🌸11🌸

44 5 0
                                    

ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به ، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبل
.................................
الساعة 4:02
عند ڤيلا العامري
ذهب محمد ليطرق الباب الكبير ، فتحت له الخادمة طلب لقاء السيدة نادية ، سمحت له الخادمة بالدخول والانتظار
وذهبت لتبلغ سيدتها
في هذا الوقت كان رحيق في غرفتها وسمعت صوت الخادمة وهي ترحب بأحدهم غلبها فضولها فارتدت ملابس عادية وعليها حجاب صغير لترى من زارهم في هذا الوقت
نزلت السيدة نادية لترى من هذا الذي يريدها ملحوظة (هي لا تعرف ما حدث لجويرية أو ما حدث في غيابها فهي وللتذكير كانت عند أختها فادية  )
نادية : السلام عليكم
نهض محمد ورد السلام
نادية : أنت مين يا ابني ، سعدية قالت لي انك طلبتني بالاسم
محمد : أولا أنا محمد صديق لأولادك ، وسفيان بذاته طلب مني طلب وأنا وافقت
نادية باستغراب : طلب ايه دا يا ابني
محمد : سفيان قلق عليكم شوية
نادية بقلق : من ايه يا ابني ، هوا فيه حاجة
محمد : لأ ابدا مفيش حاجة ، بس يعني عشان هوا مش موجود وكمان حذيفة مش هيعرف يجي النهاردة ، سفيان خايف انكم تباتوا من غير راجل .
نادية : بس ...
محمد : أنا عارف اني لا اقرب لكم شئ ، فعشان كدا جبت معايا أختي في الرضاعة ، وهي صديقة مقربة لبنات حضرتك
نادية : إذا كان كدا ماشي ، بس أنا مش شايفه معاك حد
محمد : وراها كذا حاجة مهمة هتعملها وجاية على طول
نادية : طيب يا محمد ، اكيد انت لسه ماكلتش تعالى اتغدى معانا بقى
محمد : بكل سرور
ذهبت نادية الي المطبخ لتحضر الطعام مع مساعدتها سعدية .
كانت تراقب مسك الأحداث من بعيد ، عرفته حين رأته أنه ابن عمة خديجة ، هي تعلم أشد العلم أن سفيان مستحيل أن يطلب ذلك من حد حتى وإن كان على وشك الموت ، إنه شخص غيور جدا ، لذا قررت أن تعرف ما يحدث ، اتصلت بجويرية وجدت هاتفها مشغول وكذلك رحيق ، خديجة ، حفصة ، قررت أن تسأل ذلك الشاب بعد الاستفراد به لوحده .
وجدت أن ذهاب والدتها فرصة لا تعوض ، هندمت ملابسها ، ندمت أنها لم ترتدي ما يسترها أكثر ، ولكن هذه ضرورة قصوى .
خرجت أماه
مسك : السلام عليكم
انتبه مُحمد لذلك الصوت فرفع رأسه : وعليكم السلام
مسك : ممكن كلمتين
ظل محمد ينظر لها بدون أن يرمش
مسك بهمس لكي لا تسمعها والدتها : لو سمحت أنت يا أخ
هز مُحمد رأسه واستغفر ربه كثيرا ثم نظر للأرض مره اخرى : اتفضلي يا آنسة
أعجبت مسك بتصرفه هذا جدا : أنا عارفه إن سفيان مقلش ليك حاجة ، ممكن اعرف ايه اللي بيحصل
مُحمد : مليش حق اني اقول حاجة
مسك : يا أستاذ أنت خايف إني أضر جويرية أو البنات دول اكتر من اخوات بالنسبة ليا
مُحمد بتنهيدة : زوج جويرية السابق هنا وهي خايفة ليحصل ليكي حاجة
كانت مسك تقف مصدومة : ازاي وليه
مُحمد : اكيد جاي ينتقم مش جاي يتفسح يعني
شكرته مسك وصعدت لغرفتها بسرعة
.................................
عند حذيفة
كان كما هو منذ تركته رحيق ، ينظر لسماء النهار وهي تخلع رداؤها الأزرق وترتدي البنفسجي المشرب بالحمرة معلنة بذلك انقضاء النهار واقتراب المغرب
ظل ينظر إليها شاردًا الحزن يكسو معالم وجهه ، أخرجه من ذلك الشرود صوت باب السطح وهو يفتح حول نظره للباب ليرى طفلا بعكاز يمشي به ، اقترب الطفل منه
الطفل : عمو
حذيفة : نعم
الطفل : انت زعلان ليه
حذيفة : مش زعلان يا حبيبي ، وربت على رأسه
مد الطفل يده في جيبه وأخرج حبة حلوى وأعطاه إياها : خد
حذيفة : ليه بتدهاني
الطفل :  باين جدا انك زعلان يا عمو والكذب حرام وأنت قولت انك مش زعلان فانت كدا كذبت وأنت راجل كبير واكيد عارف ، بس انت اخترت تكذب وتخبي حزنك جواك ، ده معناه انك زعلان خالص فعشان كدا بديك البونبوني الخاص بتاعي
أمعن حذيفة النظر لذلك الطفل الذكي : اسمك ايه يا حبيبي
الطفل : نور
حذيفة : اسمك جميل يا نور
نور : مش هتاخد البونبوني المميز دا
ضحك حذيفة بخفوت : ماشي ، بس ممكن اعرف ليه هوا مميز
نور بابتسامة مشرقة : عشان أنا لما باخده بنام ، ولما بصحي كل اللي كان مزعلني
استغرب حذيفة وأخذ حبة الحلوى يتفحصها ليعلم أنها حبوب منومة : حبيبي مين ادهالك
نور بابتسامة : متخفش يا عمو الدكتور بتاعي
ابتسم حذيفة لهذا الطفل
نور : ممكن لو عايز تحكي ليه انت زعلان اوي كدا
حذيفة بندم : أنا.ظلمت واحدة وقلت عنها كلام وحش ، لدرجة أن ابنها مات بسببي
نور : عشان كدا انت زعلان ، روح صالحها وخليها تسمحك
حذيفة : ياريت الفعل كان سهل
نور : عمو هوا انت عايز تصالحها اصلا
ضحك حذيفة : تصدق انك مشكلة
نور : انت شكلك بجد مش عايز تصالحها
حذيفة : أنا متضايق من اللي عملته لكن فرحان فيها
نور : دا انت عمو شرير
حذيفة بابتسامة : ايوا شرير ، بس هي تستاهل
نور : اكيد مش وحشة طلاما انت زعلان من اللي عملته ، ولازم تتحمل مسؤولية أفعالك وتعتذر عن القبيح منها
حذيفة بتعجب : ما شاء الله عليك ، انت عاقل جدا على عمرك دا
نور : لازم اكون كدا ، عشان أنا راجل مش طفل
حذيفة : بجد ما شاء الله عليك ، أنت اتأخرت روح لأمك قبل ما تقلق عليك
نور : الله يرحمها
حذيفة : الله يرحمها ، طب يلا على باباك ، ولا هوا كمان...
هز نور رأسه : الله يرحمه
حذيفة : الله يرحمه ، أمال مين اللي بيهتم بيك
نور : الدار
حذيفة : دار ايه
نور : دار الأيتام
حزن حذيفة لذلك الطفل وحاول الا يظهر ذلك : اممم ، طب.انت بتعمل ايه هنا
نور : بشم شوية هواء منعش ، يلا انا همشي
حذيفة : ماشي
التفت نور : يا عمو ، افتكر دائما ، إن رحمة الله واسعة ، واي حاجة مضايقاك ادعي ربنا وهوا هيفرحك ، وروح صالح طنط اللي انت زعلتها
رحل الطفل نور ، وترك الابتسامة على شفتي حذيفة ، فتح هاتفه الذي أغلقه منذ ساعتين تقريبا ليجد كم هائل من المكالمات الفائتة ومن رقم غريب ، عاود الاتصال بالرقم ليأتيه صوت جويرية : الو

 وليُّ فؤاد 🌸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن