؟!
- جورج : ليس لدي لا أم و لا أب ، كبرت في الميتم كانوا أولئك عائلتي منذ نعومة أظافري ، كانت لدي صديقة و أخت هناك ، كان اسمها هديل ..
-لميس : أين هي الآن ؟ ما هي أخبارها ؟ هل تزوجت ؟ هل أصبح لديها أطفال و بيت جميل ؟
-جورج : انقطعت أخبارها منذ أن تبنتني والدتي إجلال ، كانت هي مأمن أسراري هناك ، في رحلتي للبحث عنها ، قالوا أنهم عثروا على جثة غريقة لم يتعرفوا عليها و كانت بنفس مواصفات هديل ... منذ طفولتنا كانت تحب البحر
- لميس : تعازي لك ، متأسفة جدا لسماع هذا الخبر ..
- جورج : أنا لا أقول نفس كلامهم ، ليست هي .. لن تموت حتى نلتقي ...
- لميس : أنا عائلتك حتى تلتقيها
- جورج : اشربي قهوتك .. ستبرد
*‐---------‐-------------------------------------------------‐-*
- أنا هديل ، أصغر فرد في عائلتي أو بالأحرى الطفلة المدللة ، عائلتي تؤمن أن العبد يحلم و القدر يضحك ، و أنا في تلك النقطة بالضبط ، في ذلك اليوم الذي بدأت به ظنا أنه أجمل أيام حياتي تحول إلى يوم أسود .. حبي الأول .. أكثر رجل أثق به ، دون أن يقوم بأي تبرير هجرني هكذا و ذهب ..و في يوم زفافنا ، في تلك اللحظة التي جلست فيها على ركبتاي من الصدمة، بقيت بلا نفس بسبب ذلك الرجل الذي قطع نفسي بحبه ، في الأخير فهمت أن القدر لديه خطط مختلفة لي ، ربما أنا لم أستطع الوصول إلى النهاية السعيدة ، لكن الآن بعد خمس سنوات أبذل جهدا لأُسعد باقي العروسات ، نعم أنا منظمة أعراس .. استغربتم أليس كذلك ؟ أنتم محقون ، لم يكن بتلك السهولة بالنسبة لي ، في البداية ما كنت حتى أستطيع الذهاب للأعراس لكن الوقت علاج لكل شيء حقا ، هل تعرفون.... بهذا العمل وجدت نفسي من جديد!
و هل أعطيكم سرا ؟ أنا ناجحة جدا في عملي ، ذلك اليوم الأسود بالنسبة لي أبيض ناصع بالنسبة للجميع، و السر في نجاح كل عرس مخبأ في التفاصيل ، أقبل هذا الكلام و أمضي عليه حتى ، نعم أنا إنسانة شديدة الدقة لكن ماذا أفعل ؟ إنني من هذا النوع ...
*---------------------------------------------------------*
(بعد أن أكمل جورج و لميس قهوتهما ، ذهبا في جولة حول المدينة ، تلك المدينة الساحرة التي اشتاق إليها جورج كثيرا ، مسقط رأسه و مدينته الحبيبة ، بعد أن اغترب لمدة طويلة تقدر بخمس سنوات بالضبط عاد ليستقر فيها بالنهاية .. طيلة تلك الخمس سنوات لم يعد و لو حتى في زيارة ،لطالما كان تواصله مع عائلته عبر الهاتف ، و هناك تعرف على لميس حبيبته الأولى ، تعرفا أثناء القيام بأحد الأعمال بلندن ، ثم بدآ رحلتهما و بدآ يخططان لمستقبل يجمعهما سويا ، لكن لم يكن هناك وقت ليتعرفا على بعضهما بشكل سوي و جيد ، خاصة بسبب زيارات لميس المتكررة إلى بلدتها بسبب اشتياقها و حنينها إليها ، حتى لم يتقاسما العديد من الأسرار فقد كانت الاتصالات بينهما الكترونية بسبب عودة لميس إلى مدينتها تحت ظروف مهنية طارئة، و غالبا ما يفضل البعض أن لا يحكي مثل هذه الأمور على الهاتف ؛فمثلا جورج يخفي عن لميس بأنه طفل متبنى منذ سنه الثامنة ، و لميس هي الأخرى تخفي عن جورج أن والديها منفصلين و بأن والدها متزوج من امرأة ثانية . كانت الجولة في سيارة جورج السوداء الفخمة ، سيارة بسائقها الخاص :)
- لميس : اشتقت إليك كثيرا حقا
-جورج : خلال سبعة أشهر ؟
- ألم تشتاق أنت ؟
- من قال هذا ؟
-قضاء يوم واحد بدونك صعب جدا ، ندمت على عودتي المبكرة !
- كيف كان الاجتماع ؟ هل استحق أن تتركيني و تعودي و أن تستعدي إليه لشهور طويلة ؟
- كان جيدا نوعا ما ، لكن فهمت أن لا شيء أهم منك ، العمل و الاجتماع و ما شابه ذلك لا يهمني أبدا ، أريد أن أكون معك فقط
( قبل يدها كمن يقبل النعمة .. قبلة اشتياق و حنين ، حتى رصيده اللغوي لا يكفيه للإجابة على هذه الكلمات )
- جورج (مخاطبا السائق) : تمهل قليلا
- لميس : اشتقت للبحر أليس كذلك ؟
- جورج(بارتياح و بهجة ) : نعم
- لميس : ليتك جئت معي من حين لآخر
-جورج: لم تكن هناك فرصة بأي شكل
- لميس : بالمناسبة ، والدتي في تجهيزات لا تعقل من أجل عرسنا من الآن ، ليكن في علمك ، و أنت تخصص لنا وقتا من وقتك المتبقي من الفندق أليس كذلك يا حياتي .؟
-جورج : طبعا يا حياتي ، و هل يوجد نقاش في هذا ؟
- لميس : أنا متحمسة جدا ، أريد أن يكون كل شيء مناسبا لمكانتنا الاجتماعية .
-جورج : سيكون كل شيء على ما يرام
-لميس (مخاطبة السائق ) : يا عمر كان عليك أن تذهب باستقامة لما استدرت ؟
-جورج (مقاطعا) : لا ، نذهب لمكان آخر أولا .
-لميس (مستغربة ) : كيف ؟؟! إلى أين سنذهب ؟
-جورج : ترين عندما نصل
لميس (بتقطع ) : لكن .... الج..ميع ...
-جورج : حسنا أعلم أن الجميع اجتمع من أجلي و ينتظرون وصولي..... لينتظروا قليلا بعد .....
(و أخيرا وصلوا إلى المكان المعلوم ، أمام البحر ، مكان هادئ و جميل ..مكان رومنسي بكل ما تحمله الكلمة من معاني .)
-لميس (و هي تنظر للبحر ) ؛ المكان هنا جميل جدا ماذا نفعل نحن هنا ؟
(ثم تستدير لترى جورج حاملا في يديه خاتم ألماس ، أهداها خاتما استثنائيا ... لا ينطق هذا الأخير بأدنى حرف ، لكن كل تعابير الفرحة مرسومة على وجهه كأنه أحد فرسان الحب .
-لميس (صدمة): جووورج
-جورج: قلنا لنتزوج لكن لم نعش هذه اللحظة أبدا ، تبدأ مغامرة جديدة تماما بالنسبة إلينا ، أولا لندن و الآن بلدتنا و مدينتنا ، سنتشارك حياة جديدة معا .
-لميس:(بكل حماس و فرحة): نعم موافقة
-جورج(ساخرا): لم أسأل بعد
-لميس : اسأل بسرعة سيتوقف نبض قلبي
-جورج : أنا أردت أن أقدم هذا العرض هنا خصيصا ، أي في المدينة التي سنتشارك حياتنا فيها ، هل تقبلين الزواج بي ؟
(هزت رأسها علامة الموافقة و الدموع تملأ عينيها ، لكن هذه دموع الفرح ، ثم ألبسها الخاتم في جو رومنسي جدا و مسح دموعها ، تماما يبدوان كأمير و أميرة
*--------------------------------------------------------*
(وسط قاعة حفلات كبيرة مثل القصر ، شابة معتدلة القامة ، ذات قوام رشيق ، شعرها حريري و كثيف بلون الحناء ، ترتدي كعبا أحمر ، و زيا أسود اللون ، تركض من هنا لهناك ، من طرف لآخر ، تفقدت الأضواء أولا ، ثم الورود و الديكورات و هل رُتبت الملاعق و الأشواك و السكاكين بشكل جيد كما يجب فوق تلك الطاولات المغطاة بغطاء أبيض ، في جو عملي بامتياز تدخل إلى غرفة العروس لتتفقد آخر تجهيزااتها و تسريحة شعرها و المكياج فهذا أهم عنصر بالنسبة للعروس ليلة فرحها .)
-الشابة :- أقول لو نبين بمكياجك عظم الوجنتين أكثر
- العروس : حسنا ، شكرا
- العفو ، ستبدين جميلة جدا لا تقلقي ، لأتفقد زوجك المصون
(دخلت غرفة العريس هو الآخر بصعوبة فالضيوف بدأو بالوصول ، كان العريس محاطا بمجموعة من أصدقائه ، يحتفلون بتوديع العزوبية )
- أعطني تلك الكأس ، لا نريد رؤية العريس ثملا أثناء الحفلة ليستمتع بيومه ، أليس كذلك ؟ لأرتب زيك هكذا .. حسنا جيد كل شيء على ما يرام ، لنكمل هكذا ؟ لا تشرب أكثر ..
(خرجت ثانية من الغرفة ، فها هي ترحب بالضيوف ، أهلا و سهلا بكم شرفتمونا ، كل ما يبدو الآن أن أجواء الحفلة ببداية موفقة )
(وقفت وقفة يملأها الفخر فها هي تنظر هنا و هناك و كل شيء كما قد خططت له تماما ، بلا نقص و بلا زيادة ، اقترب منها رجل شيئا فشيئا كأنه يعرفها ، أو ربما مديرها في الشغل )
- هل يمكننا أن نسميها إحدى كلاسيكيات هديل (هكذا قال بعد أن وقف جانبها )
-هديل: لنقل أننا فعلنا ما بوسعنا يا سيد منصف .
- منصف : جميل ، سلمت يداك حقا
-هديل : شكرا لك ،إذن ما رأيك هل تأتي السيدة بيري اليوم ؟
- منصف : لا يُعرف متى و إلى أين تأتي ، تعرفين ...
(فضلت السكوت و لم تجب )
( كانت تتحدث مع فريق عملها عبر جهاز اللا سلكي ) : يا أصدقاء ، لنحضر العروس و العريس على مهل ، ستبدأ المراسيم بعد قليل ، (هند هل العريس معك؟ )
-هند (عبر الجهاز أيضا ): لا
-هديل : و أنت يا فاروق ؟
- فاروق : لا يوجد معي سيدة هديل أنا في المطبخ
- هديل : أصدقاء هل هناك من رأى العريس ، غالبا هو معك يا ليلى ؟
-ليلى : ماذا تقصدين بالعريس غير موجود ؟
- هديل : هل تسأليني أنا عن العريس يا ليلى ؟ ليلى ماذا قلت لك ؟ ألم أقل لك لا تتركي العريس إنهم يهربون !
- ليلى : لقد نادوني بشكل طارئ يا هديل ماذا أفعل ؟
- هديل : ليس هناك طارئ أو ما شابه ذلك
- ليلى : اهدئي يا هديل ، هدئي من روعك العريس في مكان ما هنا ، سنعثر عليه !
- هديل : مازالت تتكلم معي ! اذهبي و اعثري على العريس الآن . ( قطعت الاتصال و هي غاضبة )
- هديل (مخاطبة نفسها و هي ترمي أنظارها من هنا لهناك ) : ماذا سأقول للعروس أنا ؟ ماذا سأقول ؟ عريسك هرب ليلة فرحك ! هرب حتما هرب لا يوجد في أي مكان
(بدأت تركض من هنا لهناك و تسأل كل من أتى أمامها من فريق عملها : "هل رأيت العريس ، حتما لقد هرب ! أكثر ما يجيدون هو الهرب !"
بعد عناء طويل و بحث أطول ، استغرق خمسة عشر دقيقة و ثمان ثواني من الحفل وجدوا العريس في الحمام ، لا بد أنه شرب الكثير و تبول أكثر )
- هديل (مخاطبة العريس ) : هل تحاول أن تهرب من زجاج الحمام إذن ؟
(أخذت ليلى العريس إلى غرفته و هو متفاجئ من عصبية هديل )
-هند : حسنا اهدئي ها قد وجدناه
-هديل : عندما رأيته هكذا غضبت للحظة لكن بخير الآن أنا مرتاحة
-هند: حسنا مضى يا حبيبتي
- هديل : أنهاني من كثر الركض ، حسنا لنذهب الآن .
*---------------------------------------------------------*
(عزف هادئ جدا يخلد هذه اللحظة التاريخية ، لحظة عقد القران ، كل الضيوف واقفون متحمسون لموافقة العرسان ، الجميع يصفق عليهم ، هم الذين وقفا على منصة و بقربهم العدول ، هديل و جميع مساعديها وقفوا بطرف مقابل للمنصة و يبدوا على هديل بعض التأثر )
- العدول : ضيوفنا الأعزاء ، أهلا و سهلا بكم في مراسيم عقد قران 'نجلاء يازيد ' و 'عثمان ايدان ' ، لقد قدم الثنائي طلب زواج لمؤسستنا و نحن لم نرى أي مانع في زواجهما ، الآن نسأل ثنائينا الشباب بحضوركم و حضور شهودنا : أنت يا نجلااء ابنة أحمد هل تقبلين عثمان ايدان ابن حسن زوجا لك ؟ في الأفراح و الأقراح ، في الصحة و المرض و طيلة العمر ؟
- نجلاء : (بصوت عالي ) نعععععم
(الحضور يصفق )
- العدول : أنت يا عثمان ايدان ابن حسن هل تقبل بنجلاء ابنة أحمد زوجة لك دون أي ضغط أو إجبار من أي أحد ، في الأفراح و الأقراح ، في الصحة و المرض و طيلة العمر ؟
-عثمان : (بصوت أعلى من العروس ) نعععععععععععم
- العدول : و أنا أعلنكما زوجا و زوجة اعتمادا على السلطة التي منحتني إياها بلديتنا ...
الجميع يصفق ....
هديل (في نفسها ) : كل هذا الركض و كل هذا التعب و كل محاولاتنا كانت من أجل أن نعيش هذه اللحظة السعيدة ، لرؤية تلك اللحظة الساحرة التي يقطع فيها شخصان يحبان بعضهما البعض وعدا بأنهما سيعيشان معا إلى الأبد ... تلك اللحظة التي لم أستطع أنا أن أعيشها ) ابتسمت لكن كانت علامات التأثر واضحة على ملامحها ، فالأصعب في الأمر أن في قلبها بكاء و لكنه عالق في حنجرتها ............( يتبع )

أنت تقرأ
الموت غرقا 🤍
Fantasyليت الحروف تستطيع أن تعبر عما ينبض داخل القلوب ، في طريقي للبحث عنك نقشت أسطورة حبي لك على ناصية كل طريق، ليتني أثبتت للبعيد والقريب والرفيق والصديق أن قلبي المتيم مازال في هواك غريق، وأن روحي لرؤياك تشتعل شوقا ك لهب من حريق ... -أنا أبحث عن هديل...